د ب أ عبّرت إيرينا بوكوفا -مدير عام منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)- عن مدى حزنها واستيائها إثر سماعها خبر الحريق الذي ألحق أضرارا جسيمة بمنطقة الأسواق القديمة بحلب، باعتبارها أحد المواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي. وقالت بوكوفا إن الأضرار الجسيمة التي تعرضت لها الأسواق القديمة نتيجة لذلك للحريق الحادث بالمدينة السورية يُعد ضربة قوية للتراث العالمي. وأكدّت بوكوفا -في بيان صحفي أمس (الأحد)- أن "التقارير الواردة من حلب مؤلمة للغاية"، وأشارت أنها مأساة إنسانية، موضحة أن الأضرار التي لحقت بالتراث الثقافي السوري جعلت الصراع أكثر سوءا. وأضاف البيان أن "الأسواق كانت جزءا مزدهرا في الحياة السورية الاقتصادية والاجتماعية، وأنها تقف شاهدا على مدى أهمية مدينة حلب كملتقى ثقافي منذ الألفية الثانية قبل الميلاد". وكانت قد دمرت مئات المتاجر في سوق حلب بسبب حريق اندلع يوم السبت الماضي خلال قتال عنيف من أجل السيطرة على المدينة. وناشدت بوكوفا جميع القوى كي تبذل قصارى جهدها لتجنب إلحاق المزيد من الضرر بالأسواق للحفاظ على هذا التراث من ويلات الحرب، مؤكدة أن المنظمة على استعداد تام لتقديم الخبرة والدعم لحماية حلب وجميع التراث الثقافي السوري، كما تعهدت بإرسال فريق هناك لتقييم الوضع عندما يسمح الوضع الأمني. وقد كانت أسواق حلب من أجمل أسواق مدن الشرق العربي والإسلامي لما تمتاز به من طابع عمراني جميل إذ أنها كانت تتوفر بها نوافذ النور والهواء لتوفر جوا معتدلا لطيفا يحمي من حر الصيف ومن أمطار وبرد الشتاء، ويبلغ عدد أسواقها 37 سوقا، وتقع على مسافة 15 كم وهو مجموع أطوال هذه الأسواق على الجانبين، وقد وضعت أسواق حلب القديمة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو في عام 1986 اعترافا ب"الأنماط المعمارية العربية النادرة والأصيلة"، وتعتبر مدينة حلب واحدة من 6 مواقع سورية مدرجة على قائمة التراث العالمي.