أنا بنت عمري 18 سنة، مشكلتي بدأت لما دخلت الكلية، كنت رافضة في البداية إني أتعرف على أي شاب، لكن فيه واحد فضل يطاردني كتير أوي لغاية ما خلاني أحبه وارتبطنا، كان في البداية بيعاملني كويس جدا واتفقنا على الصراحة مع بعض، كنت صريحة معاه لكن ابتديت أحس إنه مابيفهمنيش خالص وبيشك فيّ من أقل سبب، مع إني ماكانش ليّ تجارب قبله نهائي ولا حتى عمري كلمت أي ولد. كان فيه واحد اتقدم لي قبله بس أنا رفضته، ولما قلت له ابتدا كل شوية يفتح الموضوع ويتهمني اتهامات غريبة، بجد بقى بيشك من أقل سبب ومهما كان، كنت باحاول دايما أفهمه وأصالحه كان دايما يحاول يحبسني ويعزلني عن كل الناس، حتى صحباتي أي واحدة تتخطب منهم كان يقول لي ماكلمهاش ومش بيحب يطلّع نفسه غلطان أبدا. ابتديت أكدب عليه لأني كنت باخاف من رد فعله ولأني جربت أقول له الحقيقة كتير وتعبت بعدها جامد، لأني طبعا مش بحب المشاكل وباتعب جدا منها، وفي يوم عملت إيميل جديد وكلّمته منه على إني واحدة تانية وابتدينا نتكلم واكتشفت عنه حاجات كتير أوي ماكنتش أعرفها وعرفت منه إنه على علاقة مع بنت تانية، ولما واجهته باللي عرفته وقلت له إن أنا اللي كنت باكلمه قعد يقول لي إنه كان عارف إن أنا، وإنه كان بيقول كده علشان أعترف له إن أنا اللي باكلمه، وأنكر كل اللي قاله وزعل جدا وسابني، أنا عارفة إني غلطانة لأني عملت كده فيه، بس الفترة الأخيرة كنت حاسة إن فيه حاجات كتير كان مخبيها عليّ علشان كده أنا عملت كده. أنا كان نفسي ماعرفش في حياتي غير واحد بس وهو اللي أكمل حياتي كلها معاه، وبجد مش متخيلة إني ممكن أكمل حياتي مع حد غيره، رغم إني لما كنت معاه كنت تعبانة جدا، لكن حبي له كان بيخليني أستحمله، مش عارفة بجد أعمل إيه، أنا مش عارفة هل أنا كنت غلطانة بجد وهو ممكن يكون ماعملش كده، ولا هو اللي غلطان، وهل علاقتنا ممكن تستمر بعد كده؟ يا ريت تردوا عليّ بسرعة.
ليالي
عزيزتي.. يؤسفني ما حدث، ولكن يا عزيزتي علينا ألا نغالط أنفسنا وألا نزيّف الحقائق، فالشخص الذي كنتِ مرتبطة به كان شخصا أنانيا ولا يثق في نفسه، ولذلك فهو لا يثق في أحد، فكيف سيثق في الناس وهو فاقد الثقة في نفسه؟! وفاقد الشيء لا يعطيه، ولقلة ثقته في نفسه، يشعر بأنك من الممكن أن تضيعي منه، كما أن غيرته وصلت إلى حد الشك وتعدت حدود الغيرة المحتملة، وهذا في حد ذاته مؤشر خطير، لأن الشك يا عزيزتي يقتل الحب، وهو يفعل بك كل هذا وأنتما ما زلتما على البر، ولا يوجد بينكما أي ارتباط رسمي، فماذا ستكون الحال عندما يكون خطيبك، وتحملين اسمه، أعتقد أنه سيضعك داخل صندوق ويغلق عليك حتى لا يراك أحد غيره، ولا يسمع صوتك غيره. وفيما يتعلق بمحادثتك له عن طريق النت فأنت مخطئة، وما كان عليك أن تفعلي هذا الأمر، لأن هذا سيزيد من فقدانه الثقة فيك، ولكن وقد حدث، فمن الواضح أنه لم يكن صريحا معك بالقدر الكافي، كما أنه اختلق هذه المشكلة لكي يتخلص من خطئه فهو حتى لا يريد أن يعترف أنه مخطئ، ولكنه ألقى باللوم عليك، زاعما أنه كان يعرف أنك أنت من كانت تتحدث، فإن كان يعلم لماذا لم يبدأ هو في إخبارك، قبل أن تخبريه أنت، وتواجهيه بالحقيقة؟! أعتقد أنه لجأ إلى هذه القصة لكي لا يظهر في مظهر الخائن، ولتكوني أنت المخطئة، وليحافظ على غروره، وتأتي أنت إليه مجددا طالبة العفو والسماح. صدقيني يا عزيزتي، الحب يجعلك الآن تتغاضين عن أشياء كثيرة، ولكن إن ارتبطت بهذا الشخص فستعيشين حياة تعيسة وأقرب للجحيم منها لأي شيء آخر، لهذا عليك أن تنجي بنفسك من هذا الجحيم، ولا تعتذري لهذا الشخص أبدا فأنت لم تخطئي بقدر ما أخطأ هو في حقك، وتأكدي أنه لو كان يحبك حبا حقيقيا وكان يريدك سوف يأتي هو إليك معتذرا طالبا يدك من أسرتك، وعندها ستشعرين أن كرامتك لم تهدر، وأن كبرياءك لم يجرح، وإن كنت لا أنصحك عندها حتى لو فعل هذا بالارتباط بهذا الشخص، لأن هذا الشخص مريض بالشك، فما يفعله ليست غيرة أو شكا طبيعيا، ولكن غيرة مرضية وشك مرضي، فاحذري أن تقعي في هذه المشكلة الأبدية.