بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول االله، وآله وصحبه ومن والاه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من لقائنا هذا على موقع "بص وطل".
سؤال ورَدَ إليّ يقول: والدي من زمان طلب من إخوته أن يتركوا أرضهم كلها مع أخيهم الأصغر، لأنه فلاح؛ من أجل أن يربي أولاده ويُحسن تربيتهم؛ ولكن الآن والدي وإخواته عايزين أرضهم؛ بس عمي وأولاده مش راضيين يرجّعوها لنا.. هل بهذا يكون أبي ظَلَم إخوته عشان هو اللي طالبهم إنهم يتركوا الأرض له؟ وربنا هيحاسبه؟ أبداً {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.. الودّ والتنازل المؤقت من أفعال الخير، والطمع الذي وقع فيه من بيده الأمر، واعتبر أن هذه من الحقوق المكتسبة، وأن هذه أرضه وأرض أولاده، وأنه لا يُرجعها إليكم؛ هو الخطأ؛ فعندما أفعل الخير لا أوصف بأنني قد فعلت شيئاً يحاسبني الله سبحانه وتعالى عليه.
هناك رجل يعطي الناس أموالاً كسَلَف؛ ولكنها تُرَدّ بالربا، ثم تاب.. وقد أفتى له بعض الشيوخ بجواز الاحتفاظ بهذه الأموال.. والسؤال: هل لو استلفت من مال هذا الرجل واستخدمتها في إنقاذ تجارتي من الفشل، على أن أردّها بدون فائدة؛ هل في ذلك إثم؟ لا.. لا ليس هناك إثم في هذا، ويجوز لك أن تستلف من ذلك الرجل، ولكن تردّها من غير فائدة.. يقول: "مع العلم أنه السبيل الوحيد لي"؟ حتى لو لم يكن كذلك؛ فلا بد أن تردّها من غير فائدة.. أما أنه تاب وأناب وكذا.. إلخ؛ فيجوز لك حينئذ أن تستلف، ولا يضرّ أنه كان يشتغل في الحرام قبل ذلك.
سؤال آخر: هل يجوز للإنسان أن يتحكّم في جنس المولود ذكراً كان أو أنثى، مع توافر التقنية التي تتيح ذلك؟ كان النبي صلى الله عليه وسلم عندما يُسأل عن مثل هذه الأسئلة مثلما سُئل عن العزل، قال: "افعل ولن يضرّ ذلك شيئاً"، والله فَعّال لما يريد.. فنعزل عن النساء حتى لا تحمل؟ فقال له: "اعزل"؛ فلما عزل حَمَلت المرأة بإذن الله. ولذلك فهذه الأمور، التي هي في الحقيقة أمور ما بين عالَم الشهادة وعالَم الغيب، الإجابة فيها هكذا؛ يعني: افعل ولن يضرّ ذلك الله شيئاً.. وإذا أراد الله سبحانه وتعالى، وقد حدث أني اخترت ذكراً وطلعت أنثى؛ فهذا بإذن الله، أو اخترت أنثى فطلعت ذكر؛ فهذا بإذن الله، وأيضاً حتى لو اخترت توأماً فطلع واحد، أو واحد فطلع توأم؛ فهذا بإذن الله؛ صحيح أن هذا يترتّب على خطأ وقع فيه الطبيب أو المعمل أو كذا إلى آخره؛ ولكن افعل؛ ولكن مع هذا الفعل فإن الله سبحانه وتعالى غالب على أمره؛ ولعل هذا المعنى يجعل الإنسان أكثر قرباً إلى الله؛ لأنه بعد ذلك، وبعد اتّخاذ الأسباب سيقول: سبحان الله فَعَل الله ما أراد. إلى لقاء آخر، نستودعكم الله،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته إضغط لمشاهدة الفيديو: