بسم الله الرحمن الرحيم.. أنا شاب عندي 23 سنة، آخر سنة كلية تجارة. أنا حبيت واحدة أكبر مني بسنة تقريباً، بتشتغل سكرتيرة في سنتر لغات، أنا كل ما باشوفها الكلام ما بيطلعش من بقي، وبابقى عايز أسألها على أي حاجة عشان تفضل تتكلم وأبص عليها، وده كان بيحرجني أحياناً؛ لأني ما كنتش باركز في الكلام، وباركز فيها هي. هي ما عندهاش أدنى فكرة، أنا بحبها قد إيه؛ لأني ما بارحش هناك كتير عشان ما اعلقش نفسي بيها أكتر من كده؛ خصوصاً إني مش جاهز؛ فقلت على الأقل أستنى لحد ما أخلص دراستي. المشكلة إني خايف تروح مني، بجد الموضوع ده مأرقني جداً، أنا مش عارف أعمل إيه ولا أتصرف إزاي. أنا لسه قدامي تقريباً 6 شهور؛ يعني عمر. أرجوكم انصحوني، وشكراً لكم. GLADIATOR
صديقي: قبل أن أنصحك وقبل أن أشير عليك بما تفعل، أضع أنا بين يديك عدة أسئلة لتجيب عنها، وما إن تجيب عنها حتى تجد حل مشكلتك يرمي نفسه بين أحضانك، وليس عليك إلا فهمه فقط والتنفيذ علينا. - تصور معي أن هذه الفتاة متزوجة، وأنك قابلتها وعلقت نفسك بها، ثم ظهر لك خاتم الزواج بيدها؛ ماذا كنت لتفعل؟؟ - تخيل أنك سمعتها -سواء في حضورك أو دون أن تعلم بوجودك- تفيض بكلمات الحب وعبارات الهيام لشخص ملك نفسها وقلبها؛ ماذا كنت تفعل؟؟ - تخيل لو أن هذه الفتاة قالت لك بكل وقاحة أنها لا تريدك ولا تريد أن ترى وجهك ثانية؛ ماذا كنت تفعل؟؟ - من يشبهها من الممثلات؟؟ - كم فتاة استرعت انتباهك حتى الآن؟؟ كلها إجابات تقودنا إلى الحل الذي يتمثل في كلمات هي (أن الأشياء التي نقدرها ونجلها لا نحمل قيمتها في نفوسنا إلا بما نمنحه نحن لها من تصور وانبهار وأهمية في الوصول). ولو أنك فقط حددت لنفسك إطار الانبهار بما يبهرك؛ فإنك لا شك تعلم كيف تتعامل معه في حدوده. في كل الأسئلة السابقة ستكون إجابتك بأنك ستبتعد لأن حائلاً حصينا يقف دون الوصول؛ إما بشغل المكان بشخص آخر، أو لوجود فجوة بينك وبين ما تريد الوصول إليه. لو أن سيارة فارهة أعجبتك ونالت من نفسك مبلغاً من عشقها؛ لكن مستواك المادي لا يطمح ولن يطمح في وقت قريب -حسب المنطق والعقل- في امتلاكها؛ فهل تسعى لسرقتها؟ أم تموت كمداً لأنك لم تحصل عليها؟ لا شك أن تعاملنا مع الأمور يكون في نطاق المنطق وحسب التصور السليم لقدراتنا وظروفنا وتوافقنا مع أحلامنا وكيفية الوصول إليها. زد على هذا يا صديقي أنك في مرحلة الدراسة؛ وأنه ليس بينكما ما يبرر أن تنتظرك هي من أجله ولا أن تضحي أنت من أجلها؛ لأنه ببساطة انطباع سطحي ليس له عمق، وليس من العقل أن نجعل له عمقاً يفتح علينا باباً من الجحيم نحن في غنى عنه... كم من قصص الحب التي لم يكتب لها النجاح بسبب ظروف الحياة؛ وأنت -ولله الحمد- يدخر لك الله ما هو أفضل عندما تكون جديراً وجاهزاً للحصول عليه والاستمتاع به؛ فلماذا تغرق نفسك في دوامة لم تفتح نفسها عليك، ولن تفتح عليك مستقبلاً إلا الويلات والعذاب؛ فضلاً عن احتمال رفضها هي لك، وهو احتمال بنسبة غير قليلة. وأهمس لك صديقي بأن الرجل منا لا يقف إعجابه عند امرأة بعينها؛ بل إنه دائم الإعجاب بالأنثى، متجدداً ذلك بتجدد حياته وعمره، وقد يعجب بعدد من الإناث يجد أخيراً ما يجمعهن في عينه؛ فهو يبحث عن نمط من الجمال والرقة والمواصفات الجسدية والروحية؛ وفي هذا كبير عزاء بأن هذا النمط غير منته؛ بل هو متجدد يلقاك في حياتك كل يوم بل كل ساعة، ويطرح نفسه أمامك بشكل أوضح وأوثق في الاختيار وفي الاستعداد له أفضل من ذلك. صديقي استعن بالله وانتظر فرصك التالية فهي كثيرة، ومنها ما هو أفضل، ومنها ما هو أقل من المستوى الذي رأيته، أسأل الله أن يحفظ ويدلك على الخير.