أكد الدكتور محمد البلتاجي -القيادي بحزب الحرية والعدالة- أن الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي كافة لا يستطيعون أن يحققوا نجاحا في تجربتهم دون استيعاب باقي الأطراف الداخلية والخارجية مجتمعة، مشيرا إلى أنه لا بديل للطرفين من أن يجلسا ويتحاورا. وأشار البلتاجي -في حوار مع جريدة السفير اللبنانية نشرته اليوم (السبت)- إلى أنه يوجد ترتيب للقيام بانقلاب كامل في 30 يونيو الجاري، ينهي الإرادة الشعبية التي جاءت برئيس منتخب للمرة الأولى في تاريخ مصر، على حد قوله. وتابع: "من مظاهر هذا الترتيب براءة أحمد شفيق -المرشح الرئاسي السابق- من قضية أرض الطيارين، يعقب ذلك استقبال أسطوري له في المطار، ويتواكب مع هذا اجتماع مفاجئ للجنة العليا للانتخابات الرئاسية، لفحص طعن مقدم بعد مرور سنة على الانتخابات، لتعلن أن لديها شكوكا في النتائج، وتدعو بالتالي إلى انتخابات رئاسية مبكرة". وأردف: "هذا ما يعمل عليه بعض الأطراف السياسية، ومجموعات ضخمة جدا من أعضاء الحزب الوطني السابق، والنظام السابق ومجموعات كبيرة جدا من البلطجية استعدادا لحفلة 30 يونيو كما رتبوا لها". وأوضح: "المتغيرات حدثت على صعيدين، حيث رفض أحد قضاة المحكمة حكم براءة شفيق، وبالتالي اضطرت المحكمة إلى التأجيل ثم التنحي عن نظر القضية، ثم اضطرت اللجنة العليا للانتخابات للتنحي بالرغم من أنه ليس في المفهوم الدستوري وجود ما يسمى باللجنة العليا للانتخابات". ولفت البلتاجي النظر إلى وجود محاولات من قبل حزب الحرية والعدالة لإيجاد حلول سياسية للأزمة القائمة، مشيرا إلى أن المعارضة كانت طوال الوقت ترفض الجلوس للحوار إلا بشروط. واستنكر موقف المعارضة، متسائلا: "الإخوة في المعارضة يرفعون شعار رحيل محمد مرسي، وانتخابات رئاسية مبكرة، كيف يتحقق هذا دون عنف إذا نزل المئات أو الآلاف أو الملايين؟". وعن تقييمه لتجربة عام من حكم الرئيس مرسي، اعتبر البلتاجي أن إعادة المؤسسة العسكرية إلى دورها الطبيعي في حفظ أمن البلاد، كان أبرز إيجابيات العام الماضي. وعلى الصعيد الاقتصادي، قال: "بالرغم من الحصار الشديد في تدفق الاستثمارات والمساعدات والقروض، فإن هناك فئات من المجتمع تحسنت أوضاعها، مثل أعضاء هيئة التدريس والأطباء والمدرسين". وأقر البلتاجي بأن هناك تقصيرا من قبل الرئيس مرسي، موضحا: "هناك مشكلات في مساحة الشراكة الوطنية مع الفصائل السياسية المختلفة، ومساحة مشاركة الشباب في أدوار فاعلة، وضعف كفاءة الأداء في بعض المواقع، سواء بسبب الاختيار من دائرة ضيقة أو نتيجة اعتذار الآخرين". يشار إلى أن عددا من الحركات والأحزاب والقوى السياسية قد دعت إلى تظاهرات يوم 30 يونيو الجاري، للمطالبة بإسقاط الرئيس محمد مرسي، وانتخابات رئاسية مبكرة.