أدار الندوة: هند صلاح نور ومحمد صلاح أعدها للنشر: راندا فاروق تصوير: أحمد صالح
في ندوة كان عنوانها الحب، تخللها حوار مملوء بالدفء والصراحة والمرح.. التقينا بمطرب يجيد العزف على أوتار الحب، يجمع بين الأصالة والطرب في أدائه، يمزج ألحانه بكلمات مسايرة للعصر، استطاع بذكائه وموهبته أن يخرج من عباءة عمرو دياب التي حاصرته كثيراً، ومع الإصرار والتحدي قرر أن يكون "رامي صبري".. وفي البداية سألناه:
فكرة تشبهك بعمرو دياب ارتبطت بك لفترات طويلة... هل ترى أن هذا قد أفادك أم العكس؟
طبعاً الموضوع ده أفادني جداً وسهّل عليّ مشوار طويل، لكن وضعني في مأزق؛ لأن هناك ناس كثيرة زعلت مني؛ لأنها كانت فاكرة إني طالع أنافس عمرو دياب، وأشتهر على حسابه؛ فالحقيقة أني أحب عمرو دياب ولم أقصد ذلك على الإطلاق, يمكن ملامحي القريبة منه واستايل أغنياتي وحركاتي قريبة من عمرو؛ لكني لم أستغلّ هذا؛ بدليل أن صحفا كبيرة ومعروفة جداً كانت تكتب عني "الشبح الذي يطارد عمرو دياب"، ومع ذلك لم أستغل ذلك، ولم أضعه في تفكيري، وركزت في شغلي وأعمالي، والناس بعد فترة نسيت الموضوع وأصبحت "رامي صبري".
هل قابلت عمرو دياب؟ لا..أنا عرضت عليه في البداية أغاني (بحبك - ألف ما شاء الله - عايزة كل كلامي) ولم يأخذها فقررت أن أغنيهم أنا.
ليه الفترة بتكون طويلة بين كل ألبوم والتاني؟ أنا مش شايف إنها بعيدة؛ لأن اختيار الأغاني والمزيكا بياخد وقت طويل، وأنا لا أحب أن أقدم أغاني وخلاص. ولازم كل أغاني الشريط تكون كويسة وعلى مستوى عالٍ؛ سواء الكلمة أو اللحن أو التوزيع، والناس تحبها وتحفظها؛ فالتأخير ميزة بالنسبة لي، بدليل أن الناس عارفة كل أغنياتي الخاصة بالألبومين.
وكيف تتعامل مع قراصنة الإنترنت وتسريب الألبومات؟ تسريب الأغاني على النت مشكلة كبيرة، وكان هناك اجتماع من حوالي أسبوعين على مستوى المنتجين والفنانين؛ لمناقشة كيفية حل هذه القضية الخطيرة التي أصبحت تهدد الإنتاج الغنائي والسينمائي أيضاً، بدليل أن فيلم 2012 أنا نزّلته من على النت وشاهدته بجودة عالية قبل عرضه في السينما. فلا بد من حل على مستوى الدولة والمسئولين.
الفنان رامي صبري يكتب كلمة تذكارية لموقع "بص وطل" تفتكر مَن وراء تسريب ألبومك؟ لا أعلم، ولكن ممكن يكون فنيو الأستوديو؛ فهم مجموعة كبيرة منهم ناس كويسة وآخرين عايزين يحرقوا الشغل.
لكنك ذكرت في أحد حواراتك أنك سعيد بتسريب أغانيك على النت؟ أنا قلت إني سعيد أن أعمالي الغنائية بتنتشر؛ لكني لم أكن سعيداً عندما قال لي طارق العريان: "أنت المسئول عن تسريب الشريط على النت"، وأنا عذرته؛ لأن أي منتج لا بد أن يحصل على عائد كبير بعد التكلفة الكبيرة التي يتكلفها إنتاج الكاسيت.
علشان كده قلت: "طارق العريان ظلمني لكن ما اقدرش أسيبه"؟ لأ طبعاً.. لم أقل هذا الكلام.. ده "شغل صحافة".
سمعنا عن انتهاء تصوير كليب أصالة ورامي صبري، ولكن لم نشاهده حتى الآن.. لماذا؟ الكليب تم تصويره ومونتاجه ووضع اللمسات النهائية لعرضه؛ لكن لا أعلم سبب عدم إذاعته، والرد عند طارق العريان وحده، وأنا عمري ما سألته عن الموضوع ده.. ولا تعليق.
