أ ش أ أحجم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح -المرشّح الرئاسي المستقل- عن دعوة أنصاره للتصويت لأحد المرشحَيْن اللذين وصلا إلى جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية المقرّر أن تجري يومي 16 و17يونيو المقبل. وقال أبو الفتوح، في مؤتمر صحفي بعد ظهر اليوم (الإثنين): "لا أدعوكم للتصويت لهذا أو ذاك من المرشحين، ولكنني أدعوكم لعدم التصويت للفلول، عقارب الساعة لن تعود أبدا إلى الوراء، وعلى الرغم من كل الدعاية السوداء التي تمت فإن اختيارات أغلبية المصريين المطلقة كانت لمرشحي الثورة والتغيير، فقد أثبتوا أنهم لم ولن يقبلوا بإعادة نظام مبارك مجددا". وأضاف أبو الفتوح: "هذا هو ما أكّدته صناديق الانتخابات حتى بعد التدخّلات والتجاوزات، لكننا يجب أن نعترف في ذات الوقت أن أخطاء القوى السياسية الحزبية طوال الفترة الماضية وحالة الاستقطاب الحادة التي نشأت بينها كانت سببا في التخويف من العملية الديمقراطية وإفرازاتها بل وكفر البعض بها، وهو ما تسبّب في نهاية الأمر في عزوف كثير من الناخبين عن المشاركة في العملية الانتخابية". وشدّد مجددا على أن "عقارب الساعة لن تعود أبدا للوراء، وأن مصر ستتقدّم رغم أنف كل متربّص، كما أن قوى سياسية جديدة قائمة على روح الثورة والشباب آخذة في التشكل لتبدأ مصر خلال وقت قصير عهدا جديدا من الحرية والمشاركة والبناء؛ كي تعود مصر القوية بحق قائدة للمنطقة العربية بل للعالم أجمع بإذن الله".
وأعرب أبو الفتوح خلال المؤتمر عن شكره الجزيل "لكل مَن انحاز لمشروع "مصر القوية" طوال الفترة الماضية؛ سواء من القوى السياسية والمجتمعية والرموز الوطنية بمختلف تياراتها، وكذلك أكثر من 100 ألف متطوّع عاشوا حلم مصر القوية المتجاوزة للاستقطاب السياسي والفكري والديني، وبذلوا كل جهد لخدمة الوطن، وتحمّلوا المشاق وصبروا وصابروا رغم الحرب الشعواء التي شنّت على حملته الرئاسية من كل الجبهات". كما أعرب عن شكره لأكثر من أربعة ملايين من الناخبين "وثقوا فينا وفي تاريخنا الوطني ومشروعنا النبيل، وفي شبابنا النقي الطاهر الثائر رغم كمّ الأكاذيب والتشويه الذي حدث بشكل مُمنهج؛ خوفا من وجود خطاب مُعبّر عن التيار الرئيسي المصري دون إقصاء ولا طائفية". وأضاف: "لقد نجحنا خلال الفترة الماضية في تقديم مشروع يجمع كل المصريين بتياراتهم المختلفة من إسلاميين وليبراليين ويساريين، وكذلك غير المُسيّسين على هدف واحد وبرنامج واحد دون استعلاء من طرف على طرف أو إقصاء لأحد، لذا فإن مشروع "مصر القوية" مُستمر بأيدي أبنائه، وإنني أتحاور مع أصحاب المشروع جميعا من داعمين ومتطوّعين ومؤيّدين خلال الفترة الوجيزة القادمة كي نصل معهم إلى تصوّر كامل لشكل وآلية استمرار المشروع". وحول نتائج الانتخابات الرئاسية؛ أشار أبو الفتوح إلى الإجراءات التي اتخذتها اللجنة القانونية بحملته الرئاسية من تقديم طلب إلى اللجنة القضائية العليا للانتخابات بوقف إعلان نتائج الانتخابات لحين الفصل في الطعون المقدّمة؛ حيث إن هذا الطعن قائم على وجود أسماء متوفّين، وكذلك أسماء لأفراد شرطة في جداول الانتخابات بما يخالف القانون. وقال إن الطعون تتضمّن أيضا طرد مندوبين ووكلاء من عملية الفرز، وكذلك غياب للقضاء أثناء اليوم الانتخابي في أكثر من لجنة، بالإضافة إلى التوجيه المباشر من بعض القضاة أو موظفي اللجان باتجاه مرشح بعينه. وأضاف: "لقد كانت نتائج الفرز الغريبة والتي تمّ رصدها أو نشرها مثيرة للاستغراب وللدهشة؛ الأمر الذي يُؤكّد لدينا أن تدخلات ناعمة حدثت على الأرض بشكل مباشر أو غير مباشر، وهو ما سبق أن حذّرنا منه قبل الانتخابات، كما كان هناك استخدام كثيف للمال السياسي لشراء الذمم والأصوات، وكان لهذه الأموال الكثيفة دور كبير في النتائج الغريبة التي حدثت". ولفت النظر إلى غياب صناديق الانتخابات عن أعين مندوبي المرشحين من السادسة مساء يوم الثلاثاء إلى الثامنة من صباح الأربعاء؛ وقال: "غياب الصناديق عن أعين المندوبين حتى ولو لنصف ساعة فقط يُفسد العملية الانتخابية، بالإضافة إلى رفض تسليمنا الكشوف الانتخابية قبل الانتخابات بما يشيّر إلى أمر أُريد تغييبه عنّا، وهو ما يُثير الريبة في العملية الانتخابية برمتها".