توفت فجر اليوم (الأحد) في مدينة غزة مريم فرحات -النائب في المجلس التشريعي- والملقبة ب"أم نضال"، بعد صراع طويل مع المرض. وتوافد إسماعيل هنية -رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة- وكبار قادة حركة حماس على مستشفى الشفاء بغزة مساء أمس لزيارة فرحات، حيث كانت ترقد في حالة صحية حرجة، بحسب مصادر بالمستشفى. وتستعد حركة حماس لتنظيم جنازة مهيبة ل"أم نضال"، حيث ستؤدى صلاة الجنازة عليها في المسجد العمري الكبير -وسط غزة- قبل أن يواريها الثرى في مقبرة "الشهداء" شرق المدينة إلى جوار قبور أبنائها الثلاثة، وذلك وفقا لما ورد بوكالة الأناضول للأنباء. ولدت "خنساء فلسطين" عام 1949 ولديها عشرة أبناء، 6 منهم ذكور و4 إناث، ومن المعروف محليا أن جميع أبنائها أعضاء في كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس. وتحظى فرحات بشهرة واسعة في الأراضي الفلسطينية والمنطقة العربية، حيث تشتهر بلقب "خنساء فلسطين"، كونها قدمت 3 من أبنائها "شهداء" في إطار المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي، وتتمتع باحترام شديد من قِبل الفلسطينيين الذين يعتبرونها من "رموز المقاومة الفلسطينية البارزة". وبدأت فرحات تنال شهرتها في نوفمبر عام 1993 عقب حادث اغتيال عماد عقل -قائد كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس- في منزلها بحي الشجاعية شرق مدينة غزة. وتبين أن فرحات كانت تأوي "عقل" الذي يعتبره الفلسطينيون أسطورة في حرب العصابات ضد الجيش الإسرائيلي، وكان المطلوب الأول للجيش الإسرائيلي وقتها، وكان يستخدم منزلها كبؤرة انطلاق لتنفيذ عملياته المسلحة ضد الأهداف الإسرائيلية. واشتهرت فرحات على نطاق واسع، عقب تنفيذ نجلها محمد عملية انتحارية ضد إسرائيل، أسفرت عن مقتل 9 جنود إسرائيليين في مارس 2002، ونشرت مقاطع فيديو تُظهر "أم نضال" وهي تودع ابنها -الذي لم يتجاوز ال17 عاما من العمر- قبل تنفيذه العملية، وتحثّه على قتال إسرائيل، والموت "شهيدا في سبيل الله". كما أن نتائج عملية مستوطنة "عتصمونا" في قطاع غزة التي نفذها نجلها محمد، ألهبت مشاعر الفلسطينيين، حيث كانت المرة الأولى التي ينجح فيها فلسطيني من اقتحام المستوطنات الإسرائيلية المحصنة وقتل هذا العدد الكبير من الجنود الإسرائيليين. وقد اغتال الجيش الإسرائيلي نجلها البكر نضال في العام 2003، وكان يعد أحد القادة الميدانيين في كتائب القسام، ويُعرف نضال بأنه الأب الروحي لفكرة تصنيع الصورايخ محلية الصنع التي تطلقها الفصائل الفلسطينية على إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة. كما اغتالت الطائرات الإسرائيلية في العام 2005 ابنها الثالث رواد بعد قصف سيارته في مدينة غزة، أما نجلها وسام فقد أفرجت عنه السلطات الإسرائيلية في عام 2005 بعد أن قضى 11 عاما في سجونها. ودفعت المكانة التي يكنّها الفلسطينيون لفرحات حركة حماس إلى ترشيحها ضمن قوائم مرشحيها لخوض انتخابات المجلس التشريعي عام 2006.