أنا خطيبي تاعبني أوي، مابيبطلش تفكير، بيركز في أصغر حاجة، وطبعا أنا مش باخد بالي، فكل شوية بنتخانق، وهوعصبي جدا وبيتعب أوي وأنا باصالحه، تقريبا من ساعة ما اتخطبنا وهو بيغلّطني في كل حاجة، وأوقات كتير بيكون عنده حق، بس أنا تعبت من كتر ما باقول له أنا غلطانة ومش هاعمل كده تاني، حتى هو زهق من كتر الأسف والخناق عمّال على بطّال. ده غير إنه بيركز في كل كلمة باقولها، ولو طلعت مني كلمة تضايقه بيتجنن وبابقي مش باحترمه طبعا، وفي نفس الوقت هو بيقول لي اللي هو عايزه، وممكن يقول كلام يضايقني وأحس إنه فيه عدم احترام ليّ وباعدّيها وأقول بيهزر، بس لما باقول له كده بيقول لي أنا أقول اللي أنا عايزة وماينفعش تقارني!
أنا بطبيعتي مش باركز في معظم الحاجات وباكبّر دماغي، بس تعبت مابقتش عارفة أتعامل إزاي، ومش عارفة أقول إيه وماقولش إيه، ولما باتكلم معاه بيقول لي أنا كده ومش هاتغير ولازم تستحمليني، لدرجة إنه بيشك في تفكير كل واحد، وأي كلمة يقولها لشخص معين بدون قصد يقعد يقول لي أنا خايف يكون فهم قصدي غلط، وبتبقى الحاجات صغيرة أوي تكاد تكون تافهة وماتجيش في دماغ حد، هو فيه حاجات كتير أوي حلوة بس العيب ده مجنني وبيسبب لي توتر، بقيت باشك في كل كلمة باقولها، وبابقي مرعوبة من رد فعله، أعمل إيه؟ jas-haneM
صديقتنا العزيزة..
هي حقا مشكلة.. العلاقة بشخص "نمكي" زيادة عن اللزوم، يعمل من الحبة قبة ويضخم المسائل ويتناقش في كل صغيرة وكبيرة، وهذا النقاش بالطبع يستقصي جميع التفاصيل ولا ينتهي حتى يحصل منك على رد، ويناقش الرد بكل تفصيل فلا تجدين في النهاية بدا من أن تعتذري وتريحي دماغك وخلاص، ولكن مع الوقت صارت اللعبة مملة، فهو دائما يجعل ظهرك إلى الحائط لئلا تجدين بدا من الاعتذار الذي لا ينهي الموضوع، بل يحسب عليك نقطة إضافية. بالطبع تعرفين كارتون توم وجيري، تخيّلي عندما يزنق الفأر القط باستمرار ويظل يكيل له الضربات دون أن يجد الآخر ما ينفس به عن شعوره وغضبه، هذه العلاقة يا صديقتنا لا تستمر على هذا الشكل للأبد، بل لا بد من انتفاضة نفسية تخرج الكبت المستمر والاعتذار الدائم، ولكنه كلما كان احتمالك أقوى كان التنفيس عن هذا الكبت قويا وعنيفا، وسيتخذ شكل الثورة غير المتوقعة التي قد تسبب أخطاء، فضلا عن الصدمة في البنت الهادئة التي تعتذر دائما. والحل الأمثل لهذه المشكلة قبل أن تتفاقم هو أن نفتح ثقبا لهذا الإناء الذي يغلي، وأن نحسن التنفيس عن غضبنا وضيقنا من الملاحقة، وهذا ليس قلة أدب أو تعديا للحدود، ولكنه الطبيعي، فكل إنسان من حقه أن يعلن ما يضايقه، وأن ينقل للطرف الآخر ما يشعر به تجاه تصرفاته. لا بد أن يعرف خطيبك أن طريقته لا تناسبك، وأنه بملاحقته المستمرة هذه يفقد رصيده في قلبك، لأنه لا طاقة لإنسان على النقد المتواصل والإدانة المستمرة والاعتذار إلى ما لا نهاية، أقول لك ذلك لأني رأيت من آثار هذه المشكلة الكثير خلال معايشتي مع مجتمعي، فالأمر على هذا المنوال لا يمكن أن يخفي شخصية لتصبح شخصية أخرى، بل تظل بذور الضيق تتجمع حتى تتحول -لا قدر الله- إلى كُره وتفسد العلاقة الجميلة، لأن طرفا لم يراعِ الآخر مطلقا ولم يفكر كيف كان سيشعر لو أنه في مكانه. أرجو أن يسمع خطيبك هذا الرد، ولا مانع من أن تطلعيه عليه بأي طريقة كانت، ويحبذ لو بدأت معه بالتدريج ودون أن تصدمي نفسيته أو تواجهيه مواجهة غير مضمونة النتائج.. احكي له عن شخصيتك من باب التعارف، واذكري له قصصا من بيتك وكيف تكرهين أن يلح أحد عليك في السؤال عن كل شيء، وكيف أن شخصيتك تحب أن ترى الخطوط العريضة ولا تتعمق في الجزئيات، وأنك لا تميلين إلى التحليل والتقصي لأنه شيء ممل. من الممكن أن تكون تصرفات خطيبك مردّها إلى فقدان الثقة بينكما في أمور معينة، أنه يتخيل نفسه بهذا التصرف سيزيد من مستوى حرصك في تصرفاتك، وسيعرفك الخطأ والصواب الذي يراك قد تهملين فيه، انظري إلى نفسك جيدا، هل تصرفاتك تبدو بالنسبة إليه غير منطقية أو تفتقد الحكمة؟ وهل اعتذاراتك تكون عن أخطاء فعلا أم عن تضخيم من جانبه هو؟. إذا كان لديه مشكلة في الثقة فهذا أمر يمكن بناؤه مجددا ولا وجود للمشكلة، فقط أريه الوجه الجيد من شخصيتك ولا تركزي على التصرفات الطائشة أمامه، لا أقول لك تغيّري شخصيتك ولكن لكل منا وجهين للشخصية يمكن أنك دائما تحرصين على أن تريه الشخصية المنفتحة المرحة، وهذا قد يخلق بعضا من الشك، وتهملين تماما الجانب المتّزن الحكيم العقلي من شخصيتك لئلا تكوني ثقيلة، ولكن كوني بسيطة، عبّري عن نفسك كما هي ولا تحرصي على اختيار ردود أفعالك، ودعي لكل من يشاء تقييمك على هواه، فلن تجبري أحدا على احترامك أو عدم ذلك، فقط كوني أنتِ. الخلاصة.. أنه يجب أن يكون الحوار بينكما بناء يركز فيه كل طرف على إظهار شخصيته ونقل ما يدور داخله من مشاعر تجاه الطرف الآخر، ولا تسمحي للمشاعر السلبية أن تترسّب داخلك ناحيته فهذا خطر، ولا تكتمي شعورا حبيسا لأن هذا سيفور في وقت ما بشكل عنيف. يسّر الله لك وكفاكِ كل شر ويسر لك أمورك آمين.