لم يتعلَّم محمد مرسى وجماعته أن لغة التهديد قد انتهى زمانها.. وأنه لم يتعلَّم بعد ما جرى من الديكتاتوريين المستبدين، ورفع إصبعه مهددًا شعبه، بل لم يصله بعد نبأ ما جرى مع هؤلاء المستبدين.. لعله ينتظر مصيرهم دون أن يعرف! لم يعلم محمد مرسى وجماعته أن حاجز الخوف قد انكسر عند الناس.. وأنها تبحث عن حريتها ومستعدة أن تدفع حياتها مقابل هذه الحرية.. لقد سقط الآلاف على يد نظام حسنى مبارك ووزير داخليته شهداء ومصابين فى ثورة 25 يناير 2011 طلبًا للحرية ودفاعًا عن مستقبل هذه الأمة فى حياة أفضل. ويسقط الآن شهداء ومصابون جدد فى الموجة الثانية من ثورة يناير على يد نظام مرسى وجماعته التى تدير شؤون البلاء وتابعه وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، الذى يورّط نفسه وضباطه فى قتل المتظاهرين.. وسيظل تاريخه أسود، ولن يرحمه التاريخ.
لقد انكسر الخوف لدى الناس.. لم يعد يهمها قنابل مرسى ومحمد إبراهيم المسيلة للدموع التى يتم استيرادها على حساب الشعب لقمعه.. لم يعد يهمها خرطوش داخلية مرسى ومحمد إبراهيم الذى يصيب المتظاهرين بشكل عشوائى.. لم يعد يهمها الرصاص الحى الذى يطلقه ضباط داخلية مرسى ومحمد إبراهيم.
لقد خرجت الناس من أجل الحرية.. ولن تعود إلا بعد أن تحصل على حريتها.. لن تخيفها بلطجية الداخلية.. ولن تخيفها ميليشيات الإخوان المتحالفين الآن مع الداخلية ويقفون بجوار قوات الشرطة يضربون مثلهم المتظاهرين.. لن تعود إلا بعد أن تحصل على دستورها الذى يعلى من قيمة الحرية.. وليس دستور الإخوان المشبوه الذى تم فرضه بالإكراه.. وبالاستفتاء المزوّر.. لن تعود إلا بعد أن تجد قضاءً مستقلًا لا قضاة «يستغلون» القضاء وأصبحوا ترزية جددًا لنظام فاشٍ.. لن تعود إلا بعد أن تكون الشرطة فى خدمة الشعب لا فى خدمة الإخوان ونظامهم الفاشى الجديد.. فمحمد مرسى وجماعته واللواء محمد إبراهيم يمارسون انتهاكات ضد المتظاهرين السلميين ويقتلونهم.. ولن ينجوا من ذلك.. ولم يعتبروا بعد مما جرى مع حسنى مبارك وحبيب العادلى!!
ولن يمنعهم فرض طوارئ مرسى وتهديده من أجل السيطرة والتمكين، فلم يتعلّم بعد.. ولم يصل إلى علمه أن حسنى مبارك سقط فى ظل حكم الطوارئ.. ولم يتعلم أن العسكر رحلوا بإدارتهم الفاشلة وسلموهم الحكم فى ظل الطوارئ.. لقد أُعجب مرسى بالسلطة.. وبالمواكب التى تسيّره.. فيتمسك بتلك «الأبهة» التى يعيش فيها، ومن ثَم ينفّذ تعليمات جماعته ومن ثَم لا مانع من تحية مَن يقتل المصريين، فقد تحوّل إلى نموذج مبارك آخر.. ولكن هذه المرة بلباس دينى.. وليس عنده أى مانع من الكذب واستحلاله لوهم الناس.. ألا يعلم محمد مرسى أن الدولة ذاهبة إلى خراب وأنه السبب فى ذلك.. والعالم كله يشهد على ذلك.. ولكن محمد مرسى فى غيبوبة.. ولا يدرى أى شىء الآن عما يجرى حوله وإنما ينفّذ تعليمات تأتيه فقط ممن جعلوه مندوبًا لهم فى قصر الرئاسة..
فلن ينفع مع هذا الشعب محمد مرسى «طوارئ».. فالشعب يصر على ثورته.. ولن يتركها تُسرق منه بطوارئ مرسى العياط وجماعته وبناء الدولة الفاشية.. فما زالت الناس تطالب بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية.. تلك المطالب التى لم يعد يراها محمد مرسى وجماعته.. فتخيلوا أنهم يعتقدون أنهم حققوا تلك المطالب وأن الشعب عليه أن يقتنع بذلك.. وإلا عودة الطوارئ والقوانين الاستثنائية.. فلتسقط طوارئ محمد مرسى!!