ما بين الرغبة في الاستمرار بفرحة الفوز بالبطولة السابعة لكأس إفريقيا وأولوية متابعة الأخبار والقضايا المهمة، تنوّعت برامج "التوك شو" مساء أمس "الاثنين" ونجح العديد منها في تحقيق هذه المعادلة الصعبة مثل "القاهرة اليوم"، "90 دقيقة"، و"العاشرة مساء"، فكثّفوا من متابعتهم الإخبارية، وعرضوا تقريرا لأهم الأحداث، وتابعوا في الإطار نفسه القضايا التي تشغل المصريين هذه الأيام، وكان أبرزها الفكرة التي طرحتها "عامر جروب" لتأسيس جامعة أمريكية أهلية للمتميزين في مصر. وبغضّ النظر عن توالي وتداعيات أفراح المصريين، حصد الدكتور محمد إبراهيم سليمان -وزير الإسكان الأسبق- المرتبة الثانية على قائمة أولويات البرامج، بعد أن تقدّم باستقالته أمس من مجلس الشعب، وفي الوقت نفسه عزلته الحكومة من منصبه كرئيس لخدمات البترول البحرية، فخسر الاثنين معاً، إلا أن البعض فسّر ذلك بأنه حماية له ومحاولة لإعادته لمنصبه في الشركة، وفي الحياة السياسية بقوة وبشكل أكثر قانونية. في "القاهرة اليوم" أشار مقدمه الإعلامي عمرو أديب إلى أن استقالة الوزير السابق محمد إبراهيم سليمان من مجلس الشعب وشركة الخدمات البترولية هي مجرد "مسلسل"، مرجحا أن تنعقد الجمعية العمومية للشركة في غضون أيام، وتختار سليمان رئيسا للشركة مجددا، وعندما يرشّح نفسه لمجلس الشعب بعد 4 أشهر ستكون الأسبقية لعمله رئيس للشركة، وسيتكرر بالتالي ما حدث في الأيام الماضية، ورأى أديب أنه من المفترض أن يدفع رئيس الوزراء د.أحمد نظيف المبالغ التي تطالب الحكومة سليمان بردّها؛ معللا ذلك بأن سليمان تقاضى هذه المبالغ مقابل عمله في الشركة، وأن نظيف هو المسئول عن رد المبلغ؛ لأنه كان يعلم عدم مشروعية الجمع بين عضوية المجلس ورئاسة الشركة، ومع ذلك عيّن سليمان رئيسا للشركة، إلا أن د.فتحي فكري -أستاذ القانون الدستوري بجامعة القاهرة- أكد أن سليمان هو المسئول عن ردّ هذا المبلغ عملا بمبدأ "ما بُني على باطل.. فهو باطل"، وانطلاقاً من معرفته العميقة بالدستور، مؤكدا أنه إذا رشحته الجمعية العمومية للشركة رئيسا لها مجددا وإذا نجح في الانتخابات البرلمانية المقبلة، فهذا يتعارض أيضا مع الدستور. وأعلن منصور عامر -رئيس مجلس إدارة مجموعة "عامر جروب"- في (القاهرة اليوم) أنه تقدّم بطلب لوزير التعليم العالي د.هاني هلال لإنشاء جامعة أمريكية أهلية للمتميزين من الطلاب المصريين، موضحا أن الجامعة سوف تضم أساتذة أمريكيين للمساهمة في تحسين العملية التعليمية في مصر، وأن الدراسة بها مجانية قائمة على نظام المنح للطلبة المتميزين، وذلك من خلال الوقف الخيري الذي تبرّع به عامر بثلث أسهم مجموعته، ليكون بداية جديدة للعمل الخيري والتطوّعي. وأوضح عامر أن فكرة الوقف الخيري ليست بجديدة على المجتمع المصري، مشيرا إلى أن جامعة القاهرة والجامعة الأمريكية تم بناؤهما من تبرعات الشعب المصري، موضحا أن حملة إعلانات الوقف الخيري للشركة أراد بها فقط تشجيع العمل الخيري في مصر، مؤكدا أنه لا يسعى للكسب المادي من وراء هذه الحملة، وفي مداخلة هاتفية أكد جلال سعيد -محافظ الفيوم- سعي عامر للخير دائما، مشيرا إلى أن له بصمة في تطوير جامعة الفيوم، ومدّها بالأجهزة المتطورة. أما