أنا والدي شادد عليّ جدا وبيعاملني بقسوة وبشدة، وأنا الولد الوحيد على 3 بنات، وكل ما يشد عليّ أقول له إنت بتعمل معايا كده ليه من شتيمة وبهدلة وقرف؟ لدرجة إن أنا خلاص مابقيتش مستحمل، كان دايما يحرجني قدام الناس، وكل كلامه معايا عشان تتعلم تبقى راجل، مش مرة ولا اتنين، مع العلم إن والدي متقاعد عن العمل على الرغم من إن أنا محترم ومطيع ومؤدب معاه جدا. بدأت أيام ما كان بيمنعني أنزل أحتك بالعيال اللي في الشارع، وأنا صغير كان بيخاف عليّ جدا، ودي الضريبة اللي هو هيدفعها دلوقتي، مش عارف أتعامل مع الناس.
M.eldeep
صديقي العزيز السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أقدّر ما أنت عليه من مشاعر الغضب والضيق تجاه والدك لأن طريقته في تربيتك بلا شك أثّرت بشكل سلبي على سلوكياتك، لكن دعنا نفكر بإيجابية لأننا لو توقفنا كثيرا عند نقطة أبي تسبب لي في أن أكون.. لكان ذلك مبررا لإيقاف نمو وتطوير شخصيتك ودعوة لاشعورية لنفسك بالكُمون والانطواء على خصالك التي لا ترضى عنها. فتعيش حزينا لا أنت راضٍ عن نفسك ولا تسعى لتغييرها كما أنها تعزز مشاعرك السلبية تجاه والدك وهذا ما يغضب الله، فوالدك لم يقصد أذيّتك بقدر ما هو يجهل الكثير في الأمور التربوية، ويعتقد مثل الكثيرين أن هذه هي الطريقة المثلى في تربية الولد، فعلينا أن نعذره لأن صفاء النفس والتصالح معها وتفريغها من شحنات الغضب يعتبر حجر الزاوية في تطوير الذات.. فدعنا نفكر كيف نغيّر ما نحن عليه الآن، كنت أتمنى أن أعرف سنك لكن لا بأس سنبدأ معا على أنك في مرحلة المراهقة أو ما بعدها. مشكلتك الآن ستنحصر في ضعف الثقة بالنفس وانخفاض تقدير الذات ونقص المهارات الاجتماعية، فتعالَ معي لبعض الخطوات التي يمكن أن تساعدك بإذن الله، للبدء في تخطي مشكلة انخفاض تقدير الذات الذي ينتج عن قهر الأسرة وتسلطها، ويكون السبب الأساسي في فشل المهارات الاجتماعية: - حدد نقاط التقدير السلبي لذاتك واختبر مدى واقعيتها. - اسأل هذه الأسئلة لنفسك وحاول الإجابة عليها: - بماذا أحدّث نفسي وكيف أراها، خصوصا وأنا أتعامل مع الآخرين؟ - هل أنا كثير النقد لذاتي ودائما ما أحقّر من شأنها؟ - هل أرى نفسي ضئيلا ولن يحب الناس التعامل معي؟ - ما هي المشاعر التي تنتج عن هذه الأفكار؟ - كيف تؤثر عليّ هذه المشاعر (أكتئب- أفضّل الانطواء- لا ولن أسعى للتعامل مع الناس)؟ - ما دليلي على أنني بالفعل شخصية غير جذابة للآخرين؟ - ما دليلي على أنني شخصية تجتذب الآخرين (صفاتي التي تجتذب الآخرين هي 1- 10). - هل عدم قدرتي على التواصل مع الآخرين وعدم التعامل مع الناس أمر واقعي؟ أم هو نتيجة لأفكاري؟ - لو كان لي صديق يمر بنفس المشكلة بماذا كنت سأنصحه؟ - لو تعاملت مع الناس وشعرت بنقص خبرتي ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث لي؟ - لو تعاملت مع الناس مع نقص خبرتي وتقبلوني واجتزت هذه المرحلة ما هي الأشياء الإيجابية التي سأجدها بعد ذلك؟ عزيزي إن عصف الذهن الذي سيحدث لك عند الإجابة على هذه الأسئلة سيجعلك ترى أنك تضخّم بعض الأمور لكن ابدأ بالإجابة مع حرصك على رؤية نفسك بشكل موضوعي، أي لا تبادر بالأحكام المسبقة على نفسك مثل (لا أعرف - لن أستطيع) لأن هذه الأحكام على النفس تساوي الانسحاب، فهل ستواجه أم ستفضّل الانسحاب؟