أنا شاب في العشرينيات من عمري، رزقني الله بمستوى تعليمي ممتاز؛ حيث إنني أعمل كمهندس اتصالات؛ ولكن بعد رحلة كفاح بعد قضاء فترة جيش 3 سنوات كضابط. وتكمُن مشكلتي أنني عملي، وأنظر للارتباط والخطوبة بأنه رباط مقدس لا يمكن التخلي عنه إلا لأسباب قهرية، أنا قمت بخطبة قريبتي بعد انتهائي من فترة الجيش، وكانوا مقدرين لظروفي، حتى رزقت بوظيفة محترمة واستقرار بعد الجيش بفترة وجيزة.
الحيرة هي أنني فسخت خطبتي، وأعيش في حيرة بعد قصة حب بيننا، وكنّا نحارب الأهل من أجل استمرار هذا الحب، ولكن في فترات أحس بأنها تحبني وفترات لا تحبني وتنتقدني، وأحس إن ولاءها لأهلها، وعندما أكون معها أحس بها إنسانة أخرى، ولما تعود للمنزل تتحول لإنسانة أخرى صعب إقناعها.
وعندما اقترب الزواج خفت من هذه التناقضات واقتنعت أن الأهل هم الأساس، وأهلها كان يستغلون حبي لها، والآن حسيت إن الحب مش كل شيء، وأنا خايف أكون باظلمها، وفي نفس الوقت كنت أنا أحن من أهلها عليها، وباعترافها وأسرارها كلها معايا، بحبها أوي ومش عارف أعمل إيه؟؟ رغم إننا منفصلين دلوقتي، بس هي بتستنجد بيّ في مشكلاتها؛ من ضمنها عريس متقدم لها وهي عايشة على ذكرى حبنا.
بجد مش عارف أعمل إيه؟؟ ساعدوني.
beatuy
عزيزي.."من الآخر".. سؤال بسيط: 1 + 1= ؟؟ 1 + 1 = 2.. صح؟ إذن.. أنت تحبها + هي تحبك + لا موانع أمام ارتباطكما بنجاح إلا بعض المضايقات السطحية من أهلها = ؟
إذن ماذا تنتظر؟ اذهب واعد ارتباطك بها، وامشيا قدما في الأمر.. أراك تتساءل: بهذه البساطة؟ والإجابة: طبعا! لماذا تنتظر أن أعقد لك الأمور؟ بالتأكيد الأمر بهذه البساطة، ليس على طول الخط بالطبع؛ ولكن وفق المعطيات التي أعطيتها لي فالأمر بسيط جدا.
تقول إن ولاءها لأهلها.. عزيزي لا ضير من أن يكون للمرء شعور بالولاء لأهله، ولا أعتقد أنك تطلب من شريكة حياتك ألا تحمل شعورا بالمسئولية الاجتماعي تجاه أهلها؛ بل لعل ذلك مما ينبغي أن يجعلك ترغب فيها أكثر وأكثر؛ حيث إنه يدلّ على إخلاص حقيقي للأسرة واحترام للروابط الاجتماعية.. وهو مما يُحمَد ويُطلَب في الزوجة.
فقط ينبغي أن لا يكون هذا الولاء على حساب بيت الزوجية، بل أن يكون معتدلا؛ فيتم الفصل بين المسئولية تجاه الأسرة الأم، والمسئولية تجاه الأسرة الجديدة.. مع بذل قصارى الجهد للتوفيق بين هذا وذاك، ومع الاستعداد من الجانبين لتقديم بعض التنازلات -كل حسب طاقته- لأجل ترك الحياة تستمر بسلام بإذن الله.
تقول كذلك إنها تنتقد.. وماذا في هذا؟ هل معنى الحب ألّا ترى فيك إلا رجلا كاملا؟ أو ألاّ ترى فيها إلا فتاة كاملة؟ كلنا بنا الإيجابيات والسلبيات.. فما المشكلة؟
لو أنك تريد رأيي، ففيما يبدو لي أن حياة الجيش قد جعلتك على شيء من التشدّد فيما يخص النقد والولاء.. ولكن عليك يا عزيزي أن تنظر للأمور بمنظار مختلف، فلنتظر لولائها لأهلها أنه يدلّ على أنها شخصية مخلصة.. وعلى نقدها الصريح لك أنه يدلّ أنها شخصية صادقة.. وهذا ما يسمى ب"منظار المحبين" فكل منهم ينظر لحبيبه بعين الحسنات.
فكر في كلامي هذا.. وبالله عليك سارع في إعادة ارتباطك بتلك الفتاة الطيبة التي تحبها وتحبك.. ما دام أن ما بينكما من خلافات مجرد أمور بسيطة كما أرى.. حتى لا تندم على فقدانها؛ فالمرء حين يجد نصفه الآخر عليه أن يمسك فيه ب"يديه وأسنانه" حتى لا يذهب حظه السعيد مع الرياح.. وفقك الله وهداك لما فيه الخير.