السلام عليكم ورحمة الله و بركاته أولا أنا باشكركم جدا على المجهود الرائع بتاعكم وجزاكم الله خيرا عنا إن شاء الله.. أنا شاب في آخر سنة في الكلية، ولسه خاطب من شهرين وبجد أنا باموت في خطيبتي.. باعشقها وبحبها بجنون، وأنا والحمد لله خطبتها بعد ما هي كانت في الأول شايفة إنه مش هينفع، بس الحمد لله أقنعتها وخليتها تبص لي بطريقة تانية غير إني قريبها؛ لأنها كانت شايفة إننا قرايب مش أكتر بس الحمد لله قربت لي وحبتني أوي زي ما حبيتها، والحمد لله اتخطبنا. المشكلة إن هي مسافرة في بلد أجنبي وأنا في مصر هنا، وبجد بُعدها عني مؤثر عليّ أوي وتعبان أوي من غيرها، وباغير أوي لما باشوف واحد وواحدة في الشارع مع بعض، وأنا حبيبتي بعيدة عني، أنا حاسس إن الفراق ده بدأ يؤثر عليّ بالسلب، أنا بقيت باشد معاها كتير أوي وباتخانق معاها كتير أوي، وضايقتها كتير أوي.. حاسس الوضع بيننا أخد شكل غير اللي أنا كنت شايفه، وبعدين هي كانت بتحب واحد قبلي بس سابته من زمان، وحاول يرجع لها بس هي رفضت؛ لأنها كانت بدأت علاقتها معايا، بس أنا بجد باموت من الغيرة وباتضايق أوي لما أحس إنها كانت بتحب حد قبلي، أو بتقول له بحبك وكده، مع إني أنا عارف إنها والله نسيته وبتحبني جدا. وأنا كنت وعدتها مش هنفتح ده تانى بس بقيت بافتح الموضوع ده كل شوية، وأسألها كان مين كنتي بتقولي له إيه؟ مع إني عارف إنها خلاص بتحبني أنا وشطبته من حياتها.. أرجوكم ساعدوني إني أتخلص من إحساس الغيرة ده، وخصوصا إن بجد خطيبتي بتحبني أوي وأنا متأكد من ده، وأنا كمان باموت فيها، وبجد مش عايز أضيّعها من إيدي.. آسف لو كنت طولت عليكم. looo
صحيح أن الحب القوي الصادق لا تؤثر فيه العواصف والرياح وتحديات الواقع، ولو كانت عاتية، لكنه مثله مثل أي كائن حي يحتاج إلى الغذاء لينمو ويكبر ويصبح أقوى وأقوى؛ ليتحمل المواجهة مع الواقع بكل سلبياته وإيجابياته. ولكن غذاء الحب ليس طعاما وشرابا، إنه غذاء معنوي كالحنان والوداد والقرب ومحاولة التماس الأعذار للطرف الآخر وإبداء التسامح عند الخطأ. كل هذا من شأنه أن يزيد التقارب والتفاهم، ويقوي الحب بين الطرفين ويزيدهما تمسكا ببعضهما البعض. أما الغيرة غير الطبيعية وعدم احترام آراء الآخر وصراحته وتضييق الخناق عليه وسلبه حريته وطول البعاد... هذا كله من شأنه أن يخنق الحب، فيحاول الفرار وتحطيم القيود حتى وإن كان في هذا هلاكه. صديقي: كنت تعرف جيدا أن هناك شخصا قبلك في حياة فتاتك، وقد صارحتك هي بهذا، واحترمت أنت صراحتها وصدقها معك، ووعدتها أن تنسى هذا الماضي تماما كما نسيته هي، وأن تحاسبها على حياتها منذ لحظة دخولك فيها. وارتضيت أنت هذا، ولكنك الآن تفعل غير ما قلت، وتنقض وعدك لها، وهذا وحده كفيل بأن يغير نظرتها لك، ويجعلها تخاف من الاستمرار معك على الدرب. فأنت تحاسبها وتحاكمها على شيء مضى ومات وانتهى تماما من حياتها، حتى قبل أن توافق على الارتباط بك، فما بالك بأخطاء واردة يمكن أن تقترفها وأنت في حياتها؟ إن الحب لا بد وأن يصاحبه التسامح، وإلا لتحطم، وتناثر أشلاء عند أول مواجهة له مع الواقع بتحدياته وصعابه. صديقي: إن بُعد فتاتك عنك وتواجدها في قطر آخر لا تستطيع أنت الوصول إليه إلا في أحلامك هو ما يحرّك فيك كل هذه المشاعر غير الأصيلة فيك. فغيرتك عليها بهذا الشكل هو شيء مؤقت سوف ينتهي تماما عندما تتواجد معها، وتراها بعينيك. فالغربة وابتعادها عنك وعدم قدرتك على النظر في عينيها لترى صدق مشاعرها، وتحس دفء عواطفها هو ما يثير غيرتك ويشعل جذوتها. فلا تقلق من هذه الناحية؛ فحبك لخطيبتك سيمنحك الثقة فيها وفي مشاعرها بقوة، وما هذه المشاعر التي تقلقك إلا سحابة سوف تنقشع بمجرد أن تلقاها، وتعيش مشاعر الحب معها وجها لوجه على أرض الواقع وليس بالمراسلة. لهذا فلتستجمع إرادتك، ولتحاول أن تهدئ بنفسك من غيرتك، وألا تعكر عليك وعليها صفو الحياة وصفو اللقاءات بينكما على النت بالحديث عن الماضي. فكثرة حديثك عن ماضٍ جاهدت فتاتك حتى نسيته قد يشعل جذوته مرة أخرى؛ ليبعث الميت، فيهدم سعادتك. لا تنبش في الماضي، وتمتع بحياتك حتى لا ينهار المعبد على رأسك وحدك في النهاية. تمتع بالصفو ما دمت فيه، ولا تخف أن يزول حتى يزول.