وسط حضور جماهيري كبير، وضمن فاعليات معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، عقدت ندوة بعنوان "الكتابة الآن" وتناولت تطواف الكتابة في الخمسين عاماً الماضية. استضافت الندوة ثلاثة من الكتّاب الشباب، وهم: الكاتب الصحفي والقاص محمد فتحي، الحائز على جائزة ساويرس في القصة القصيرة لعام 2009، والقاص وسيم المغربي -مؤسس منتدى إطلالة الأدبي السكندري- الذي صدرت له المجموعة القصصية بعنوان "محاولات للإبصار" عن دار "الدار" للنشر، والكاتبة الصحفية نهى محمود والتي اشتهرت بمدونتها "كراكيب" التي حوّلتها مؤخراً إلى كتاب ورقي بالإضافة إلى روايتين. أدار الندوة القاص سامح بسيوني عضو منتدى إطلالة الأدبي، وطرح موضوع النقاش حول وضع الكتابة الآن، وأيضاً علاقتها بالنت والمدونات. فيرى الكاتب محمد فتحي الكتابة الآن، أصبحت معادلاً موضوعياً للانتحار في بلد مثل مصر، كما أشار إلى شهوة التجريب التي تنتاب المبدعين والتي نتج عنها بعض النصوص الغامضة؛ مما أبعد الناس فترة عن القراءة. إلا أنه أشار إلى أن وضع الكتابة والقراءة الآن تحوّل تحوّلاً كبيراً بعد صدور رواية "عمارة يعقوبيان"، وأيضاً رواية "أن تكون عباس العبد" التي لولاها لما استطاع أغلب المبدعين الشباب نشر إبداعهم. كما تناول موضوع فوضى النشر والجوائز الأدبية التي يرى أن الكاتب هو الذي يصنع قيمة الجائزة؛ لأنها من قيمة الكاتب الذي يحصل عليها باستثناء جائزة نوبل. أما القاص وسيم المغربي؛ فتناول وظيفة الأديب التي تغيرت بعد تغير مشهد النشر وازدياد الأعباء على الأديب من حيث الدعاية والتسويق، واتفق مع محمد فتحي على أن فوضى النشر كانت في صالح المتلقي، وأن الكتابات الساخرة كانت معنية أكثر بقضايا المجتمع، كما أشار لتجربة الكتابة المشتركة ودور الأزمات في حياة المبدع، كما عقد مقارنة بين اللحظة الأدبية الحالية في الكتابة والكتابة في جيل الستينيات. أما الكاتبة نهى محمود فقرأت مقالاً أعدته -بالصدفة- عن وضع الكتابة الآن، وتناولت فيه المشهد الحالي للكتابة وأهم الكُتّاب الشباب على الساحة وحبها للرواية والتدوين. وشهدت المناقشة مداخلات عديدة من الحضور الكثير، وأغلبها تركزت حول الأدب الساخر وأدب الخيال العلمي ووظيفة الأديب الفعلية والتدوين الذي تراه الكاتبة نهى محمود حقاً لكل إنسان حتى لو لم يكن كاتباً. وختمت المناقشة بحفلات توقيع لإصدارات الكُتاب.