استكملت محكمة جنايات الإسماعيلية اليوم (الأربعاء) برئاسة المستشار صبحي عبدالمجيد، الجلسة رقم 12 في قضية مجزرة بورسعيد المتهم فيها 73 شخص، منهم 9 من القيادات الأمنية، بقتل 74 من جماهير النادي الأهلي، واستمعت المحكمة إلى الشاهد رقم 40 أحمد رضا محمد، والذى أكد أنهم تعرضوا للسب والشتائم من قبل جماهير النادي المصري، كما تم إلقاء الصواريخ والبارشوتات عليهم، وذلك قبل دخولهم إلى الاستاد. وقال في شهادته أنه عقب نهاية المباراة فوجئ بجماهير المصري تهجم على المدرج الشرقي لجماهير النادي الأهلي، ومعهم أسلحة وعصي بيضاء وشوم، وأنه تعرض للضرب مرتين، وقام أحد جماهير المصري بضربه بالرأس، وطلب منه أن يخلع التيشرت ولكنه رفض، كما قام آخر بمحاولة سرقة هاتفه المحمول، ولولا تدخل أحد أصدقائه من رابطة ألتراس أهلاوي، وتمكنه من إنقاذه لكان في تعداد الشهداء. وأضاف الشاهد أنه عقب ذلك؛ فوجئ بطفل صغير يبلغ من العمر 15 أو 16 عامًا يوجه له ضربة بعصا خشبية غليظة على ظهره، وتمكن الشاهد من السيطرة عليه، وأخذ العصا الخشبية التي في يده، وحاول إبعاده عنه وتهديده بالضرب حتى يرحل عنه، لكن الطفل رفض وقال له "أنا مابخافش لو عايز تضرب اضرب" ، فتركه الشاهد وذهب. وأضاف أنه أثناء نزولهم إلى أرض الملعب مع أصدقائة من رابطة الألتراس وجماهير الأهلى عقب الاعتداء عليهم، شاهد أحد زملائه يعاتب الكابتن حسام حسن ويقول له "دى معاملة الضيوف ياكابتن" فقام أحد الموجودين من جمهور المصري بمحاولة الاعتداء على الشاهد حينما رآه يتحدث إلى حسام حسن بهذه الطريقة، وعقب ذلك وجه الدفاع سؤال إلى الشاهد عن المدة الزمنية التي قضاها في الوصول إلى الباب للخروج فأجاب الشاهد: "لا أعرف"، فردّ الدفاع سوف أجلس ولكن "وداني سمعت جملة "ما تقولش حاجه تاني" من المحامين المدعين بالحق المدني" في إشارة إلى أن محامي الشهداء وجهوا الشاهد بألا يرد على أسئلة الدفاع. وهنا قاطعه القاضي قائلاً "اتقوا الله فيه (الشاهد).. أنا امبارح كنت هبكي على رجال القانون .. أنا استويت من اللي بتعملوه"، فقال المدعون بالحق المدني لدفاع المتهمين "سمعت من مين" أي من الذي سمعته يوجه الشاهد بألا يتكلم. فسادت حالة من الهرج داخل القاعة، ووجّه القاضى كلامه إلى إحدى السيدات من أهالى المتهمين مهددًا بإخراجها من القاعة بسبب كلامها. وحول سؤال الدفاع للشاهد عن من أخبرك بالذهاب إلى النيابة العامة للإسماعيله للإدلاء بأقوالك، فرد الشاهد الناس الكبار في الالتراس هي من أبلغتني، وعندما أصرّ الدفاع على معرفة هؤلاء الأشخاص وكيفية التجمع والانتقال من القاهرة للإسماعيلة رفض الشاهد الإجابة. واستمعت المحكمة إلى الشاهد رقم 49 كريم أوفا أحمد موسى، الذي أكد في شهادته على نفس أقوال الشاهد السابق، وأضاف أنه أثناء دخولهم إلى الاستاد سمع أحد جماهير المصري يقول لهم "انتم هتموتوا، هو انتم فاكرين أنكم هترجعوا تاني"، وأشار أنه رأى أحد جماهير المصري عقب انتهاء المباراة يحمل كرسي حديد ومعه مجموعة أخرى تحمل شوم، ويتوجهون ناحيتهم في المدرج الشرقي للاعتداء عليهم، وفي هذه اللحظة شعر بالخوف وقام بالهروب إلى الممر، وداخل الممر شاهد مجموعة أخرى تقوم بضرب الموجودين في الممر بالكراسي والشوم، والذي كان يحدث له "إغماء" يتم سحبه للداخل ولا نراه مرة أخرى، بعد ذلك سقط الباب وتمكنت من الخروج. وهنا تقدّم الدفاع إلى الشاهد برسم كروكي وصورة للاستاد، ثم طلب منه تحديد موقعه أثناء المباراة وموقع المتهم الذي كان يحمل الكرسي الحديدي، والمكان الذي تم فيه الاعتداء على جماهير الأهلى من قبل المتهم، فأعترض بعض محاميي الشهداء على هذه الصورة، وطالبوا بالتأكد من صحتها، في حين طالب آخر بصورة ضوئية للاستاد، فردّ القاضي قائلا "هنجيب الاستاد هنا". وأضاف الشاهد أن المتهم الذي كان يحمل الكرسي الحديدي يرتدي ملابس غالية الثمن، وحول سؤال الدفاع عن ملاحظات الشاهد عن هذا المتهم الذي يحمل الكرسي لضرب جماهير النادي، أجاب متهكما "كان ابن حلال وطيب" هقولك إيه يعني واحد شايل كرسي وطالع يموت في الناس، هيكون إيه؟ وفي سؤال للدفاع عن مدى الإضاءة داخل النفق، قال الشاهد الشماريخ التي كانت تلقى علينا كانت كفيلة بإضاءة النفق المظلم، وأضاف أن النفق كان مزدحمًا بشكل كبير، لدرجة أنه من كثرة الزحام قدماه كانت لا تلمس الأرض، وفور سقوط الباب تمكن من الصعود أعلى رؤوس الجماهير والخروج من الباب، وبعد خروجه وجد عدد من المصابين والجرحى، فقاموا برفع البوابة الحديدة وأخرجوا إحدى الجثث من أسفلها، وعلى الرغم من حالات الوفاة والإصابة إلا أن جماهير المصري كانت تلقي عليهم الكراسي والطوب من أعلى المدرج لكي تمنعهم من إخراج الجثث. وعندما نبهت المحكمة الدفاع إلى كثرة الأسئلة التي يقوم بطرحها على الشاهد، فرد الدفاع ياسيّدي أنا كنت موجود في المباراة ولو كنت اتصورت كان زماني في القفص، فرد أحد أهالي الشهداء "ياريت"، وهنا اعترض أهالي الشهداء على كلام الدفاع، فرد القاضي "لو أي حد اتكلم أنا هطلعه بره وأسحب التصريح"، فوقف أحد أهالي الشهداء قائلا "خليهم يراعوا أحاسيسنا ومشاعرنا، حرام كده، دول بيتهمونا ياريس إننا بناخد فلوس علشان دم ولادنا حرام عليكم" فطلب القاضي بإخراجه خارج القاعه. وأضاف الشاهد أنه رأى أشخاص محترقة الوجوه من كثرة الشماريخ والدخان في النفق، كما شاهد عقب خروجه من النفق وأثناء اتجاهه إلى غرفة خلع الملابس أحد الضباط وهو يؤدي الصلاة تاركا جماهير الأهلى تذبح وتقتل دون أن يفعل أي شيء، و"احنا بنموت ومش لاقيين اللى ينقذنا". وفي نهاية الجلسة، قررت المحكمة تأجيل النظر في القضية إلى جلسة غد (الخميس) لاستكمال سماع الشهود.