وتساءلت "الدستور" الخميس: لماذا لم نسمع صوت الرئيس؟ فسمعته مصر الجمعة! أعداد الدستور التى نشرت التساؤلات وأعداد الأهرام التى ردت عليها كانت «الدستور» منذ سفر الرئيس مبارك لإجراء عمليته الجراحية الناجحة في ألمانيا مرآة صادقة للرأي العام، ولم يكن هناك دليل أقوي علي هذه الحقيقة إلا خطوات مؤسسة الرئاسة نفسها، فقد كانت دوائر صنع القرار في مصر وكأنها تستجيب لملاحظات وتساؤلات جريدة «الدستور» التي طرحتها، حين نشرت «الدستور» عنوانها الرئيسي في الصفحة الأولي يوم الاثنين 15 من مارس تقول فيه: «مصر تنتظر صورة الرئيس مبارك من ألمانيا» وكانت الاستجابة بعد أربعة وعشرين ساعة وقدمت الرئاسة أول صورة للرئيس مبارك بعد إجراء العملية وذلك صباح الثلاثاء 16 من مارس، وهي الصورة التي احتلت صدر الصفحات الأولي لكل الجرائد صباح الأربعاء 17 من مارس. وفي عدد الخميس 18 من مارس سألت «الدستور» عن الطريقة التي ظهر بها الرئيس، ولماذا ظهر مع أطبائه فقط دون أن يظهر صوت الحديث ولماذا لم يتم تحديد موعد عودته حتي الآن ولماذا لم يظهر مصاحبا للرئيس أحد من مرافقيه في الرحلة؟ فاستجابت الرئاسة صباح الجمعة وبعد أربعة وعشرين ساعة فقط من تساؤلات الرأي العام التي نقلتها «الدستور» بأمانة وشجاعة وبثت الرئاسة فعلا صباح الجمعة 19 من مارس تقريرا مصورا وصوتيا للرئيس في تمام الصحة والعافية يمارس صلاحياته، كما ظهر الدكتور زكريا عزمي - رئيس ديوان رئاسة الجمهورية - وهو يعرض علي الرئيس مجموعة من الأوراق والقرارات الجمهورية العديدة التي وقعها أمس الأول في مقر إقامته بألمانيا وعلي رأسها قرار تعيين الدكتور أحمد الطيب شيخا للأزهر، نحن لا نزعم أن الرئاسة كانت تجيب عن أسئلة «الدستور» ولكنه يصبح من المنطقي جدا أن نزعم أن مؤسسة الرئاسة ودوائر صناعة القرار في ملف مرض الرئيس كانوا يتخذون «الدستور» مؤشرا لتساؤلات الرأي العام ولم يكن الأمر أبدا من سبيل الصدفة وحتي لو كان كذلك فهو دليل قاطع علي الحدس المهني والحس الصحفي لجريدة تضع ضميرها قبل أمنها الشخصي.