أنا هاحكي حكايتي بصراحة، أنا ما عنديش طموح ولا آمال من كتر زهقي من حياتي، أنا كل ما امسك في حاجة هتفرحني بالاقيها راحت مني على طول، وما بالحقش أفرح بيها: أنا أولاً ما عنديش أصدقاء، وحاولت أصاحب؛ بس كل ما أتصاحب على بنات؛ كانوا بيطلعوا بتوع مصلحتهم أوي يعني ما يعملوش حاجة لوجه الله، لأ.. مستنين مقابل الحاجة اللي هم عملوها؛ مع إني كنت معاهم باعاملهم زي إخواتي وأكتر كمان، وكنت باحاول على قد ما اقدر إني أحسسهم قد إيه هم غاليين عليّ ومش زمايلي؛ بس للأسف كانوا بيعاملوني مصلحة، عمري ما طلبت حاجة منهم غير إلا ورفضوها؛ ده غير إنهم كانوا بيتكلموا عليّ من ورايا، أنا عرفت ده من واحدة منهم وقعت بالكلام قدامي. ثانياً: أنا أختي الكبيرة كنت مرتبطة بيها أوي وقعدنا أربع سنين ما بنعملش حاجة من غير بعض؛ لدرجة ما تتخيلهاش إني كنت باعتبر لازقة فيها والله، ولقيتها سافرت دبي، وحسيت قد إيه أنا وحيدة مع إن عندي إخوات تانيين؛ بس هي اللي كنت باحس معاها بالراحة. ثالثاً: أنا في كلية ما بحبهاش؛ بس هي اللي جابها مجموعي.. قد إيه تعبانة فيها أنا باحس كتير إني عايشة وخلاص ما عنديش أي أمل في الحياة. رابعاً: أنا اتقرت فتحتي في شهر 11، أخو زميلتي كنت باكلمه على الإيميل؛ أول ما اتقرت فتحتنا طلب إني أورّيه صوري وكده، أنا وريته صورتين تلاتة بعد كده ما رديتش، بعد كده طلب مني أفتح له الكام؛ بس أنا رفضت، راح قال لي إنّي ما عنديش شخصية، وإنت كل حاجة بتسألي مامتك، وكده يعني. المهم أعمامه رفضوا موضوع الخطوبة بعد كده؛ على أساس إنه لسه بيدرس، هو كان جه هو ومامته وأخوه وأخته قرينا الفاتحة من ورا أعمامه لأن والده متوفى. والموضوع فركش. أنا حاسة بزعل في قلبي، مش قادرة أفرح، يا ريت تدّوني الحل أرجوكم، على فكرة أنا قريبة من ربنا والحمد لله؛ بس دماغي فيها شوية وسوسة، ما بتخلينيش أفرح، ودايماً متشائمة. شكراً. FOURSIS
صديقتي العزيزة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قبل أن أقول لك ماذا تفعلين، تعالي معي نستخلص من عباراتك أين تكمن المشكلة لنعرف الحل. 1- عبارات تشير إلى حالة من الحزن ربما تصل إلى درجة الاكتئاب، وهذه العبارات تحمل إلينا مشاعرك: - ما عنديش طموح ولا آمال من كتر زهقي من الحياة. - كل ما أمسك في حاجة هتفرّحني بالاقيها راحت مني على طول، وما بالحقش أفرح بيها - أنا حاسة بزعل في قلبي. - مش قادرة أفرح. - دايماً متشائمة. - باحس كتير إني عايشة وخلاص، ما عنديش أي أمل في الحياة. 