برنامج "الحياة اليوم" فقد تناول هجوم نواب الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم ضد الدكتور زاهي حواس -الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار؛ بسبب كلامه على المهندس أحمد عز -الأمين العام المساعد أمين التنظيم بالحزب- فيما يتعلّق بحيازة الآثار، كما انتهى مجلس الشعب من مناقشة مشروع قانون حماية الآثار الجديد. وألقى البرنامج الضوء في فقرته الرئيسية على استمرار احتفال المصريين بفوز المنتخب الوطني بكأس الأمم الإفريقية 2010، وتناسى المصريون مساء أول أمس الأحد مشاكلهم وهمومهم الحياتية اليومية، حيث خرجوا في مظاهرات حاشدة في مختلف محافظات الجمهورية؛ للتعبير عن سعادتهم بفوز المنتخب الوطني بكأس بطولة الأمم الإفريقية 2010 للعام الثالث على التوالي، وكانت أكثر المشاهد تأثيرا في نجع حمادي بمحافظة قنا، حيث خرج قطبا الأمة: المسلمون والأقباط، في مسيرات حاشدة يملؤها الحب واحترام الآخر، تؤكد على نبذ الخلافات التي أثارها بعض المتطرفين مؤخرا الذين يستهدفون زعزعة الأمن العام في الوطن، لكن أهالي نجع حمادي نجحوا في التأكيد على أن حب مصر والفرحة بانتصار المنتخب الوطني فوق كل شيء، مهما حدث. وقال محمود معروف -الكاتب الصحفي والناقد الرياضي- إن أكثر شيء أسعدني هو أن أهالي نجع حمادي بمحافظة قنا تناسوا المشاكل والأحزان وأحداث الفتنة الطائفية في يوم النصر، وخرج قطبا الأمة (المسلمون والمسيحيون) في مظاهرات حاشدة؛ احتفالا بفوز المنتخب الوطني بكأس الأمم الإفريقية 2010، فالمسلمون كانوا جنبا إلى جنب مع الأقباط، فرحتهم واحدة ويجمعهم حب الوطن والاحتفال بفوز أبنائنا الأبطال. كما احتفل الأنجوليون بفوز المنتخب الوطني بالكأس من كل قلوبهم؛ لشعورهم بقربهم الشديد من المصريين، حيث إن فلافيو وجلبرتو الأنجوليين صنعا العديد من الإنجازات للمصريين على المستوى الكروي. فيما أكد الدكتور أحمد زكي بدر -وزير التربية والتعليم- في مداخلة هاتفية أيضا، أنه سيهتم شخصيا خلال الفترة القادمة بتوجيه المزيد من الاهتمام في المدارس بالرياضة والأنشطة الطلابية والاجتماعية التي تصنع من هؤلاء الطلاب أبطالا تفتخر بهم مصر فيما بعد، مشددا على أن الاهتمام بالرياضة وبناء الطالب جثمانيا وعقليا من صميم عمل وزارة التربية والتعليم.. كما اعترف الوزير بوجود قصور في الاهتمام بالأنشطة الرياضية والطلابية بمختلف المدارس في الجمهورية، وأن هذه المشكلة سنعمل على حلها قريبا جدا في إطار الإمكانيات المتاحة. وأشار الدكتور محمد فتحي البرادعي -محافظ دمياط- في مداخلة هاتفية للبرنامج إلى أن دمياط احتفلت بشكل خاص؛ لأن البطل عصام الحضري حارس مرمى المنتخب وسمير زاهر رئيس اتحاد الكرة كليهما من دمياط، فنحن نعتز ونفتخر بهما وبكل المصريين، وأبناء المحافظة الأبطال الذين يدخلون السعادة إلى قلوب أبناء الشعب، فهذا الكأس هو تكريم لكل أبناء دمياط ولكل مصري يحب بلده. برنامج "90دقيقة" أفرد مساحة أكبر لاستمرار الاحتفالات بفوز المنتخب بكأس الأمم الإفريقية، كما تناول رفض حسن شحاتة عرض المنتخب النيجيري، فيما أعرب ميدو عن حزنه؛ لعدم تمكنه من الانضمام للمنتخب في بطولة الأمم الإفريقية، كما أعرب موقع الفيفا