السلام عليكم.. ميرسي جدا على إنكم بتسمعوا لمشكلاتنا وفضفضاتنا دي كلها، وربنا يجازيكم خير. أنا مشكلتي معقدة شوية، أنا شاب عندي 21 سنة، في إحدى كليات القمة، بدأت مشكلتي من صغري، معظم قرايبي اللي في سني كانوا بنات. زمان كنت بالعب معاهم، ونتيجة لكده في صغري بدأت تجي لي ميول أنثوية شوية، وحبيت القاعدة دي، لكن بعد كده للظروف الاجتماعية العادية مابقيتش بالعب معاهم، لكن الميول دي فضلت موجودة معايا، ولما دخلت إعدادي أتعلمت العادة السرية زي ناس كتير. لكن كانت خيالاتي بتخليني أفتكر لما بأمارسها إني بنت، فضلت على الحال ده لفترة الإعدادي، وفي أولى ثانوي حصل موقف مش باحب أحكي عنه. كنت في السعودية وفي مكة كمان وفي شهر رمضان، ومع الأسف الشديد، قابلت شخص قعدت أتكلم معاه شوية في كلام عادي جدا، وفجأة لقيته بيحسس عليّ وبطريقة مش صح أبدا، جريت وقتها وماقلتش لحد حاجة خالص؛ لأني كنت مرعوب. المهم فضلت على موضوع العادة السرية لحد 3 ثانوي، وقلت لازم أبطل بقى علشان ربنا يكرمني وعلشان موضوع الطهارة وكده، وقتها قلّ معدلي للممارسة كتير. حاولت أمارس رياضة؛ لكني مش من هواتها أوي، المهم في 3 ثانوي، وأخيرا شفت بنت في الثانوية كانت معانا بس في تانية ثانوي، حبيتها جدا، كانت جميلة ومؤدبة ومحترمة ومش بتكلم أولاد، ومافيهاش عيب أبدا. كان نفسي أكلمها، بس ماعرفتش، الثانوية برضه بتخلي الواحد وسط ضغط الأهل يتنازل عن أحلام ممكن يعملها، بس حسيت وقتها إني شاب، لأول مرة أحس بجمال الشعور ده، وأنجزت الثانوية والحمد لله خرجت بمجموع عالي. بس تنسيقي وداني على نفس الكلية لكن في محافظة أخرى، ولأسباب مالهاش علاقة بالموضوع ماعرفتش أحوّل لمحافظتي الأصلية، وأقسم بالله إن البنت دي لحد لحظة كتابتي للكلام ده أحبها بصدق. في أثناء الدراسة بالكلية، حاولت أصطنع عالما خياليا خاص بي، أصل أنا شكلي مش وسيم يعني ومش باعرف أكلم بنات، وعايش لوحدي والدراسة كئيبة ومش باعرف أشوف البنت دي. وزاد وغطى إني رجعت أمارس العادة تاني وبمعدلات رهيبة، سواء على مدار اليوم أو الأسبوع ورجعت الميول الأنثوية تجي لي تاني، حاجة زي انتكاسة كده، وفي البيت رغم الحالة المادية الميسورة والحمد لله نوعا ما؛ لكنهم بيقولوا لما أخلص الدراسة أو على الأقل في آخر سنة. أنا عايز أحب يا جماعة وأعرّف اللي بحبها بحبي لها، مش مجرد كلمتين أقولهم، أنا عايز أسس أسرة، عايز أحس إني شاب باتحمل مسئولية، والمشكلة إن كل ده بيأثر على ثقتي بنفسي وبيخليني أفتكر إن عندي عيب في ذكورتي. جايز كلامي مايكونش مترتب أو مشكلتي هايفة، بس اعذروني معلش بجد، يا ريت تعرفوا تشوفوا لي حل.. والسلام ختام.
ring
صديقي العزيز.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ما ذكرته في رسالتك ليس بأمر تافه كما ذكرت؛ بل هو أمر يستوجب الانتباه والبحث عن التشخيص والعلاج؛ فأنت تستحق الثناء لأنك لم تستلم بعد لأهوائك ورغبتك في العيش وكأنك تنتمي للجنس الآخر، وهو ما نسميه ب"حالة اضطراب الهوية الجنسية". بل أنت صامد وترفض ذلك بداخلك وتقاوم، ولعل رغبتك في الحب والزواج نتجت من رغبتك في العيش كالأسوياء، رافضا أن تمضي وراء الشيطان، وتتبع خطواته طاعة لهواه ووسوسته. حقيقة أن اضطراب الهوية الجنسية هو داء ومرض لكنه علة نفسية، وليست بيولوجية كما يصورها البعض الذين يعتنقون أفكار الغرب التي تُشير وتلوح بأن هذا الداء ينتج من جراء تعرض المخ لحالة من خلل الهرمونات أثناء الحياة في رحم الأم؛ وهو ما ينتج عنه أن يكون الجسم ينتمي لجنس، بينما المخ ينتمي للجنس الآخر. ويبررون عمليات تحويل الجنس لهذا السبب ويشوّهون ويبدلون خلق الله، مع أن الأمر يبدأ كحالة نفسية من الطفولة المبكرة، وكما ذكرت فأنت كنت تختلط بالبنات؛ وهو ما أدى إلى تقمص الدور الأنثوي وتغلله في حياتك، وحقيقة أنك لم تذكر شيئا عن والدك. لكن يبدو أنه كان غائبا حتى ولو كان غيابه معنويا؛ كأن يكن من نوعية الآباء الذين لا يكثرون الحوار مع الأبناء أو يتسمون بالشدّة والعنف؛ فيغتالون ذكورة الأبناء مبكرا. ويرتبط الطفل الولد بأمه أكثر ويتقمص الأنوثة وتجري في دمه، لتأتي المراهقة بعد ذلك ويدخل في حالة من التشوش فيما يخصّ الهوية الجنسية؛ خاصة إذا استمر غياب الدور الذكوري في حياة الابن الولد ولا أعلم بالضبط إذا كان قد حدث ذلك معك أم لا. لكن غاية الأمر هي رغبتي في أن ألفت انتباهك إلى أن الأمر برمته نفسي ناتج من العوامل البيئية الأسرية في الطفولة، ثم تتوقف النتائج بعد ذلك على شخصية من يعاني هذا الاضطراب، فهو ربما يكون انهزاميا ضعيفا لا يتحمل ولا يقوى على كبح جماح أهوائه، فيستسلم ويتبع هواه ويرفض العيش عيشة السواء، فيسعى لتغيير الجنس ويدخل في دوامة الشذوذ الجنسي، وهو لا يعتبر نفسه شاذا؛ لا لشيء إلا لأنه مقتنع بأنه ينتمي للجنس الآخر، وأنه أنثى محبوسة في جسد ذكر (في حالة إصابة الذكر بهذا الاضطراب والعكس بالعكس). أما أنت فلنحمد الله أنك تقاوم ولم تستسلم بعد، بل تأتي عليك أوقات تسعى فيها لتأكيد ذكورتك؛ وهذا يدلّ على عمق إيمانك بالله، أما عن الفترات التي تعود فيها لممارسة العادة السرية وتشعر بعودة الميول الأنثوية، فهي فترات من الوهن النفسي التي تنهار فيها قواك؛ نتيجة لزيادة الضغوط الخارجية، كضغط الدراسة والشعور بالوحدة. فعليك بتجنب هذه المشاعر بملء وحدتك بعلاقات صداقة تعينك على ذكر الله، وممارسة الرياضة معتبرا أنها نوع من العلاج، أي حتى إن كنت لا تحب ممارسة الرياضة لكنها ضرورية لك، ولا تدخر جهدا في أن تطلب العلاج النفسي؛ فأنت بحاجة للعلاج المعرفي السلوكي لمساعدتك في بناء شخصية الرجل بداخلك، ومساعدتك على تقمص الرجولي في الحياة الاجتماعية والزوجية فيما بعد بإذن الله. وأنا أرى أن ترجئ فكرة الارتباط إلى ما بعد الجلسات العلاجية التي يجب أن تبدأها على الفور.. وفقك الله وحفظك وأعانك على هذا الابتلاء.