هل جربت أن تحضر قلما وورقة وتدوّن أفكارك.. وجهات نظرك.. إحساسك.. أحلامك؟ فبعضنا يجد ضالته في الكتابة حينما يتعلم أن يعبّر عن أفكاره ومشاعره، ويداوم على ممارستها، وبعضنا يتوقف عن الكتابة لفترات طويلة لأسباب متباينة، فقد يكون ذلك بسبب بعض الأفكار السلبية التي تسيطر علينا في فترة بعينها، وهناك من لا تعنيه الكتابة في شيء. هناك اعتقاد لدى الكثيرين أن الطريقة المُثلى لكتابة تدوينة أو رواية أو قصة هي البدء في كتابتها مرة واحدة، ظنا منهم أن الكاتب يجلس ليكتب فصول الرواية تباعا بنفس الترتيب الذي نقرؤها به، وأنه يظل متوقفا عن الكتابة أو منتظرا الإلهام إن لم يجد التعبير المناسب أو التسلسل المنطقي للحدث، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ، فهناك عدة طرق للكتابة الأدبية سنتعرف على بعضها اليوم. * طريقة المسودات: وفيها تقوم بتدوين أفكارك على الورق بشكل مباشر، في اللحظة نفسها التي أتت فيها هذه الأفكار، ثم قم بقراءة ما كتبته، وأضف عليها أفكارا جديدة وعدّلها وأعد صياغتها، ولا بأس إن كنت ترى أن ما كتبته سيئا فلا تحكم على نفسك في البداية، أعط نفسك الفرصة في التعبير عن فكرتك بمنتهى البساطة والسلاسة، ومع مرور الوقت ستتمكن من إعادة صياغتها وتطويرها وتدعيمها بالأفكار الجديدة، إلى أن يخرج الموضوع أو النص في النهاية بالشكل الذي يرضيك. * الكتابة الحرة: وفيها تكتب كل ما يجول بخاطرك من الأفكار التي تظل تتشكل وتتحوّر وأنت تكتب، وربما تغيّر مسار كتابتك كليا بظهور أفكار أخرى لديك، وتجلّيها لك خلال كتابتك، وربما تحتاج إلى العديد من الأوراق لكي تتمكن من تحضير قصتك أو روايتك، وخلال هذه الطريقة تستطيع أن تبني شخوص قصتك أو روايتك وتشكلها بمنتهى الحرية، وكذلك الحوارات التي تدور بينهم، وربما تتشكل في ذهنك معانٍ لم تكن حاضرة من قبل وتستطيع إضافتها إلى عملك الأدبي وتغذيته بها. ومن المهم بعد كل ذلك أن تتخذ الخطوة الأولى وتبدأ في التعبير عن فكرتك وكتابتها.. فمجرد أملك في أن تتعلم كيفية الكتابة وتفكيرك في الخطوة ذاتها يظلان مجرد أفكار افتراضية لم تكتمل بعد إلا لو أحضرت الورقة والقلم وبدأت في الكتابة فعليا، ولا تستسلم للإحباط إذا كانت تدوينتك الأولى سيئة، فتعبيرك عن فكرتك حتى وإن لم ترض عنه بالشكل الكامل أفضل كثيرا من موت الفكرة داخلك.