ذكرت صحيفة هآرتس أنه بعد عِقد من الجدل الدائر بشأن جدوى مشروع قناة البحرين (التي من المقرر أن تربط ما بين البحرين الأحمر والميت) نشر البنك الدولي نهاية الأسبوع الماضي سلسلة تقارير تتضمن دراسات الجدوى الهندسية والاقتصادية والبيئية الخاصة بهذه القناة الرابطة ما بين البحرين الأحمر والميت. الأمر الذي اعتبرته وزارة التعاون الإقليمي الإسرائيلية بمثابة خطوة جديدة نحو تنفيذ هذا المشروع، بينما ترى المنظمة البيئية "أصدقاء كوكب الأرض- الشرق الأوسط" أنه وفقاً لنتائج تقارير البنك الدولي فإنه يجب دفن فكرة هذا المشروع نهائياً. من الناحية البيئية تشير تقارير البنك الدولي إلى أن مشروع قناة البحرين سيؤدي إلى انتشار الطحالب الحمراء وكتل الجبس البيضاء في البحر الميت، كما ستشكل هذه القناة خطورة على المياه الجوفية في وادي عرابة، كما يؤكد جدعون برومبرج -مدير عام منظمة "أصدقاء كوكب الأرض- الشرق الأوسط- أن هذا المشروع سيؤدي إلى ارتفاع سعر المياه في الأردن، وقد يؤدي إلى نشوب اضطرابات في هذه الدولة. من جهتها وصفت وزارة تطوير النقب والجليل والتعاون الإقليمي تقارير الأممالمتحدة بأنها بمثابة خطوة إيجابية وتمثل قاعدة لاستمرار دفع مشروع القناة. تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تعمل منذ سنوات على دفع مشروع إقامة قناة مائية تربط البحر الأحمر بالبحر الميت بزعم إحداث توازن واستقرار في منسوب البحر الميت، وتوفير المياه والكهرباء لدول المنطقة، خاصة الأردن، ودفع التعاون المشترك وتعزيز السلام في المنطقة، حيث يتضمن المشروع إقامة أكبر محطة تحلية مياه في العالم لتوفير مياه الشرب (بطاقة إنتاجية تقدّر بنصف مليار متر مكعب من المياه سنوياً)، بالإضافة إلى إقامة محطة كهرومائية لتوفير الكهرباء لكل من إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية، بينما المياه المالحة المتبقية من عملية التحلية يتم ضخها عبر أنبوب إلى البحر الميت؛ لوقف انخفاض منسوب هذا البحر وفيما بعد ارتفاع منسوبه تدريجياً. وبوجه عام يخطط لهذا المشروع أن يؤدي إلى ضخ ملياري متر مكعب من المياه سنوياً يصل جزء كبير منها في النهاية إلى البحر الميت، وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع حوالي عشرة مليارات دولار، يتم تمويلها من المساعدات الدولية والقروض.