أ ش أ كشفت دراسة بريطانية حديثة عن أن إعجابات مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي Facebook ربما تكشف دون قصد عن الكثير من سماتهم الشخصية الخاصة، مثل الميول الجنسية ومستوى الذكاء. ومن خلال دراسة إعجاب أكثر من 58 ألفا من مستخدمي Facebook على الشبكة الاجتماعية، قال باحثون بجامعة Cambridge البريطانية إنهم كانوا قادرين على تحديد مستوى ذكاء المستخدمين وميولهم الجنسية ومعتقداتهم السياسية والدينية، بمعدل دقة يزيد عن 80%. ووفقا لشبكة CNET الأمريكية -المتخصصة في أخبار تكنولوجيا المعلومات- فقد قام الباحثون بتحليل تعبيرات المستخدمين بالموافقة على الشبكة الاجتماعية على أشياء مثل الصور وتحديثات حالات الأصدقاء، وكذلك صفحات الرياضة والموسيقى والكتب، عبر توظيف نموذج يحدّ من عدد المتغيرات العشوائية قيد الدراسة. وعند مقارنة الملفات الديموغرافية التي زوّدها المستخدمون، مع الاختبارات السيكوميترية الأخرى، علم الباحثون أنهم تنبأوا بشكل صحيح بالميول الجنسية بنسبة 80%، والعرْق بنسبة 95% والميول السياسية بنسبة 85% من الحالات. وقال الباحثون البريطانيون في الدراسة التي نشرت أمس (الثلاثاء) في دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم: "إن الدراسة تظهر الدرجة التي يمكن فيها استخدام السجلات الرقمية الأساسية للسلوك البشري نسبيا في التقدير التلقائي والصحيح لمجموعة واسعة من السمات الشخصية التي يفترض الناس أنها خاصة". وأضافوا: "الإعجابات تمثّل فئة عامة جدا من السجلات الرقمية، بطريقة مماثلة لاستعلامات البحث على الويب، وسجلات تصفّح الويب ومشتريات البطاقات الائتمانية". وبينما يمكن استخدام خاصية التعرّف على السمات والتفضيلات لتحسين مجموعة عريضة من المنتجات والخدمات، أشار الباحثون البريطانيون إلى أن هناك آثارا سلبية ليست بالهيّنة لهذا النموذج التنبؤي، خصوصا عند تحليل السجلات الرقمية دون معرفة أو إذن هؤلاء الأشخاص. وخلص الباحثون إلى أن الشركات التجارية أو المؤسسات الحكومية أو حتى أصدقاء المرء على شبكة Facebook ذاتها قد يستخدمون المنصّة لاستنتاج سمات مثل مستوى الذكاء أو الميول الجنسية أو الآراء السياسية التي ربما لم يقصد الشخص مشاركتها معهم، ولفتوا إلى أن ذلك قد يؤدي إلى مواقف تشكّل فيها مثل تلك التنبؤات، حتى لو كانت خاطئة، تهديدا لرفاهية الشخص أو حريته أو حتى حياته.