قال العالم المصري الكبير الدكتور أحمد زويل إن جماعة الإخوان المسلمين لعبت دورا مهما في الثلاثين سنة الأخيرة على المستوى الاجتماعي في المناطق الريفية، مما منحهم حب الناس في هذه المناطق، بينما لم تطبق النخبة والتيار الليبرالي أفكارهم بشكل عملي في الشارع، وعليه فقوة الجماعة على الحشد سببها هذا العمل الاجتماعي والتطبيق. واعترف -خلال لقائه في برنامج "هنا العاصمة" من شرم الشيخ على cbc- بوقوع أخطاء جسيمة عقب قيام ثورة 25 يناير، مؤكدا أن قيادات الجيش هي قيادات وطنية، مضيفا: "ولكن قلة خبرتهم بالوضع السياسي تسببت في انزلاق البلاد إلى مرحلة انتقالية صعبة للغاية". وأرجع أسباب ظهور سلبيات في سلوكيات المصريين بعد الثورة للأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، مؤكدا أن الوضع السياسي خلال عشرين عاما الأخيرة من حكم الرئيس المخلوع أدى إلى انحدار التعليم والثقافة، وكذلك الوضع الاجتماعي الذي يتمثل في وجود 30% تحت خط الفقر، وعلى المستوى الاقتصادي فقد باتت البلاد في وضع اقتصادي صعب، وبالتالي هذه الثلاثية تسببت، فضلا عن وجود انقسام حاد بين أبناء الشعب المصري تسببوا في حالة إحباط للمصريين الذين كانوا يتطلعون إلى أوضاع أفضل عقب قيام الثورة. وأضاف أنه لم يتوقع أن يكون مستوى التعليم والثقافة في مصر منحدرين إلى هذه الدرجة، مبديا استغرابه حتى من بعض الألفاظ التي تستخدمها بعض الأقلام الصحفية، وأن التعليم والثقافة سببان في تغير سلوك المصريين بهذا الشكل. وأوضح أن مدينة مثل شرم الشيخ لا يجب أن يقل عدد السائحين فيها عن 20 مليون سائح، مناشدا السائحين بألا يخشوا زيارة مصر، والمصريين بالتغيير من الوضع الحالي حتى تنتعش السياحة. وتابع زويل أن الوقت قد حان لتحقيق مشاركة فعلية بقيادة الرئيس محمد مرسي للم الشمل المصري بكل أطيافه، وإلا لن تتحرك مصر للأمام لا اقتصاديا ولا أمنيا. وأكد زويل أهمية الاستقرار على شكل النموذج السياسي الديمقراطي الذي يسعى المصريون لتنفيذه، مستبعدا فكرة تطبيق المنهج العلماني الذي يفصل الدين عن الدولة تماما، "لأن فكرة العقيدة والتدين موجودين في ال DNA الخاص بالمصريين منذ عهد إخناتون"، حسب تأكيده، وكذلك الحال بالنسبة إلى الدولة الدينية. وقال زويل إنه لا بد من تطوير الدستور الحالي الذي اعتبره "مجرد خطوة"، من خلال تعديله، وفي نفس الوقت يكون للتيار الليبرالي حضور قوي في الانتخابات البرلمانية القادمة، وإرساء حقوق الفرد وحرية العبادة للجميع وكفالة حقوق الإنسان، مستنكرا فكرة التجمد الديني الذي لم يشهده منذ كان طالبا في الجامعة، مضيفا: "يعني إيه واحد يقطع ودن واحد؟!". وكشف زويل عن أن ما يصفه بعملية التحجر الحالية حدثت من 400 عام في الكنيسة المسيحية في مصر، وتم سحل العالمة هيباتيا بعد اتهامها بالهرطقة، وضعفت الدولة المصرية في هذا الوقت، واستغرق الأمر منّا 300 سنة للتخلص من هذا التحجر، مشترطا التركيز على التعليم والثقافة للتخلص من هذا الجمود الديني.