أنا عندي مشكلة.. هي ممكن الناس ماتشوفهاش كبيرة بس أنا مش عارفة أتصرف إزاي؟ المشكلة مع جوزي بيقول لي إني باطلع أسرار البيت بره ده بس عشان بتكلم مع أمي وباشتكي لها منه؛ علشان تقول لي أتصرف معاه ازاي، والمشكلة الأكبر هي إنه بيخليني أبات في بيت أهله؛ الأول ماكانش عندي اعتراض بس بعد كده الموضوع كبر، بقينا نقعد عندهم بالأسبوع وأكتر ولما أقول له نروح بيتنا يزعل أوي ويتخانق معايا. زعلت منه مرة واتنين واتخانقنا كتير واتكلمت معاه كتير بس هو متربس دماغه أوي، آخر مرة حصل الموضوع ده -للعلم عنده اتنين إخوات وأبوه وأمه في البيت- رحت عند أهلي برضاه، وقلت له تعالى خدني مارضيش وحلف بالطلاق إنه مش هييجي.. وأنا بقالي حوالي شهر عند أهلي، أبويا كلّمه وأخويا كلّمه ومافيش فايدة، وكان الحمل اتأخر شوية أول الجواز بس أنا حامل دلوقتي، وكنت مستنية منه يشيلني على راسه وعلى كفوف الراحة بس ماحصلش.. عايزة نصيحة من حد عاقل وفاهم ده حتى اتهمني بالنشوز عشان هو مش عايز ييجى ياخدني من بيت أهلي، والمفروض إني أنا اللي أرجع من نفسي يا كده يا أما أبقى في نظره ناشز.. شكرا.
Sky.bird
صديقتنا العزيزة.. لم تذكري لنا عمرك وعمر زوجك؛ حيث إن هذه المشكلة غالبا تحدث بين زوجين صغيرين في السن، لم يفهما الحياة كلها بعد، كما أنها تدل على أنكما ما زلتما زوجين جديدين نوعا ما، كل هذا مجرد تخمينات من نوعية المشكلة التي أرسلتها.. يجب أن تعلمي أيتها الزوجة الصغيرة أنك يجب أن تفهمي زوجك وتعرفي طباعه جيدا، ويجب أن يكون لديك قدر من المرونة في التعامل معه، وهذه النصيحة موجهة له هو الآخر، خاصة في بداية زواجكما؛ لأنكما تكونان في فترة هي أحوج ما تكون إلى التفاهم والتنازل والمرونة؛ لأن كلا منكما ما زال بصورة أو بأخرى بعيدا عن الآخر لدرجة وغير مستعد لحياة كاملة مختلفة ولا مستعد للتعامل مع رغبات شخص آخر تتعامد مع رغباته هو، ويتكيف مع عقل وقلب وسياق حياة شخص آخر يعيش معه ويتعامل معه كل لحظة.. كان يجب أن تفهمي من البداية أن شكواك لوالدتك شيء يضايقه، وهو للحقيقة يضايق معظم الأزواج، أنت تعتبرينها مجرد شكوى أو فضفضة أو استشارة، ولكنه يعتبر الأمر أكبر من ذلك، أول ما يهم الزوج في بداية زواجه هو أن يحاول أن يختبر مدى استقلالية زوجته عن أسرتها، ويقطع الطريق لاعتمادها على أهلها، ويحاول أن يبعدها عن أمها، ليس بدافع السوء ولكن ليحفظ نفسه وبيته من التدخّلات، وكان عليك أن تعلمي أن حياتك معه في البداية كانت مرحلة اختبار ليعرف مدى ثقتك بنفسك وقدرتك على إدارة شئون البيت والتعامل بمسئولية معه.. قد تناقشينني في هذه النظرية بأن من حقك الاتصال بوالدتك وغير ذلك، وأنا أٌقر لك بهذا الحق، ولكن أنقل لك وجهة نظر بعض الأزواج الذين قد يكون زوجك واحدا منهم.. النقطة الثانية أيضا مهمة وكانت تستوجب منكما حوارا هادئا لا زعل وخناق وتربسة دماغ، كان يجب أن تحاوريه وتقنعيه وتتحايلي على الأمر بذكاء بدلا من أن تصطدمي به وكأنك تنقلين له رسالة بأنك لا تطيقين أهله أو تكرهينهم، كان يجب أن تكوني أكثر مرونة مع الأمر فما دام يريحه فلا مانع من التقبل المعقول، والموازنة بين الأمرين. أما بالنسبة للنقطة الأخيرة أنك لجأت إلى بيت أهلك وتركته ولو قنّعتها بصورة الرضا منه؛ فقد بدا كأنه غضب منه أو استنكار، وهو خطأ لا ألتمس لك فيه العذر، كان يجب أن تكوني أكثر تعقلا، وأكثر ذكاء من أن تقدمي على خطوة كهذه، فالغضبة الأولى تكسر حاجزا كبيرا بين الزوجين يا صديقتنا، وأنت بهذا فتحت على نفسك وبيتك بابا كنتما في غنى عنه.. ما كان يجب أن تفعلي ذلك، ولو تم باستشارة والدتك فكان يجب أن تمنعك من اتخاذ هذه الخطوة.. أنت الآن في عز مشكلات الفترة الأولى من الزواج، وهي فترة مليئة بالمشكلات، وتحدث فيها معظم قرارات الفراق، وبيتك في غنى عن ذلك، ولا داعي لأن يكبر الموضوع عن حجمه.. أنصحك الآن أن تليني له في الكلام، وأن تتحري بصدق ما يغضبه وما يسعده، ولا يجب أن تضغطي على أعصابه فأنتما لم تتزوجا لتتشاكسا وتختلفا على أشياء كلها بسيطة، وستعرفان مع الوقت كم كانت تصرفات صبيانية حين تبدأ المهام الحقيقية في الظهور، طفلك سيشغلك عن نفسك، والمستقبل وتحدياته ستصرفانه عن أهله والمشاكسات الدائمة بينكما، ستكونان أسرة أكثر قوة ورشدا ونضجا، وستواجهان معا تحديات أكبر تنسيكما هذه الصغائر، فهل أنتما على استعداد لمواجهتها معا.. اطلبي من والدك أن يعيدك إلى بيتك بشجاعة؛ لأنك من تركت البيت ولم يطردك هو، ولا تتخيلي أنك بهذا ستكونين ضعيفة؛ فهو يحتاج إليك حقا، ولكن كرامته تمنعه، وما دمت أنت من ذهبت فلماذا لا تعودين؟ قولي له بصدق وصراحة إنك تحبينه وإنك لم تقدري على البعد عنه، واعملي بالقاعدة الذهبية "إن عزّ أخوك فهُن"، وإنك حسبت الأمر فوجدت نفسك المخطئة فلا أقل من الاعتذار، والحب الذي بينكما أكبر، وطفلكما سيصبغ حياتكما بلذة لا نهاية لها، وانتظري الخير من الله، وتقربي إليه ليهديك سواء السبيل آمين.