السلام عليكم.. أنا كان ليّ صديقة عزيزة عليّ جدا، متربيين سوا من وإحنا صغيرين.. وللأسف إحنا ماعدناش بنتكلم دلوقتي مع بعض كلمة واحدة.. وسبب المشكلة إن صاحبتي كان فيه واحد بيحبها من سنين وكان على استعداد لخطبتها.. وهي ماكانتش بتحبه وبترفضه كل ما يحاول يكلمها، وفضل يكلمها وهي برضه ترفضه لمدة 3 سنين.. في الفترة الأخيرة بدأت تتجاوب معاه وتحس معاه بالارتياح، وبدأ القبول من ناحيتها وبدأت تحبه.. ولكن للأسف بدأ الحب والمشاعر الطاهرة تتحول الأول إلى لمسة إيد وقبلة على الجبين.. وتوالت العملية في التطور إلى أن أصبح أمرا شبيها بالجنس دون أن يمس هذا الشاب عذريتها، ولكن كان يتعامل معها مثل معاملة الأزواج.. أي أن البنت محتفظة بعذريتها.
ومن شدة تخوفي عليها حين علمت بذلك نصحتها بخطورة هذا الأمر، وهي تقبلت مني النصيحة وامتنعت تماما بعد ذلك عن فعل هذا العمل الفاحش، وسألت الله التوبة وبعدت عن هذا الشاب، ولكنها بدأت تحن إلى هذا الشاب مجددا، ولكن ليس من الناحية الجنسية وإنما من الناحية العاطفية تقول إنها تحبه.. ولما علمت ذلك قررت الابتعاد عنها فورا لأنني تخوفت على نفسي.. ولكن المشكلة عندها.. ماذا تفعل؟ وهل ربنا تاب عليها كده بعد ما تابت عن هذا الذنب؟ وهل يعتبر ذلك الأمر زنا أم لا؟ وهل يصح لي أن أعاود مرة أخرى وأصاحبها أم لا؟.. أرجو الرد سريعا وشكرا.
ror
صديقتي العزيزة.. أحييكِ على صداقتك المخلصة لصديقتك وتحذيرك لها من الوقوع في هذه الهاوية، كما نحمد الله على إدراك صديقتك للأمر ورغبتها في أن تبعد نفسها عن ذلك الطريق الذي لا رجعة منه، وهذا يدل على جوهر نقي بداخل صديقتك تغلب على انغماسها في الرذيلة. إن الشيطان يظل يبحث عن أي ثغرة داخل الإنسان بها نقطة ضعف، لكي يدخل له منها ويضعفه ويقنعه، بأن يبسّط له الأمر ويهوّنه في نظره، إلى أن يسحبه إلى معصية كبيرة ثم يتركه للإحساس بالضياع وفقدان الثقة في التوبة والرجوع إلى الله، والله تعالى فتح لنا باب التوبة والرجوع إليه، وهو سبحانه يفرح بتوبة العبد، وهنيئا لصديقتك توبتها التي لا بد أن تكون عن صدق وندم وتصميم على عدم العودة إلى هذا الذنب مرة أخرى. إن أكبر مشكلة ممكن أن تواجه صديقتك هي استسلامها لإحساسها بالضعف الذي يجعلها تتغاضى عن بداية خطوة تجرها إلى أبعد منها وهذا ما حدث لها في البداية، والله تعالى يخبرنا عن تلك المقدمات بداية من الاستسلام للنظرة فقال: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إخوانهن أَوْ بَنِي إخوانهن أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إلى اللَّهِ جَمِيعًا أيها الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. والله تعالى حينما تكلم عن الزنا لم يقل لنا لا تزنوا وإنما قال: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إنهُ كَأن فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} إذن الله تعالى أعلم بنا قال لا تقربوا، فالإنسان إذا تجاوز المقدمات سيكون من الصعب عليه مقاومة ضعفه بعد ذلك. وفي حالة صديقتك فهذا ليس حبا حقيقيا لأنه لم يعتمد على عوامل تبني الحب الحقيقي، فأبسط الأمور أن هذا الشخص لم يكن بالرجولة الحقيقية التي تجعله يفعل كل ذلك بها ولا يحميها من نفسه، إذن هو لم يحبها وإنما أحب شهوته فيها، وهي أحبت فيه احتياجه إليها وتصميمه الذي جعلها تستسلم لكي تشعر بمشاعر جديدة، تجعل الحياة مختلفة وتجعلها تشعر أنها أنثى وأنها مرغوبة، ولكن في مقابل ذلك الإحساس المؤقت الواهم يأتي الثمن غاليا جدا. لذا عندما يأتي ذلك الشعور لصديقتك عليها أن تفكر في مدى احتقار الرجل لأي امرأة تعطيه ما يريد مهما وصف لها من مشاعر، وما دام يفعل بها ذلك دون أن تكون زوجته لا يمكن أن يحمل بداخله لها مشاعر الحب، لأنه لا يحترمها ولا يحاول أن يحميها أو يحافظ عليها، فهل تقبل أن تكون مجرد محطة للشهوات وغيرها من الفتيات يتمتعن بالعفة والعزة والثقة بالنفس التي تجعلهن في مكانة غالية عند الشخص الذي يتعب ويسعى لأجل أن يحتويها ويحبها في الحلال؟ أنتِ الآن يا صديقتي في موقف رائع، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم"، فلا تضيّعي تلك الفرصة النادرة في أن يكون في يدك أن تهدي صديقتك لطريق الخير وما فيه مصلحتها، وادعي الله أن يهديها واستعيني بالله واسأليه أن يعينك، وخذي بالأسباب بأن تكون نصيحتك لها بحب وبهدوء وإخلاص وثناء على صفاتها الإيجابية وإحساسها بذاتها، وبطرق غير مباشرة اجذبيها للتقرب من الله وتحبيبها وإشغالها بأعمال صالحة حتى تفرغ فيها احتياجاتها العاطفية المشتعلة الآن. المهم أن تحاولي دائما استخدام الحكمة والموعظة الحسنة وثابري ولا تيأسي أبدا، ولا تتضايقي منها إن ضعفت في شيء، بل حاولي دوما أن تشعري بها وتستمعي لها ولمشاعرها ولا تستهيني بها، وليكن هدفك هو كسب قلبها للطريق الصحيح بطريقة جميلة، لأن النصيحة المباشرة والقسوة تأتي بنتائج عكسية، فاستخدمي سلاح المشاعر الإيجابية واجعليها تشعر أنها تتميز بالقوة وبصفات كثيرة تجعلها في قدرة على مقاومة ضعفها. مع أطيب تمنياتي بالسعادة الدائمة.