عن أسفه لعدم تأهل مصر لكأس العالم بعد إنجازاتها في أمم إفريقيا، وتزايدت المطالبات بصنع تمثال لحسن شحاتة ووضعه في أحد الميادين العامة، وأشاد المشجعون المصريون بمؤازرة الشعب الأنجولي. وفي "العاشرة مساء" بدأت الإعلامية منى الشاذلي حلقة أمس بالقول إنه بسرّ الدعاء والسجود عاد المنتخب الوطني إلى مصر بعد فوزه ببطولة كأس الأمم الإفريقية للمرة الثالثة على التوالي، في إنجاز غير مسبوق وسط حضور شعبي كبير في الثامنة صباح اليوم، وقد كان في استقبالهم الرئيس مبارك باستراحة رئاسة الجمهورية والدكتور نظيف رئيس الوزراء والدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب. وتحوّلت فرحة المصريين إلى نكد في محافظة الشرقية بعد تدخل الأمن لفضّ أعمال تحرّش، وذلك عقب حدوث بعض التحرشات من الشباب بالفتيات، وحاول الشباب الاحتكاك بالأمن، وهذا ما أكده الدكتور أمير سالم بجامعة الأزهر أحد شهود العيان -حسبما ذكر في مداخلة هاتفية. وما زالت الفرحة بفوز كأس الأمم الإفريقية تسيطر على أجواء برنامج "البيت بيتك"، حيث بدأت حلقة أمس بحوار مع أحد أبطال المنتخب المصري كابتن عبد الظاهر السقا، الذي رصد لمشاهدي "البيت بيتك" كواليس فرحة الفوز، حيث أكد أنه من فرحة الفوز لم يصدّق أن مصر حصلت على الكأس إلا عندما كان الرئيس محمد حسني مبارك يسلّم الأوسمة لأعضاء بعثة المنتخب. كما أضاف أن منتخب مصر أثبت أنه ليس منتخب النجم الأوحد؛ وذلك لأن كل أفراد الفريق نجوم، وأشار إلى أن طعم الفوز أنسانا مرارة الهزيمة أمام الجزائر في تصفيات كأس العالم. أما عن كواليس البعثة فقد أكد السقا أن كل ما يجمعنا كفريق هو الحب والاحترام والهدف الواحد وهو الأمل في العودة بالكأس لمشجعينا، وأضاف أنه رغم إصابة بعض لاعبي الفريق بأعراض نزلة البرد -وكنت أنا أول من تعرض لهذه النزلة- فإنهم كانوا يتظاهرون بالشفاء ليؤكدوا للفريق الطبي أنهم قادرون على اللعب. واختتم السقا حديثه بالإشادة بمساندة الرئيس محمد حسني مبارك للبعثة المصرية، كما عبّر عن فرحته بوجود علاء وجمال مبارك لمشاركة البعثة فرحة الفوز لحظة حصولهم على الكأس. فيما عبّر عصام عبد الفتاح -الحكم الدولي- عن فرحته وفخره بفوزه بلقب أحسن حكم في دورة إفريقيا 2010، وهذا ما اعتبره إنجازا جديداً لمصر، كما أكد أن مباراة افتتاح الدورة التي كان يحكم فيها كانت من أصعب المباريات في الدورة؛ وذلك لأنها تعتبر عنوان التحكيم في باقي مباريات الدورة. كما أكد أن كان هناك أخطاء من الحكام في تحكيمهم المباريات وهذا وارد، ولكن أكثر المباريات التي أثير حولها جدل كانت مباراة مصر والجزائر حتى قبل لعب المباراة، حيث كان اختيار حكم لهذه المباراة اختيار صعب من قبل لجنة التحكيم ووقع اختيارهم على كوفي كودجا؛ نظراً لخبرته في مجال التحكيم؛ لأن المباراة كانت تحتاج حكماً "مخضرماً". كما وصف عصام اتهام روراوة للحكم كوفي كودجا بالرشوة بالاتهام الخطير، ومن الممكن أن يؤثر على مستقبل كودجا، وسيمنعه من التحكيم في مباريات كأس العالم رغم أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عاتب كودجا على التهاون مع حارس المرمى الجزائري فوزي شاوشي، وكان لا بد من طرده بمجرد تعدّيه على الحكم.