السلام عليكم.. أنا بعت لكم قبل كده ورديتوا عليّ بجد شكرا، بس أنا المرة دي محتاجة لكم أوي وأكتر من الأول. أنا عندي 22 سنة.. مشكلتي إني ساعات باحس إني حلوة، والحمد لله أنا متديّنة؛ لبسي واسع وكويس، بس دايما باحس إن اللي حواليّ مش بيشوفوني حلوة، دايما أختي أحلى، أنا بحب أختي أوي، هي أكبر مني. الموضوع ده ماكانش بيفرق معايا أوي زمان، بس لمّا كبرت شوية حسيت إن المشكلة بقت أكبر من كده، أنا دايما أصحابي بيحكوا لي عن العرسان اللي بيتقدّموا لهم، بس أنا مافيش حد بيتقدّم لي، ده أنا حتى الخطوبة الوحيدة كانت مِن ابن عمتي وأمه اللي اختارتني ليه مش هو؛ علشان كده الموضوع اتفركش على طول؛ لأني ماحستش بحبه ليّ، وكنت باحس إني تقيلة عليه. هو أنا كده ممكن أكون وحشة فعلا، ما هو الجمال مش كل حاجة برضه، أنا الحمد لله متعلّمة كويس، وكنت باطلع الأولى، ومعايا مؤهل عالي بتقدير جيّد جدا، ومتديّنة، بس هل كل ده مش مكفّي؟ أنا حتى عمر ما حد قال لي إنه معجب بيّ، ولا عمر حد حبّني، أنا نفسي حد يحبّني أوي، عارفة ممكن تقولوا لي دي مشكلة تافهة، بس أنا عايزة حد يطلّعني من اللي أنا باحس بيه ده؟ وساعات بافكر إني أعمل حساب جديد، وأضيف أي ولد وأكلّمه، وأعيش متخدّرة بكلامه وخلاص، بس خفت من ربنا، وكمان أنا مابحبش أعمل حاجة غلط، أنا نفسي إن كل حاجة تبقى لزوجي اللي ربنا كاتبه ليّ وبس.. يا ريت تردّوا عليّ.
bero
هناك أحاسيس أنثوية تشعر بها كل فتاة وتحلم بإشباعها، وهي رغبتها في تقدير الآخر لها ولجمالها على وجه الخصوص، وهي مشاعر طبيعية تشترك فيها جميع الإناث على حدٍ سواء بدرجات متفاوتة، وعندما لا يشعرها الآخرون بجمالها أو بأهميتها تشعر بالإحباط. والمشكلة في كل المدن والتجمّعات الحضرية، أن هناك أشياء كثيرة ينشغل الناس بها وتلهيهم عن التمعّن في محاسن وجمال الإناث؛ فالجميلات كثيرات ووسائل التجميل أكثر وتطوّرت أيضا، فمن مساحيق وكريمات إلى شدّ وشفط ونفخ؛ فلم يعد الجمال نادرا بل هو في متناول الجميع. وبدأ الكثيرون في البحث عن سمات أخرى في الشخصية البنت غير جمالها؛ كثقتها في نفسها، وثقافتها التي تُعطيها جاذبية خاصة، إلى جانب قدرتها على عمل جسور من الود وعلاقات إيجابية مع الآخرين. وألف باء تلك العلاقات تتمثّل في إنكار الذات، ومد يد العون والمساعدة للآخرين؛ حيث تتحرّر الفتاة من الانكفاء على الذات والأفكار البدائية في الاستعراض، وتثبت وجودها بقدرتها على العطاء والتعاون مع الآخرين، إلى جانب اهتمامها بمظهرها دون مبالغة في ذلك؛ فكثير ما تتهمّ المرأة الجميلة بالأنانية والخواء الفكري. انزعي من رأسك فورا تلك الأفكار البدائية والرغبة في الاستعراض ولفت انتباه الآخرين، فلقد وهبكِ الله ثروة العلم والعقل والذكاء الاجتماعي؛ فأحسني استثمار هذه النعم، ولا تستمعي للشيطان الذي يجبركِ على نكرانها. أمّا عن العرسان التي تتقدّم للبنات ولا يتقدّم لك أحد؛ فهناك أكاذيب يمارسها البعض ويُتقنونها كما لو كانت حقيقة، فلا تصدّقي كل ما يقال لك؛ لأن -كما قلت لكِ- كل فتاة تحبّ أن تكون مرغوبة من الآخرين خصوصا الجنس الآخر، فإذا لم يتحقّق في الواقع نسج خيالها القصص والحكايات عن العرسان والشباب الذين يتهافتون عليها. أمّا عن عمل حساب جديد وإضافة أي ولد والتخدير بكلامه؛ فهذا هو الخطأ الأكبر الذي سوف تقعين فيه لا قدّر الله؛ فالمخدرات بكل أشكالها تؤدّي بالمرء لمزيد من المشكلات، ولا تصل به لحلول حتى لو تمثّلت في ذلك المخدر العضوي الذي اقترحه الشيطان عليكِ. وكما قلتِ في رسالتك، فإن الجمال ليس كل شيء، فاهربي من وساوس الشيطان بمزيد من العلاقات الاجتماعية المتنوّعة، واشغلي نفسك فيما يفيد؛ لأن النفس إن لم نشغلها بالحق شغلتنا بالباطل، وثقي في عدل الله ورحمته؛ فأنتِ متخرّجة حديثا، وأمامكِ مجال العمل والانخراط فيه وإثبات الذات من خلاله، والتمسّك بالقيم الرائعة، والحرص على التعامل مع الآخرين بالاحترام والمودة، كل هذه أشياء تدفع الناس لاحترامك ومحبتك ومحاولة التقرب إليكِ. واحذري من خوض رحلة البحث عن عريس؛ فللناس قرون استشعار تدرك هذه الرغبة عند الفتيات ويستغلونها أسوأ استغلال، وكثيرا ما تسقط الفتاة في أعينهم، ولا يلتفتوا لمزاياها الأخرى، فلا تقلقي ونمّي مهاراتك حتى تصلي للرضا النفسي والاجتماعي إلى أن يحين أمر الله، ويصل لك شريك المستقبل، فتكوني مستعدّة ومحتفظة بأنوثتك كاملة. لو عايز تفضفض لنا دوس هنا