إيه مشكلتك مع طارق العريان دلوقتي؟ مشكلتي باختصار أني إنسان نشيط جداً. وعندي حماس وسريع في شغلي، وطارق العريان عكسي تماماً. ولولا هذا البطء لأصبح رامي صبري أكثر نجومية وتواجد أكثر على الساحة.
وبعد كل هذا... ناوي تكمل مع طارق العريان؟ ناوي أكمل معاه؛ لأنى ما أقدرش أترك شخص وقف بجانبي وساندني ودعمّني وعمل لي انتشار عند الجمهور وكان سبب في اكتشافي كمطرب. وتنبأ لي أني هاكون مطرب كويس "وما أقدرش أتخلى عنه حتى لو هو مش مهتم بيّ".
لكن ... ده ممكن يؤثر على وجودك واسمك في سوق الغناء؟ أنا باعمل حفلات كثيرة وباقبل عروض في برامج تليفزيونية معروفة وبانتشر في الصحافة بالقدر المعقول. وباحاول إني أكون متواجد بشكل كويس مع الناس إعلامياً وفنيا، لكني مش عايز أكون مستهلَك فأنا ما زلت صغيراً، يعني ممكن بعد 15 سنة يبقى لي مكانة كويسة جداً.. وفي الخارج بيهتموا بالكيف وليس بالكم؛ بدليل العبقري مايكل جاكسون تاريخه كله حوالي (عشر سي ديهات). فالفكرة أن أكون متواجدا بقوة، ولا أحرق نفسي بأغانٍ كثيرة لا تضيف لي شيئاً.
الفنان رامي صبري يقبّل جائزة تكريمه والتي منحها له قراء "بص وطل" بتفكر في التمثيل؟ التمثيل شيء صعب وليس سهلا. وأنا لا أقبل أن أقول إفيهات زي ما كل الناس بتعمل دلوقتي، ولا أشترك في أفلام تافهة زي اللي بتتعرض دلوقتي؛ فمثلاً أنا دخلت فيلم سينمائي من أسبوع، وبعد ما خرجت سألت سؤال واحد فقط: "الفيلم ده اتعمل ليه؟ ولم أجد إجابة عند أي أحد.
لكن هناك تجارب لمطربين نجحوا في تجربة التمثيل.. رأيك إيه؟ أنا شايف إن محمد فؤاد وعمرو دياب من أهم المطربين الذين نجحوا في السينما في جيلهم، والناس عمرها ما تنسى "رحلة حب" أو "آيس كريم في جليم".
ويا ترى ما سبب الخلافات بينك وبين تامر حسني؟ لا توجد أي خلافات، والصحافة دائماً تحب تكبّر الموضوع, والحكاية كلها إني أتسألت سؤال واحد: ليه شيرين بتهاجم "تامر حسني" لصالح "عمرو دياب"؟ فقلت: هي حرة أنا لا أتدخل في آرائها تجاه زملائها، فاستغلوا الرد، واعتبروني من المهاجمين لتامر حسني.
هذا يقودنا إلى الحرب الكلامية بين معجبي النجوم وكيف تتعامل معها؟ لا يوجد عندي مشكلة مع جمهور تامر حسني ولا أي مطرب آخر.. ولذلك قررت أن أقوم بإجراء حوارات صحفية محدودة جداً، ولا أعطي فرصة لأى جملة تكتبها الصحافة ويستغلها المعجبون في خلق مشاكل بيني وبين أي مطرب.
كيف كانت كواليس أغنية "حبيبتي يا مصر".. ولماذا قدمتها في هذا التوقيت؟ أنا عملت أغنية "حبيبتي يا مصر" لأني بحب مصر أوي، وعلى الرغم من أني أحب أمريكا ومنبهر بها، لكن مصر عندي أغلى من أي دولة في العالم؛ فقلت إزاي أكون مطرب معروف وما اعملش أغنية عشان مصر.
هل أصبحت الأغنية الوطنية دلوقتي سبوبة ودعاية للمطرب؟ وليه ما يكونش العكس... إن المطرب بيعمل حاجة حلوة لبلده خالصة لوجه الله من غير أي مصلحة.. لكن أنا معاكم إن كل مطربي مصر معروفين وغير معروفين قدموا في الفترة الأخيرة أغاني وطنية، ولكن هذا في رأيي بسبب مباراة مصر والجزائر في السودان، فالمصريون أخذوا موقفا وعبّروا عن حبهم لمصر من خلال الأغاني. صورة جماعية تجمع بين الفنان رامي صبري والحضور كيف ترى علاقة العرب بمصر الآن؟ أنا شايف إن العرب كلهم بيحبوا مصر، وخصوصاً تونس والمغرب لكن الجزائريين لا يحبون أحداً على الإطلاق.
كيف تنجح في تقديم الأغنية "الإفيه" المنتشرة بين الشباب دلوقتي؟ أنا ما بحبش كلام الأغاني المترتب، ودائماً بحب الأغنية اللي بتعبر عن موقف بنعيشه وكلمة بنقولها في حياتنا اليومية، بدليل أني قدمت أغنية "كلمة توديك أو كلمة تجيبك" وأغنية "فرّجت الناس عليّ" فالأغنية عندي موقف وليس ابتذالا.
وليه ما فكرتش تقدم أغنية تعبر عن هموم الوطن وتبعد عن أغاني الرموش والعيون، أو تقدم حفلات تخصص دخلها لصالح الأزمات والضحايا؟ أنا متفق معكم تماماً، لكن ما هي المشاكل الموجودة في مصر؟! وهل سوف تتقبلون أغاني باقول للناس فيها إن عندها مجاعة وبطالة وحرمان وإحباط.. أنا شايف إن البرامج المنتشرة دلوقتي بتظهر هموم الناس وتكشف الأوضاع الفاسدة في المجتمع، وفي نفس الوقت تأخذ الأغنية اتجاه التخفيف والتلطيف من حالة الحزن والإحباط التي يعيشها الناس، ولكن ليس معنى ذلك أني بعيد عن مشاكل الناس، لا بالعكس أنا متأثر جداً ومهموم بمشاكل الناس، وحريص أني أشاهد يومياً برنامج 90 دقيقة والعاشرة مساء، وعندما أشاهد مأساة أو أزمة ما لا أقبل الغناء في حفلات، حتى أخرج من حالة حزني.. لكن إيه الحل؟
عندنا مشكلة في مصر أنه لا يوجد ترتيب أو تنظيم أو جهات مسئولة تساعدك في عمل حفلة منظمة ومرتبة لصالح الأزمات. فالمطرب لوحده مش هيعمل حاجة.
%90 من أعمالي الغنائية تعتبر عن حكايات عشتها بالفعل في حياتي لكن نفسنا نسمع من رامي صبري أغنية تعبر عن حالة التمرد والتغيير والحلم؟ أنا سعيد جداً إني بأسمع هذا الكلام وبافكر فعلاً إني أقوم بعمل أغنية مختلفة، وتحمل معنى خاصاً جداً، وبعيد عن منطقة الغرام وانتظروها قريباً.
رامي صبري بيكون حريص يسمع مين دلوقتي؟ أنا حريص على سماع: فضل شاكر - حسين الجسمي - وشيرين - أنغام - وعمرو دياب - وكل أغاني حماقي؛ لأني معجب بالمزيكا التي يقدمها.
وهل فعلاً أعمالك الغنائية تعبر عن قصص حقيقية في حياتك؟ بالضبط 90% من أعمالي الغنائية تعتبر عن حكايات عشتها بالفعل في حياتي؛ بدليل أن الألبوم الأول كان بيعبر عن قصة حبي بإنسانة عزيزة عليّ توفيت ولا أستطيع نسيانها.
وهل ما زلت متأثراً بهذا الموضوع لدرجة عدم ارتباطك عاطفياً حتى الآن؟ لا طبعاً مش للدرجة دي، لكن من الصعب جداً أن تحب شخصا ويموت، ولكن على العكس ستكون الصدمة أقل عندما تحب شخصاً وتفترقان لأي سبب آخر، فقد كنت أحب هذه الفتاة حباً لدرجة الجنون، وبعد وفاتها قعدت أبكي لثلاثة شهور متواصلة. ولكن ربنا أعطانا نعمة النسيان حتى نستطيع مواصلة حياتنا. وموضوع ارتباطي الآن لم أفكر فيه وأتركه للقسمة والنصيب.