كتب: محمود المنياوي أثار منح الاتحاد الأوروبي لمعارضين إيرانيين مسجونين جائزة تكريما لمجهودهما في مجال حقوق الإنسان والدفاع عن حرية الفكر؛ استياء السلطات الإيرانية التي رفضت طلبا لنواب في البرلمان الأوروبي بزيارة حائزي جائزة "سخاروف" لحرية الفكر. وفاز الإيرانيان جعفر بناهي ونسرين سوتوديه بجائزة "ساخاروف" لحرية الفكر، ويمنح البرلمان الأوروبي كل عام الجائزة التي سُمّيت على اسم الناشط السوفيتي "أندريه سخاروف"، لتكريم كل مَن دافع عن حقوق الإنسان وحرية الفكر وكرّس حياته لها. وحصد المخرج السينمائي الإيراني بناهي الجائزة مناصفةً مع المحامية نسرين سوتوديه؛ لدوريهما في الدفاع عن حرية الرأي والتعبير في إيران. وكانت السلطات الإيرانية قد وضعت جعفر بناهي -صاحب الاثنين وخمسين عاما- تحت الإقامة الجبرية في أعقاب تسجيله لأحد الأفلام التي صوّرت السخط الذي أعقب إعادة انتخاب الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية الماضية في 2009، كما منعت السلطات بناهي -الحاصل جائزة الكاميرا الذهبية بمهرجان كان السينمائي في العام 1995- من الاشتراك أو إخراج أي أفلام لمدة 20 عاما، واعتقلت السلطات بناهي -وهو مخرج لأفلام وثائقية ركّزت على معاناة المرأة والأطفال والمعارضين الإيرانيين في بلاده- عام 2010. كما تقضي المحامية والناشطة الحقوقية الإيرانية هي الأخرى عقوبة السجن لمدة 6 سنوات؛ وذلك بعد أن اتهمتها السلطات بخرق القانون. نسرين سوتوديه -صاحبة الثماني وأربعين عاما- تم إلقاء القبض عليها قبل عامين؛ لدفاعها عن نشطاء المعارضة الإيرانية الذين سجنوا في أعقاب الاحتجاجات نفسها التي صوّرها بناهي، وسوتوديه هي أيضا محامية وناشطة في مجال حقوق الإنسان، وأعلنت إضراباها عن الطعام في السجن؛ احتجاجا على سوء معاملتها وما قالت إنها مضايقات تتعرّض لها عائلتها من قِبل السلطات الإيرانية؛ بسبب مواقف سوتوديه المناوئة للنظام الإيراني. وكان من المفترض أن يلتقي 5 من أعضاء البرلمان الأوربي بناهي وسوتوديه على هامش زيارتهم لإيران؛ إلا أن السلطات الإيرانية رفضت الأمر، ما حدا بالبرلمانيين الأوربيين على إلغاء زيارتهم لإيران، وقالت وكالة أنباء مهر الإيرانية التابعة للنظام إن النواب الأوربيين وضعوا لقاء سوتوديه وبناهي شرطا مسبقا للزيارة، وهو ما تفرضه إيران، ونقلت الوكالة عن المستشار القانوني للبرلمان الإيراني قوله: "وفد البرلمان الأوروبي أراد زيارة اثنين من المسجونين، ومنحهما جائزة، وهو ما يتعارض مع القوانين في إيران". وجائزة سخاروف دشّنها الاتحاد الأوروبي عام 1988، وأول مَن حصل عليها كان الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا؛ لمناهضته التفرقة العنصرية في بلاده في ذلك الوقت، وحصل عليها مانديلا مناصفة مع المعارض والناشط السوفيتي أناتولي مارتشينكو، كما حصل عليها الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان وتناوب على الحصول على الجائزة التي تقدّر قيمتها ب65 ألف دولار، بعد ذلك 30 شخصية ومؤسسة حقوقية وصحفية؛ كان آخرهم 5 شخصيات من دول الربيع العربي، لدورهم في الدفاع عن الحقوق والحريات خلال الربيع العربي؛ وهم محمد البوعزيزي (بعد وفاته)، وعدد من النشطاء العرب؛ وهم: أسماء محفوظ (مصر) وأحمد السنوسي (ليبيا) ورزان زيتونه (سوريا) وعلي فرزات (سوريا). وكان رشّح للجائزة هذا العام 3 من أعضاء فريق Pussy Riots الغنائي الروسي، والذي أدّى أغنيات اعتبرها النظام الروسي مخالفةً للآداب والتعاليم الدينية ومحرّضة على الفوضى، وتمّ إحالتهم للمحاكمة وسجنهم لعامين، كما رشّح لها الناشط البلاروسي أليس بلاتيسكي. ومن المقرّر تسليم الجائزة في مقر البرلمان الأوروبي بمدينة ستراسبورج الفرنسية في الثاني عشر من ديسمبر المقبل، وهو اليوم الذي تحتفي فيه الأممالمتحدة بحقوق الإنسان على مستوى العالم.