تعقد غدا السبت فى العاصمة السعودية الرياض اعمال لجنة التشاور السياسى بين مصر والسعودية برئاسة وزيرى خارجية البلدين محمد كامل عمرو الذى يصل الى المملكة مساء اليوم الجمعة مع نظيره السعودى الامير سعود الفيصل . تتناول اجتماعات هذه الدورة من اعمال اللجنة كافة القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك و فى مقدمتها تطورات الاوضاع فى سوريا ومساعى الدولتين لوقف اراقة الدماء على ضوء تطابق وجهتى نظر الدولتين ازاء هذه الازمة ودعمهما للائتلاف المعارضة السورية .. الى جانب القضية الفلسطينية وجهود الدولتين لدعم الموقف الفلسطينى على الساحة الدولية خاصة بعد حصول السلطة الفلسطنية على صفة المراقب بالامم المتحدة وتتطرق الى موضوع المصالحة الفلسطنية – الفلسطنية .
ويناقش الوزيران عمرو والفيصل - خلال اجتماع اللجنة - التنسيق المشترك بشأن الإعداد لقمة الرياض العربية الاقتصادية الثالثة المقرر عقدها بالسعودية يومي 21 و22 يناير الحالي ، والتنسيق للقمة الإسلامية المقرر عقدها بالقاهرة يومي 7 و8 فبراير المقبل .
كما تتناول اعمال هذه اللجنة كافة ملفات التعاون الثنائى بين البلدين ويركز الجانب السعودى فيها بشكلا خاص على مشاكل الاستثمارات السعودية فى مصر التى برزت بعد الثورة على ضوء الخطوات التى اتخذتها الحكومة المصرية لتصويب اخطاء النظام السابق فى القطاع الاقتصادى والاستثمارى فيما يتعلق بتخصيص الاراضى مثلا.. فى حين يركز الجانب المصرى على بحث المش اكل التى تواجه العمالة المصرية فى المملكة كما تتناول اجتماعات اللجنة ملفات التعاون التجارى وسبل ازالة المعوقات التى تعترض تدفق حركة التجارة بين البلدين ..وتبحث ايضا سبل زيادة الاستثمارات السعودية فى مصر وكذلك الاستثمارات المصرية فى السعودية على ضوء ان السعودية تعد اكبر شريك تجارى لمصر واكبر مستثمر عربى فى مصر .
وتكمن اهمية اجتماعات هذه اللجنة انها تجمع بين اكبر واهم دولتين رئيسيتين فى النظام العربى تربطهما علاقات سياسية واقتصادية وتجارية وشعبية ضخمة ومتنوعة..بالاضافة ان جدول اعمال هذه اللجنة يتناول بحث كافة القضايا المهمةالتى تفرض نفسها وتهم الدولتين والمنطقة ويسعى هذا التنسيق لضبط حركة ايقاع الاحداث بالمنطقة.
وتتميز اعمال هذه اللجنة انها مفتوحة لمناقشة كافة القضايا التى يطرحها الجانبين بما فيها مثلا امن منطقة الخليج وهو ما يعبير عن مدى صحية العلاقات المصرية السعودية..وتعد اعمال هذه اللجنة وبما تتناوله نموذج لمدى اهتمام مصر بعلاقاتها العربية واعطائها الاولوية فى سياستها الخارجية لارتباطها بالامن القومى لمصر. كما تتميز العلاقات المصرية السعودية بانها ايجابية و متوازنة بين الجانبين حيث تصدران الدولتين لبعضهما العض السلع والمنتجات وكما تبرز الاستثمارات السعودية فى مصر توجد استثمارات مصرية بالسعودية ..وتعد مصر من اهم المقاصد للسائح السعودى وفى المقابل تعد مصر اكبر مصدر للسياحة الدينية الى المملكة.
وتستضيف المدن السعودية اكبر جالية مصرية فى الخارج تساهم فى تنفيذ خطط التنمية بالمملكة ورغم تعدادها الذى يقدر بحوالى مليون ونصف المليون الا ان مشاكلها فى الحدود الطبيعية رغم حالة الضجيج الاعلامى المرتفع الذى يصاحب اى مشكله..وفى المقابل تستضيف مصر اكبر جالية سعودية خارج المملكة تصل الى قرابة نصف مليون فرد.
ولا تعتبر حركة نقل الافراد والسلع بين مدن الدولتين اكبر حركة تنقلات بين قطرين عربيين فحسب بل انها اضخم حركة تنقلات برية وبحرية وجوية تشهدها منطقة الشرق الاوسط برمتها.
ويشارك في اجتماعات اللجنة كبار الخبراء الدبلوماسيين من البلدين ، وسفير مصر لدى الرياض عفيفي عبدالوهاب وسفير السعودية في مصر أحمد قطان .
تجدر الاشارة انه تم التوقيع على اتفاقية إنشاء لجنة التنسيق والتشاور السياسي بين وزارتي الخارجية في البلدين فى 30يوليو عام 2007 على ان تعقد اجتماعاتها بشكل سنوي برئاسة وزيري خارجية الدولتين , لبحث كل جوانب العلاقات الثنائية بين مصر والسعودية. . الا ان هذه اللجنة لم تعقد فى الغالب على المستوى الوزارى وعقدت معظم دوراتها على مستوى كبار المسئولين ومساعدى وزيرى خارجية الدولتين .
وقد جاء فى اهداف انشاء هذه اللجنة انها تسعى لوضع الآليات المناسبة, لتذليل كل العقبات التي يمكن أن يواجهها المواطنون المصريون في المملكة, بالإضافة إلي التنسيق السياسي بين البلدين في مختلف المحافل الدولية, وتبادل المشورة حول أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك.