"سد النهضة هيمنع الميه عننا"، و"إثيوبيا ها تتحكم في منبع نهر النيل" و"مش هنلاقي ميه"، "الحرب اللي جاية حرب على الميه"، ده الكلام اللي بنسمعه بقالنا كام يوم بعد قرار إثيوبيا تحويل مجرى نهر النيل الأزرق (أحد روافد نهر النيل)، واستكمال بناء "سد النهضة". القصة بدأت باتفافية "عنتيبي".. في مايو 2010، قررت دول منابع النيل التوقيع في مدينة عنتيبي الأوغندية على معاهدة جديدة لاقتسام موارد نهر النيل, ومنحت القاهرة والخرطوم مهلة عاما واحدا للانضمام إلى المعاهدة, إذا رغبتا في ذلك. وتنص اتفاقية "عنتيبي" على أن التعاون بين دول مبادرة حوض النيل يعتمد على الاستخدام المنصف والمعقول للدول، بأن تنتفع دول مبادرة حوض النيل انتفاعا منصفا ومعقولا من موارد مياه المنظومة المائية لنهر النيل، على وجه الخصوص الموارد المائية التي يمكن تطويرها بواسطة دول مبادرة حوض النيل، وفق رؤية لانتفاع معقول. وبمجرد سريان اتفاقية "عنتيبي"، تنتهي الحصص التاريخية لدولتي مصر والسودان، حيث كانت تحصل مصر على 55.5 مليار متر مكعب من المياه سنويا، والسودان 18.5 مليار متر من الماء في السنة. ووصفت مصر وقتها (أيام النظام السابق برئاسة حسني مبارك) "عنتيبي" ب"المخالفة للقانون الدولي, وللقواعد المعمول بها من جانب الجهات الدولية المانحة", وأكدت أنها ستخاطب الأطراف المانحة الأخرى للتنبيه على عدم قانونية تمويل أي مشروعات مائية، سواء على مجرى النيل أو منابعه، تؤثر سلبا على الأمن المائي لدولتي المصب (مصر والسودان). كل اللي فات "سد" وكل اللي جاي "حارة سد"، إمبارح بدأ التليفزيون الإثيوبي الرسمي، بث احتفالات تحويل مجرى النيل لبناء سد النهضة، جاء ذلك بحضور وفد رفيع من الحكومة يرأسه نائب رئيس الوزراء الإثيوبي، ديميكي. رد الفعل عندنا في مصر كان عبارة تصريحات لمصادر دبلوماسية رفيعة المستوى أعربت عن دهشتها واستغرابها لما جرى من تطورات بشأن سد النهضة الإثيوبي، ودعت إلى ضرورة صدور بيان توضيحي عن أي جهة معنية بالدولة، خصوصا الحكومة ووزارة الري. كما طالب الدكتور محمد نصر الدين علام -وزير الموارد المائية والري الأسبق- الحكومة المصرية بالاتفاق مع السودان على البدء في مفاوضات مع إثيوبيا لوقف بناء سد النهضة. وقال علام إن ذلك حتى يتم الانتهاء من الدراسات والتأكد من عدم إضرار السد بأمن مصر المائي والقومي (يعني هم لحد دلوقت مش عارفين إذا كان له أضرار ولا لأ، أومال كانوا هيعرفوا إمتى)، لافتا إلى أنه في حال رفضت إثيوبيا وقف بناء السد، سيكون هناك تحرك لكل من مصر والسودان على المستوى الإقليمي والدولي للضغط على كل الدول التي لإثيوبيا مصالح لديها. في الوقت نفسه أعلنت الرئاسة أن كميات المياه التي تصل إلى مصر من النيل لن تتأثر بما أعلنته الحكومة الإثيوبية مند بدء تحويل مجرى النيل الأزرق للبدء في إنشاء سد النهضة. وقال السفير عمر عامر -المتحدث باسم رئاسة الجمهورية- إن أي مشروع هندسي على نهر النيل يتطلب تحويل المجرى المائي، قبل البدء في أي إجراءات إنشائية، وأن هذا لا يؤثر على حصة مصر من مياه النيل. وأوضح أن هناك لجنة ثلاثية تدرس حاليا الدراسات الهندسية التي أعدتها الحكومة الإثيوبية، وسوف تصدر قرارها بهذا الشأن اليوم، وستنتظر مصر صدور هذا القرار لتحديد موقفها من المشروع. من الآخر كده كل الكلام الكتير اللي وجعت قلبكم بيه، عشان أقول إني بصراحة مافهمتش حاجة غير إن فيه ناس بتأكد إن سد النهضة خطر كبير على مصر، وناس تانية بتنفي، وواضح إن الموضوع مش واضح للمسئولين نفسهم اللي اسمهم إيه دول "النخبة". طب لو حد فاهم حاجة يقول لنا أو يخرج علينا بمؤتمر صحفي أو ببيان "مالهوش علاقة بالضحك على الدقون"، ويوصف فيه الوضع بالأرقام والمستندات والرؤى وأي حاجة تطمّن في الزمن العجيب ده.. بالمناسبة الأمر ينطبق على مشروع تنمية قناة السويس؟! لو حد وصل لحاجة يبعت لي ينوبه ثواب.