في البداية يجب أن نعالج نفوسنا من أي ارتياح مريض.. وفرح مجنون بسقوط اللاعب الحريف "أحمد فتحي" الشهير ببوجي -مهاجم منتخب مصر للشباب- في جب عميق بانفعاله وتشنجه الأرعن -فوق الحد- على الجهاز الفني بقيادة التشيكي ميروسلاف سكوب عقب إحرازه الهدف الثالث لمنتخب مصر والأول له في شباك المنتخب الإيطالي.. وبدلا من أن نفرح بهدف التقدم، فقد فتح بوجي باباً من أبواب جهنم على المنتخب وجهازه ولاعبيه، باب الجحيم والتقطيع ونحن في منحنى صعب من عمر البطولة. ومن بطن الخبر.. زملاء اللاعب في الفريق.. والجهاز الفني.. وأولياء الأمور.. وبيت بوجي نفسه في الإسماعيلية.. عرفنا القصة الحقيقية والأجواء المحيطة بها. في البداية كشف لنا أعضاء من جهاز المنتخب واللاعبين أن الكابتن بوجي ارتكب نفس هذا الخطأ في جولة المنتخب بجنوب شرق آسيا، وتحديدا في دورة كوريا الجنوبية؛ حيث خلع اللاعب فانلة المنتخب وألقى بها وبصق وتفوّه بكلمات غير محترمة.. ومن جديد حدث الموقف المؤسف في استاد القاهرة.. وظهرت شفايف بوجي وهو يتلفظ بكلمات في غاية الوقاحة.. إلا أن المكان واللسان لا يسمحان بأن نتلفظ بمثل هذه الألفاظ.. أما شهود عيان من لاعبين كانوا بجوار بوجي في الملعب وأعضاء في الجهاز قفزوا في الهواء وسابقوا الريح؛ لمنع اللاعب من الذهاب للخواجة ممثلين أنهم فرحون بالهدف، وكيف أن بوجي انطلق مثل الثور الهائج قائلا: "سيبوني أتف على ابن..."!! وهو ما جعل اللاعبين وأعضاء الجهاز يقفزون عليه لمنعه وكأنهم فرحون بالهدف. أما السيدة "..." أم بوجي ومن خلال مكالمة تليفونية وبقلب الأم طالبت الجميع بأن يغفروا لابنها، مؤكدة أنه طيب وحنون ولكنه يثور بقوة.. وطالبت بالصفح عنه لأنه ما يزال صغيرا. وبالرغم من أن سمير زاهر -رئيس اتحاد الجبلاية، وهاني أبو ريدة -رئيس اللجنة الرئيسة للبطولة والمشرف العام على الفريق- قاما بالجلوس مع اللاعب وتعنيفه وخصم فلوس من مستحقاته المالية.. إلا أن كل هذا لم يفلح بشيء فقد ظهر اللاعب من خلال مداخلة تليفونية أنه لم يرتدع وتحدّث بجليطة، مؤكدا أنه كان ثائرا؛ لأن المنتخب كان متعادلاً، وكان من الممكن أن نخرج من البطولة، وفوق ذلك قال بوجي لأعضاء الجهاز الفني: إنه لا يريد أن يلعب مباراة كوستاريكا، معتقدا بأنه بذلك يضغط على الجهاز الفني بعد أن أحرز هدفين في لقاء إيطاليا. والخوف كل الخوف على موهبة مثل موهبة بوجي تتوه في وسط الدنيا، وتُفسد هذه الفاكهة قبل نضجها بسبب الفاكهة الفاسدة الأخرى.. ويبدو أنه قد تقدّم بورقه في مدرسة المشاغبين، وخيبة الرجاء.. وعليه أن يُسرع بأن يحصل على دروس خصوصية من شيكابالا في النرفزة والخروج عن النص. أما من يحبه فعليه أن يخبره بأن يجلس في بيته؛ كي لا يصاب بخيبة الرجاء وعدم الذوق، وحتى لا تشرب صفات أصعب من قِبل بعض لاعبي نادي الزمالك -المنتقل إليهم حديثاً. والسلاااااااااام عليكم....