2 - عبارات تحمل إلينا نمط التفكير السلبي: - بس كانوا بتوع مصلحتهم أوي يعني ما يعملوش حاجة لوجه الله، لأ.. مستنيين مقابل الحاجة اللي هم عملوها. - للأسف كانوا بيعاملوني مصلحة، عمري ما طلبت حاجة منهم غير لو رفضوها.. ده غير إنهم كانوا بيتكلموا عليّ. - عندي إخوات تانيين؛ بس هي اللي كنت باحس معاها بالراحة. - أعمامة رفضوا موضوع الخطوبة بعد كده على أساس إنه لسه بيدرس. عزيزتي: المشاعر السلبية (الحزن والاكتئاب) هي نتاج التفكير السلبي، والمشاعر السلبية تؤدي إلى مزيد من الأفكار السلبية، ثم تنتج الأفكار مزيداً من المشاعر السلبية؛ وهكذا ندخل في دوامة وحلقة مفرغة تؤدي بنا للاكتئاب، ويضيع منا أول الخيط، وتتمكن منا مشاعر الحزن لتصبح خصالاً تصطبغ بها الشخصية؛ فتؤدي إلى الفشل وفرار الأصدقاء.... إذن ماذا تفعلين الآن: 1- تخلّصي من الأفكار السلبية ولنبدلها معاً بالتفكير الإيجابي. 2- حدّدي أهدافاً لحياتك. 3- كيف تتخلصين من مشاعر الإحباط في الصداقة. 1- تخلصي من الأفكار السلبية ولنبدلها معاً بالتفكير الإيجابي: -كانوا بتوع مصلحتهم قوى: ما رأيك في أن نقول هم دائماً ما يحتاجون إليّ؛ لأن لديّ ما يفيدهم، وما يحتاجون إليه، وأنا أسعد بالعطاء. - عمري ما طلبت منهم حاجة إلا رفضوها: ما رأيك أن نقول إنهم أحياناً ما يرفضون ما أطلب منهم؛ لأنهم لا يستطيعون ذلك؛ لأن طلبي كان صعباً أن ينفذوه؛ ربما ليس لديهم قدرة على العطاء مثلي. - ده غير إنهم بيتكلموا عليّ: إيه رأيك لو قلنا: هم ينتقدون فيّ بعض الخصال؛ ربما لأني حساسة ودايماً بازعل منهم؛ يمكن لأني دائماً متشائمة وحزينة، وهذا أصابهم بالملل والزهق من وجودي معهم؛ مع العلم أن الغيبة من سوء الخلق، سامحهم الله لكن سأعرف فيما ينتقدوني لمراجعة نفسي ومحاولة الإصلاح؛ فربما أحتاج لتغيير بعض خصالي. - عندي إخوات تانيين؛ بس هي اللي كنت باحس معاها بالراحة... إيه رأيك لو قلنا: أختي دي أقرب واحدة لي؛ بس الواقع إنها مش موجودة معايا دلوقت، ولن أسلّم نفسي للوحدة، سأتقرب من إخوتي الآخرين، وأعرف اهتماماتهم؛ لأشاركهم فيها ونقترب من يعضنا... فليس من الحكمة أن أتمسك بما ليس في يدي الآن؛ بل سأهنأ بما حظيت به من نعمة الله؛ أن لي أخوات آخرين. - أنا في كلية ما بحبهاش؛ بس هي اللي جابها مجموعي: ما رأيك لو قلنا سأحمد الله على ما أنا فيه؛ فربما لو التحقت بكلية أخرى لم أحبها وربما فشلت، لا سأجمع كافة الخبرات عن مجالات العمل المتاحة لي بعد تخرّجي، وسأصقل خبرتي بمزيد من الكورسات والدورات لتجعلني متميزة وتفتح لي مجالات أوسع في العمل بإذن الله. - أعمامه رفضوا الخطوبة لأنه لسه بيدرس: من الواضح أن فشل هذا الموضوع كان سبباً مباشراً لتفجير طاقة الحزن المكبوتة بداخلك؛ لكن ماذا لو نظرت لهذا الموقف على أنه نعمة من الله ليخرج الحزن ونراه ونراجع أنفسنا في كل شيء، ونرى كيف نغيّر ونطور ذواتنا... وفي هذا الموقف، وبالنسبة لرفض أعمامه: ما رأيك لو قلنا: معهم حق؛ فهو لايزال يدرس، وكيف له أن يتحمل مسئولية بيت في هذا الزمن الصعب وهو طالب ووالده متوفى؛ فمن سينفق عليكما؟ ما رأيك لو حدثت نفسك: إن هذا الموضوع كان عبثاً، ولم نفكر فيه ملياً قبل البدء فيه، والتفاصيل في هذا الموضوع ليس لها أية أهمية، وأقصد بها موضوع طلب فتح الكام ورفضك ونعته لك بأن ليس لك شخصية؛ فلا تتوقفي كثيراً عند هذه التفاصيل؛ لأنها غير مجدية بالمرة في موضوع كان التفكير فيه من الأصل مضيعة للوقت. 2- حددي أهدافاً لحياتك: وأقصد بذلك في كل جوانب الحياة: أي الأكاديمية والاجتماعية والوظيفية، ورسم الهدف يحتاج للوعي بالقدرات والمهارات؛ فاكتبي: أنا قدراتي ومهاراتي تؤهلني في المجال الأكاديمي مثلاً ل : 1، 2،3.... إلى 10، وطبّقي ذلك على باقي المجالات، وعليك بكتابة أهمية كل هدف بالنسبة لك، وما هي الخطوات اللازمة لتحقيقه واجعلي لنفسك مدة محددة لتحقيق كل هدف تسعين إليه لتتابعي استمراريتك في السعي للأهداف؛ مع العلم بأن الأهداف الكبيرة والأهداف بعيدة المدى تحتاج لوضع العديد من الأهداف البسيطة قصيرة المدى التي تسبقها (مثلاً: سأتفوق في كليتي لابد أن أتفوق أولاً هذا العام؛ إذن سأذاكر يومياً لمدة.... ساعة). - حددي أيضاً توقفك في بعض الأحيان عن إكمال الخطوات اللازمة للهدف مثل (لم أتمكن اليوم من تحقيق هدفي في المذاكرة لأني... مثلاً روادتني الأفكار السلبية، وتعكرت حالتي المزاجية وضاع مني الوقت... كلما روادتني هذه الأفكار سأستريح لبعض الوقت وأحاول الاسترخاء، وأعود لمذاكرتي). 3-كيف تتخلصين من مشاعر الإحباط في الصداقة:- التفكير الإيجابي هو المفتاح السحري لأنه سيغير ملامح شخصيتك ويبدل حالة الحزن والكآبة التي تنفّر الآخرين؛ ببساطة سيعلمك أن تصادقي نفسك أولاً، ومصادقة النفس تعني الوفاق والمصالحة مع النفس، والرضا التام عن حالك، والسعي المستمر لتطوير ذاتك بعدما تحددين أهدافك؛ فتعلمي الآتي: • لا يوجد من لا يخطئ؛ لكن أستطيع قبول أخطاء الآخرين، وسأحاول أن أعذرهم. • إن حالة الغضب التي أشعر بها دائماً حيال الآخرين تنتج من أنني دائماً أتوقع منهم ما أريده أنا؛ بينما هم ليس باستطاعتهم تحقيق ما أريد. • سعادتي تأتي من داخلي، من مشاعر الرضا، ولا تعتمد على الآخرين؛ فلن يتعسني مايفعلون. • إذا لم يفكر الآخرون مثلي؛ فهذا لا يعني أنهم سيئون؛ بل لكل أسلوبه وأفكاره ومعتقداته. • قد ينتقدني الآخرون... لن أستطيع منع الآخرين من غيبتي أو نقدي لكن سأراجع ما أراه نقداً موضوعياً لعله يفيدني. عزيزتي تنفيذ ما ناقشناه معاً يحتاج للمزيد من الوقت؛ لكن عليك أن تبدئي، وستشعرين بنعمة الحياة؛ فالأشياء هي الأشياء، والناس هم الناس؛ لكننا نرى كل شيء بما نحن عليه؛ فلنجعل ما نحن عليه جميلاً لنرى الوجود جميلاً.... وفقك الله.