أ ش أ حذّر الدكتور نبيل العربي -الأمين العام لجامعة الدول العربية- من أن استمرار مسار الأزمة السورية الدموي سوف يفضي إلى نتائج وخيمة، ليس فقط على مستقبل سوريا كدولة وشعب، وإنما على مستقبل المنطقة على اتساعها. وقال الدكتور نبيل العربي -فى كلمته بالجلسة الافتتاحية لوزراء الخارجية العرب اليوم (الأربعاء): "إن الأزمة السورية تشكل تهديدا حقيقيا لأمن واستقرار المنطقة، كما تعكس مأساة إنسانية وسياسية غير مسبوقة، وتمثل التحدي الأكبر والشغل الشاغل للدول العربية جميعا". وأضاف أنه لم تفلح -وبكل أسف- جميع المحاولات والمبادرات والجهود العربية، التي بدأتها الجامعة منذ اندلاع هذه الأزمة، في وقف نزيف الدماء الجاري على الأرض السورية، ووضع هذه الأزمة على مسار الحل السياسي السلمي. وأضاف أن اللجوء إلى مجلس الأمن لم يؤدّ إلى إحراز أي تقدم، وذلك رغم الجهود المقدرة التي بذلها كوفي عنان -المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية السابق- التي وصلت إلى طريق مسدود؛ بسبب تغليب منطق الحسم الأمني على المساعي السلمية، واستمرار الخلافات بين أطراف المجموعة الدولية على آليات تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه في جنيف في 30 يونيو الماضي. وأضاف أن "مسئوليتنا القومية والسياسية والأخلاقية تفرض علينا جميعا مواصلة الجهود، بل وتكثيفها من أجل تحقيق الوقف الفوري لجميع أعمال العنف، مشيرا إلى أن وقف العنف لن يتحقق ما لم يتخذ مجلس الأمن -بموجب الآليات المتاحة له- الإجراءات الفورية اللازمة لفرض التقيد بوقف أعمال العنف، والقتل الذي تمارسه الآلة العسكرية للنظام السوري". وقال العربي إن الأمانة العامة للجامعة العربية تواصل اتصالاتها مع مختلف أطراف المعارضة السورية، وتم عقد مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة يومي 2 و3 يوليو الماضي، حيث تم الاتفاق بين مختلف أطراف المعارضة على "وثيقة العهد الوطني السوري" و"وثيقة ملامح المرحلة الانتقالية". وما زالت الجامعة تواصل جهودها للبناء على هذا الإنجاز من أجل تحقيق التوافق بين مختلف أطراف المعارضة السورية على بلورة رؤية سياسية مشتركة لحل الأزمة. وأضاف لقد أصبح من الملح اليوم أن تتضافر جهود مختلف الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالاتصالات مع المعارضة السورية؛ من أجل البناء على ما تم إنجازه في مؤتمر المعارضة في القاهرة تحت مظلة الجامعة العربية التي تظل هي الإطار الأنسب، بل والوحيد، الذي تستطيع جميع أطراف المعارضة السورية الاجتماع تحت لوائه؛ لتوحيد صفوفها ورؤيتها المشتركة إزاء التعامل مع تحديات المرحلة الراهنة والمرحلة الانتقالية القادمة.