بدأت الهند تجربة أول هاتف ذكي للمكفوفين يعمل بطريقة برايل، تمهيدا لطرحه قريبا في الأسواق بحلول نهاية العام الحالي، إذا ما تمت الاختبارات بشكل جيد. وعرض سوميت داجار مصمم الهاتف الجديد فكرة هاتف برايل للمرة الأولى عام 2011 في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ونال في نهاية 2012 واحدة من جوائز شركة Rolex السويسرية لتشجيع الابتكار بين الشباب، مما منحه التمويل اللازم لتنفيذ فكرته، جاء ذلك وفقا لما ذكرته البوابة العربية للأخبار التقنية. ويتميز هاتف برايل بشاشة لمسية، ولكن بدلا من السطح الأملس للشاشات المعتاد، تتضمن الشاشة شبكة متطورة من الدبابيس الصغيرة ترتفع وتنخفض لتكوّن أجزاء بارزة وغائرة تعرض النصوص والصور والرسوم، وبذلك يتمكن المستخدم من لمسها والتعرف عليها بطريقة تشبه القراءة بطريقة برايل. ويعتمد هاتف برايل على تقنية "السبائك المتذكرة للشكل" أو Shape-memory alloy وتُعرف بالمعادن الذكية، والتي تتميز بقدرتها على استعادة شكلها الأصلي بعد تعرضها للتشكيل، ويعمل داجار على تنفيذ الفكرة بالتعاون مع المعهد الهندي للتكنولوجيا في دلهي، ويتم اختبار الهاتف في معهد L V Prasad للعيون في حيدر أباد. ويقول سوميت داجار: "يستند هذا المنتج على شاشة لمسية مبتكرة قادرة على رفع وإنزال أجزائها، لتحويل ما تتلقاه إلى أشكال يمكن التعرف عليها عبر اللمس"، وأشار إلى عزمه تقديم نسخ مطوّرة من الهاتف في المستقبل، وأضاف أن ردود الفعل خلال اختبار الهاتف كانت ممتازة، فالجهاز يعتبر صُحبة للمستخدم أكثر من كونه هاتفا. ويقول داجار إن ما دفعه للتفكير في الهاتف كان إدراكا منه بأن التكنولوجيا تخدم العدد الأكبر من الناس وتتجاهل المهمّشين، فمن خلال جولاته في أنحاء مختلفة من الهند اكتشف أن سكان القرى والمناطق النائية يتخلفون عن المدن بعشر سنوات، رغم قرب المسافة على الأرض. وتضم الهند أكبر عدد من المكفوفين وضعاف البصر حول العالم وفق منظمة الصحة العالمية، ويرى داجار أن الأفكار السابقة لتمكين المكفوفين من استخدام الهواتف لا تلائم الجميع، فتقنية تحويل النصوص إلى أصوات لا تناسب البعض بسبب حواجز اللغة، ولأسباب تتعلق بالخصوصية عند قراءتهم الرسائل، بينما سيتيح لهم الهاتف الجديد التعرّف على الخرائط والصور والنصوص بطريقة ملائمة.