أطلقت مكتبة الإسكندرية موقعا إلكترونيا لعرض آراء المفكرين المجددين المسلمين في القرنين الهجريين الماضيين، ومحو الانطباع بأن الفكر الإسلامي تجمّد في هذين القرنين، ومساهمة منها في تواصل الأجيال والتواصل بين المسلمين والغرب. ويسعى الموقع إلى إعادة إصدار مختارات من التراث الإسلامي الحديث في القرنين الماضيين، وفقا للبيان الذي أصدرته المكتبة اليوم (الأربعاء) لتأكيد التعاون فيما ينفع البشرية، من خلال إحياء التراث الإسلامي الحديث والمحافظة عليه، والمساهمة في نقله للأجيال القادمة، وذلك وفقا لما ذكرته وكالة الأناضول للأنباء. وأضاف البيان أن الموقع يهدف إلى التواصل بين أجيال الأمة عبر تاريخها الحضاري، إلى جانب تكوين مكتبة متكاملة ومتنوعة، تضم مختارات من أهم الأعمال الفكرية لرواد الإصلاح والتجديد الإسلامي خلال القرنين الأخيرين، تكون متاحة للشباب بصفة خاصة وللأجيال الجديدة بصفة عامة، ويمكنهم الاطلاع عليها ورقيا وإلكترونيا. وتسعى المكتبة إلى ترجمة هذه الأعمال إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، مساهمة في التواصل مع الآخر، وتقديم وجهات نظر التيارات الفكرية الإسلامية للعالم. ويرجع السبب الرئيسي في اختيار فترة القرنين الماضيين إلى وجود انطباع سائد غير صحيح بأن الإسهامات الكبيرة التي قام بها المفكرون والعلماء المسلمون قد توقفت عند فترات تاريخية قديمة ولم تتجاوزها، ومحاولة لتنقية صورة الإسلام من التشوهات التي تُلصق به، ومحاولة لسد الفجوة بين الغرب والعالم الإسلامي. ويقدم الموقع نسخة إلكترونية تضمّ هذه المختارات مقسّمة إلى 6 أقسام رئيسية، هي: الشريعة الإسلامية، السياسة، النهوض الحضاري، الفلسفة الإسلامية، التربية والدعوة الإسلامية، قضية المرأة.. ويتمّ إضافة كتب أخرى إليها تباعا حين الانتهاء من مراجعتها وتنقيحها وكتابة مقدمة وافرة لها تُعرّف بالكتاب ومؤلفه، كما يوفر الموقع مدونة لتكون منبرا للتفاعل بين الجمهور والقائمين على المشروع. وكانت مكتبة الإسكندرية قد أصدرت 22 عنوانا من الكتب المختارة من التراث الإسلامي الحديث في القرنين الماضيين، منها: "الإسلام وأصول الحكم" لمؤلفه علي عبد الرازق، وتقديم الدكتور عمار علي حسن، و"الحرية الدينية في الإسلام" لمؤلفه عبد المتعال الصعيدي، وتقديم عصمت نصار، و"مناهج الألباب المصرية في مباهج الآداب العصرية" لمؤلفه رفاعة الطهطاوي، وتقديم عبده إبراهيم علي.