رويترز قال راشد الغنوشي -زعيم حركة النهضة الإسلامية التي تقود الحكومة في تونس- إن المتشددين الإسلاميين الذين نفذوا اغتيالات سياسية، ويهاجمون قوات الأمن مخترقون من جماعات سياسية تهدف إلى ضرب النهضة والمسار الديمقراطي في تونس، على حد تعبيره. ورفض الغنوشي -في تصريح له اليوم (الإثنين)- ما وصفه ب"اتهامات المعارضة" لحزبه بالتراخي أو بدعم متشددين إسلاميين قائلا "لا مصلحة لحكومة تقود البلاد في هذا". وتابع: "لم يثبت أيضا أن أنصار الشريعة، أهم فصيل في السلفية الجهادية لهم ارتباط تنظيمي بهذه الجماعات، بما يجعل السؤال ما هي الجهة المستفيدة؟". وأضاف أنه متفائل باستعادة الاستقرار الأمني في تونس، مشيرا إلى أن قوات الأمن استعادت توازنها وبدأت في تفكيك الشبكات الإرهابية التي تسعى لهز استقرار البلاد. وأوضح زعيم حركة النهضة الإسلامية أنه مستعد لتقديم مزيد من التنازلات للمعارضة؛ لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد، قائلا: "مستعدون لاستفتاء شعبي إذا أصر المحتجون على التظاهر ضد الإسلاميين"، مشيرا إلى أن حزبه منفتح على الحوار مع كل الفرقاء السياسيين لكنه لا يقبل شروطا مسبقة. واستطرد: "سحب أو تأجيل عرض قانون العزل السياسي الذي يتيح إقصاء عدد كبير ممن عملوا مع النظام السابق أمر ممكن إذا وصل الفرقاء السياسيون إلى اتفاق". وعن تظاهرات الأحزاب المعارضة للحزب الإسلامي الحاكم في تونس، قال: "نحن صدرنا الثورة لمصر وهم يريدون استيراد الانقلاب"، مردفا: تظاهراتنا تدعم التقدم في المسار الانتقالي وتظاهراتهم تنسفه". وطالب المعارضة بالدخول في حوار وطني دون شروط مسبقة، مؤكدا: "الشارع لا يغير الحكومة المنتخبة بل يغير الحكومة الديكتاتورية". جدير بالذكر أن اغتيال المعارض محمد البراهمي قبل عشرة أيام فجر أزمة سياسية في تونس، حيث تطالب المعارضة العلمانية بحل الحكومة والمجلس التأسيسي.