«غاز الداخلية»، وسيلة قوات الأمن المستمرة فى مواجهة المتظاهرين فى كل مكان، وتستمر تلك القوات على نفس النهج على مدار عامين بإطلاق سيل من قنابل الغاز فى محاولات لتفرقة المتظاهرين، ورغم أن فى كل مرة تلك المحاولات تفشل، ولم يتم تفرقة المتظاهرين فإن الداخلية تصمم وتمطر بالغاز سماء الاشتباكات. ويؤدى إطلاق الغاز إلى الآلاف من حالة الاختناق بين صفوف المتظاهرين أو المارة من جانب أماكن الاشتباكات، وتؤثر تلك الغازات بشكل كبير على السكان فى محيط ميدان التحرير الذى يفرون هاربين من منازلهم بسبب اختناقات الغاز.
محمد إبراهيم أحد متظاهرى الميدان قال فى تصريحات ل«الدستور الأصلي» إن الداخلية تطلق قنابل الغاز بكثافة فى كل المواجهات، لافتا إلى أن هناك أنواعا مختلفة من الغاز، ففى أحداث محمد محمود الأولى كانت قنابل الغاز أشد أثرًا فى إصابة المتظاهرين، وتستمر الداخلية فى الاشتباكات الأخيرة فى استخدام غازات أكثر تأثيرًا التى تؤدى إلى اختناق المتظاهرين.
المواطنون داخل محطات المترو والموظفون بمجمع التحرير والمنشآت العامة وسكان المنازل المحيطة بميدان التحرير إضافة إلى المتظاهرين، أكثر المواطنين إصابة باختناق الغاز، خصوصا أن الداخلية تتعمد فى كثير من الأوقات تغطية السماء بوابل من الغازات المسيلة للدموع، الأمر الذى يجعل الكل لا يشم إلا رائحة الغازات، وتؤدى إلى إصابات واختناقات.
الدكتور خالد مأمون أستاذ التحاليل والغازات السامة بمركز سموم عين شمس، أكد أن المركز لم يجر تحاليل على الغازات المسيلة للدموع التى استخدمت من قبل قوات الشرطة لتفريق المتظاهرين خلال الاشتباكات التى دارت خلال اليومين الماضيين بشارع محمد محمود، مشيرا إلى أنه لا يعتقد أنها سامة، كالتى تم استخدامها فى أحداث محمد محمود العام الماضى، لكنها تسبب الشلل والوفاة، ولا يصح أن يتم إطلاقها إلا على الحيوانات فقط، مؤكدا أن استخدام مثل هذه الغازات المسيلة للدموع المصنوعة بأمريكا جريمة لا يمكن أن تسقط بالتقادم.
وأشار مأمون إلى أنه وفقا للتحاليل التى أجريت على الغازات المسيلة للدموع التى استخدمتها قوات الأمن لتفريق المتظاهرين أيام ثورة 25 يناير وأحداث محمد محمود العام الماضى، فإنها تحتوى على مادة «البنزوكسازيين» السامة والمسيلة للدموع، التى تسبب شللا مؤقتا.
وأوضح أستاذ التحاليل والغازات السامة أن الCS كما أكدت أنه من مادة (الكلورينز)، وكذلك مادة (المالونونيتريل) وهى مادة شديدة الخطورة تستخدم على الحيوانات «أنتجت فى حيفا بإسرائيل، وغاز mvx وهو شديد الخطورة حيث يمتصه الجلد ويستمر تأثيره لمدة 60 يوما.