بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. على موقعكم "بص وطل" نكون معا هذه الدقائق المعدودة.. فنحييكم أولا بتحية الإسلام.. فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. نجيب على أسئلتكم التي ترد إلينا. السؤال الأول: لماذا يجوز زواج المسلم من مسيحية، ولا يجوز زواج المسيحي من مسلمة؟ وهل إذا مات الزوج المسلم عن زوجته المسيحية لا ترث فيه؟ ومن أين تعيش في هذه الحالة؟ قضية الزواج قضية تتعلق بالشريعة، تتعلق بالله وليست من وضعنا، ما الذي يجوز وما الذي لا يجوز في شريعة الله في الزواج هذا أمر إلهي؛ ولذلك بعضهم يسمونه "لاهوتي"؛ ولاهوتي: يعني منسوب إلى الله يعني ليس هناك مناقشة فيه؛ لأنه ليس من وضعنا حتى نستطيع أن نغيره أو أن نطوره أو أن نبدله أو أن نحرفه.. هذا أمر في كل الأديان قضية الزواج والارتباط والحلال والحرام قضية محسومة إلهية لاهوتية. ولذلك يحرم علينا في دين الإسلام أن يتزوج الرجل بعمته في حين أنه كان جائزا في الشريعة الأولى؛ حتى إن أم سيدنا موسى كانت عمة أبيه وهذا جائز عندهم، ويحرم عندنا أن نجع بين المرأة وعمتها، وبين المرأة وخالتها، كما يحرم أن نجمع بين المرأة وأختها.. هذا أمر لاهوتي ليس هناك فسحة لنا أن نغيره إذا تغيرت الأزمان، أو إذا تغيرت الأحوال، أو إذا تغير المكان.. فقضية الزواج قضية تعبُد؛ ولذلك ترى في الديانة المسيحية أنه لا يجوز أن يتزوج الرجل إلا امرأة واحدة.. قضية لاهوتية، في حين أنه عند اليهود يجوز أن يعدّد.. قضية لاهوتية. إذن فهذا أمر إلهي لا نستطيع الفكاك منه، أو ولا التصرف فيه.. فما الحكمة إذا أنه يجوز يتزوج المسلم من مسيحية ولا يجوز المسيحي أن يتزوج المسلمة؟ نتكلم عن حكمة قد تتراء لنا وهي الآتي: أولا: المسلم يعترف بنبوة السيد المسيح، بل ويعدّ السيد المسيح نبيا من أنبيائه، ولا نستطيع أن نقول غير سيدنا المسيح، ولا أن نقول عليه السلام أو عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وهو من أعلى ذوي العزم من الرسل.. نحب أمه ونقدسها ونعظمها ونحترمها، ولها سورة في القرآن باسمها، وهي المرأة الوحيدة التي سمى الله لها سورة في القرآن سورة باسمها هي سورة "مريم"، بخلاف أقوام آخرين سبّوها والعياذ بالله تعالى؛ لكن عندنا و{وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ}. إذن فالمسلم عندما تكون عنده مسيحية لا يمنعها بالذهاب إلى الكنيسة، ولا تسمع منه أذية لنبيها. هناك إذا يزوج المسيحي بالمسلمة فأنه لا يعترف بنبيها؛ ولكن نحن نعترف بكل الأنبياء هذا هو الفرق الأول. القضية الثانية: يجوز في الإسلام أن يتزوج الرجل المسلم من المسيحية ولا يجوز للمسيحي أن يتزوج من المسلمة. إذن زواج المسلم من المسيحية جائز في الإسلام.. فإذا ذهبنا إلى الكنيسة نسألها: هل زواج المسيحية من المسلم جائز؟ قالوا: "لأ ليس جائز هكذا لاهوت عندنا"؛ إذا هذا العقد جائز عند بعضهم وهم المسلمون، وغير جائز عند بعضهم وهم المسيحيون.. فأجازه القانون لأن بعض الناس يجيزهم. ولكن زواج المسيحي من المسلمة لو ذهبنا للمسلمين يقول باطل، ولو ذهبنا للمسيحيين يقولون باطل أيضا؛ لأنه لا يجوز المسيحي أن يتزوج مسلمة في الكنيسة. إذن نحن أمام عقد اتفقت الأديان على بطلانه؛ إذن فهذا هو الفرق بين هذا وذاك.. فلما جاء النظام القانوني أجاز ما أجازه بعضهم وحرم ما اتفقوا عليه في تحريمه. في حلقة ثانية نكمل الإجابة عن هذا السؤال فإلى لقاء قريب.. إلى لقاء آخر أستودعكم الله،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته