يرى المحلل السياسي الإسرائيلي أمير بوحبوت أن الرئيس الدكتور محمد مرسي فعل هذا الأسبوع ما كان يخشى الرئيس المخلوع مبارك فعله على مدار سنوات طويلة، وذلك عندما أمر مرسي باستئصال الإرهاب من سيناء وضربه بيد من حديد. وأشار بوحبوت -في مقاله المنشور على موقع والاه الإسرائيلي- إلى أنه على الرغم من رضا قيادات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن العمليات التي قام بها الجيش المصري في سيناء؛ فإنها في الوقت ذاته تشعر بالحيرة والتخبّط، ولا تستطيع أن تحدّد ما إذا كانت هذه العمليات تأتي في إطار الانتقام والثأر لاستشهاد 16 جنديا مصريا في رفح، أم إنها عبارة عن إجراء استراتيجي واسع النطاق. وزعم المحلل الإسرائيلي أن العملية الأخيرة التي قام بها الجيش المصري في سيناء أظهرت بشكل واضح أن القاهرة لكي تتمكّن من القضاء على الإرهاب في سيناء؛ فإنها تحتاج إلى خرق الملحق الأمني لاتفاقية السلام، والحصول على موافقة إسرائيلية على ذلك. موضّحا أنه حتى الآن فإنه بفضل الملحق العسكري لاتفاقية السلام الموقّعة بين البلدين في عام 1979 تمتعت إسرائيل وحدها بصلاحية التعامل مع أي مخاطر في المنطقة منزوعة السلاح، بينما أبقت الجيش المصري خلف قناة السويس، إلا أنه يتوقّع أن يتغيّر هذا الوضع حيث سيعمل النظام المصري الجديد على تغيير هذا الوضع. ويرى بوحبوت أن النظام المصري الجديد سيستغل المطالب الإسرائيلية والضغوط الأمريكية التي تطالبه بالعمل على القضاء على الإرهاب في سيناء، ويشترط للقيام بذلك السماح لمصر بإدخال أعداد ضخمة من القوات العسكرية إلى سيناء، وأن تتمركز تلك القوات بشكل دائم في أنحاء شبه الجزيرة. ويرى أن القيادات الإسرائيلية ستوافق على ذلك لتجنّب وقوع عمليات مستقبلية ضدها؛ لأن التكهنات في إسرائيل تشير إلى أن العمليات القادمة التي ستستهدف إسرائيل ستكون قاسية جدا، وإسرائيل لا تريد الدخول في سيناريو يضطرها إلى إدخال قوات إلى داخل سيناء لتنفيذ عمليات ضد الخلايا الإرهابية الموجودة بها. هذا وترى العناصر الاستخباراتية الإسرائيلية أن الخلايا الإرهابية الموجودة في سيناء لا تنتمي إلى فصيل واحد، بل إنها تنتمي إلى خلايا قادمة من أفغانستان والعراق، علاوة على العناصر التي يُموّلها حزب الله؛ حيث يزعم المحلل الإسرائيلي أن حسن نصر الله -أمين عام حزب الله- قرّر مد اليد الطولى لمنظمته إلى سيناء، وهو الأمر الذي يُنفّذه بدقة شديدة حتى لا يترك خلفه آثارا يمكن أن يصل بها النظام المصري إليه. ويشير مسئول رفيع المستوى داخل جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) إلى أن حزب الله يقوم بتمويل وتدريب وتجهيز خلايا إرهابية في سيناء لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل انطلاقا من سيناء، وهدف حزب الله من ذلك هو تنفيذ عملياته ضد إسرائيل بعيدا عن الأراضي اللبنانية حتى يبعد التهمة عن نفسه ويتجنّب وقوع هجوم إسرائيلي مباشر أو انتقادات دولية، ويشبّه المسئول العسكري الإسرائيلي هذه الأمر بمن يقوم بإلقاء قمامته عبر الفناء الخلفي حتى لا يتوصّل أحد إلى أنه هو مَن فعل ذلك.