بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.. أهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة في حلقة جديدة من هذا اللقاء على موقع "بص وطل نجيب فيه عن أسئلتكم.. فأحييكم جميعا بتحية الإسلام.. فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وردت إلينا منكم عدّة أسئلة تقول: هل يجوز لي أن أكشف عند طبيب أو طبيبة مسيحية وأنا مسلمة؟ نعم يجوز هذا.. وأغلب الأطباء الذين اشتهروا بالطب وكانوا من كبار أطباء الإسلام عبر العصور كانوا من المسيحيين. ولذلك فالطبيب هو إنسان يرفع الألم عن إنسان، فلا ننظر فيه إلى ديانته ولا إلى عقيدته. أعرف أن بعض الناس يقول بحرمة هذا وفعل هذا وكذا لأمور مستورة في الكتب، ولكننا نفتي بالكتاب وبالسنة وبما عليه الأئمة العظام.. ولكن هؤلاء الناس الذين يفتون تلك الفتاوى يقومون بما يسمى ب"الانتقاء"؛ فإنهم ينتقون ما هو أشدّ على الناس ما هو أكثر تفريقا لخلق الله، وليس تجميعا لقلوب الناس بعضها مع بعض. سؤال آخر: هل يعدّ قرار تأجيل لفترة الحمل وأخذ مانع للحمل حرام؟ يعني السؤال يتكلم عن أنها تريد أن تؤجل الحمل.. تأجيل الحمل ليس فيه حرمة، وكان الصحابة الكرام يقومون بشيء من هذا، وكان يسمى حين إذن "العزل". والعزل هو أن يتم الاتصال بين الرجل والمرأة؛ ولكن لا يصل مني الرجل إلى رحم المرأة، فلا يحدث الحمل. فالنبي صلى الله عليه وسلم بيّن لهم أن أمر الحمل وعدم الحمل أنما هو من قدر الله وليس بيد أحد، وأجاز لهم أن يفعلوا ما أرادوا فكانوا يفعلونه، فمن أراد الله له أن يتأخر الحمل كانت لا تحمل المرأة، ولكن من أراد الله له أن تحمل فإنها تحمل حتى لو فعلوا هذا العزل، وهذا هو الذي شاهدناه فالمرأة تأخذ حبوب منع الحمل أو تأخذ وسائل منع الحمل ثم تحمل أيضا، والمرأة تأخذ هذه الحبوب فلا تحمل، بل إن المرأة لا تأخذ هذه الحبوب ولا تحمل وهي تلد أيضا. إذن الأمر بيد الله وهذه أمور مردها إلى الطب؛ فحيث ما نصح الطبيب فيجوز استعمال هذا التأخير، والإمام الغزالي حتى وسع الأمر لدرجة أنه قال إذا كانت المرأة تريد أن تحافظ على جمالها؛ فأنه يجوز لها أن تؤخر الحمل. فما بالك بما هو أكثر من ذلك؛ من خوف الفتنة على الولد كما قال الإمام الشافعي، أو من حالة البلاد والعباد من التكاثر ومن الهرج والمرج وغير ذلك من الفتن؛ ولذلك يجب علينا أن نلتفت إلى هذا المعنى؛ نريد نسلا صحيحا قويا فيجوز تأخير الحمل لهذه الأغراض ولغيرها. سؤال يتعلق بذلك يقول: ما الفرق بين تنظيم النسل وتحديد النسل؟ وما الحرام منهما؟ جمال عبد الناصر عندما أتى دعا في أولى خطاباته إلى كثرة النسل، وكنا حين إذن 17 مليون إنسان، وبعد ذلك لما عرضت عليه ميزانية الدولة ومواردها وكيفية التعامل معها، وأستمع لكثير من الناس في هذا المجال؛ غيّر كلامه وقال إن زيادة النسل مع عدم ضبط الموارد كارثة يمكن أن تدخل البلاد في دوامة لا تخرج منها أبدا، وكان يدعو إلى شيء من النهضة مبني على صحة الزراعة وصحة التصنيع وصحة الخدمات... إلى آخره. فتغير الحال حينئذ وأصبح هناك دعوة إلى تحديد النسل؛ بمعنى أننا لا نريد أكثر من اثنين لكل أسرة، ثم تُدُوول في هذا فروي أن هناك غنيا وأن هناك فقيرا وأنه هناك خلافا بين الناس في قدراتهم وفي عطائهم.. فقيل بتنظيم النسل. فتحديد النسل مصطلح استعمل في وقت معين، ثم استعمل بعده تنظيم النسل، وكلها مصطلحات لا بد علينا ألا نقف عندها؛ وإنما نقف عند المفهوم وعند الأحكام الشرعية. إلى لقاء آخر أستودعكم الله،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته إضغط لمشاهدة الفيديو: