استبعد رجب طيب أردوغان -رئيس الوزراء التركي- أن تهاجم بلاده سوريا التي أسقطت إحدى طائرات تركيا الحربية، رغم تصعيده في وقت سابق ضد النظام الحاكم في دمشق. يأتي تصريح أردوغان بعد يوم من وصفه سوريا بأنها تشكّل "تهديدا واضحا ووشيكا"، وتوعّده برد عسكري قاسٍ على أي انتهاك حدودي. وقال -في كلمة ألقاها أمام برلمان بلاده- إن الطائرة التركية لم تكن مسلّحة، ولم تخفِ هويتها ولو كانت هناك نوايا عدوانية لأخفتها، ورغم أنها اخترقت المجال الجوي السوري لوقت قليل جدا؛ فإنها غادرته بعد تنبيهها من المركز. وأوضح أن الطائرة كانت تقوم بطلعة تدريب لتجربة رادارات تركية جديدة، وتعرّضت للإسقاط في المياه الدولية على بعد 13 ميلا بحريا عن سوريا، دون أن تعطي أي إشارة أو تحذير أو توجيه من الدفاعات الجوية السورية. وأصرّ أردوغان على أن سوريا كانت تعرف هوية الطائرة وأسقطتها عن عمد، ولا يمكن ربط الإسقاط بهذا الاختراق؛ فقد أحصت تركيا منذ بداية العام الحالي 114 اختراقا جويا؛ منها خمس مرات لمروحيات سورية، وأشار إلى أن هذه الحوادث لا تعالج بإسقاط الطائرات. من جانبه، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -خلال اتصال هاتفي مع أردوغان- عن أسف بلاده الشديد حيال إسقاط سوريا طائرة مقاتلة تركية، على ما أعلنه مصدر تركي يوم الأربعاء. وكان حلف شمال الأطلسي (الناتو) قد عقد اجتماع أزمة في بروكسل بناءً على طلب من تركيا، ترأّسه الأمين العام للحلف أندرس فوج راسموسن بحضور أعضاء الحلف ال28. واعتبر راسموسن أن إسقاط سوريا الطائرة التركية هو عمل غير مقبول، وأكّد دعم الحلف القوي لتركيا، لافتا النظر إلى أن الحلف ما زال يدرس الملف.