نقل الكاتب الصحفي جهاد الخازن -في عموده "عيون وآذان" مقالا بعنوان "السكوت عن الكلام المباح" بجريدة الحياة اللندنية- حوارا خاصا جمعه يوم (الأحد) الماضي مع اللواء عمر سليمان -نائب الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك- حول نقاط ساخنة. حيث كتب الخازن: "رسم اللواء عمر سليمان صورة مخيفة لاحتمالات المستقبل إذا حكم التيار الديني مصر، وهو ما يهدد بصراع مجتمعي وعنف في الداخل، وبخسارة العلاقات الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدة، وهذا قد يُدخل مصر في مواجهة غير متكافئة مع إسرائيل التي قد تتوغل في سيناء لتفرض مناطق عازلة بحجة أمنها". وأكّد الخازن أن سليمان أعرب له عن أمنيته في أن يعي الشعب المصري حجم التحدي في الانتخابات القادمة، "ويبتعد عن أولئك الذين يسعون الى مشروع إسلامي ينتج عنه صراع مجتمعي يزيد عزلة مصر، وقد يدفع إلى حرب مع إسرائيل دون تخطيط". وأوضح الكاتب الصحفي أن سليمان قال له: "المجلس العسكري ظُلِم لأنه لم يكن سياسياً في يوم من الأيام، وإنما تولى الحكم في فترة انتقالية بين عهد مبارك والعهد الجديد، وكل الإجراءات التشريعية التي اتخذها كان لإنجاز نقل الحكم". وأشار الخازن إلى أن سليمان أكد: "أعضاء المجلس العسكري لا يعرفون مدى دهاء الإخوان المسلمين ومناوراتهم". وسرد الخازن رواية حكاها له سليمان مفادها أن مبارك حينما عرف أن الشعب يريد رحيله، فأبدى مبارك عدم اعتراضه وقال لسليمان: "شوف انت والفريق أحمد شفيق ومجموعة معاكم تعملوها إزاي وقول لي أعمل إيه". وعليه أكد سليمان للخازن: "حسني مبارك تصرّف بشجاعة وفضّل أن يمشي لتهدأ البلد، موضحا أن مبارك بنفسه طلب بأن يأتيه التلفزيون ليقل خطاب التنحي ليسلم السلطة للمجلس العسكري. وهنا قال سليمان للخازن: "لكني طلبت من مبارك بدل ما نبعت التلفزيون يروح ويجي أن أقول الخطاب عنه فوافق". وبيّن سليمان للخازن: "لم نتآمر عليه، هو اختار أن يتنحى، وسألته هل غيّر شيئاً في الخطاب؟ قال أن الرئيس اختار كلمة التخلي بدل التنحي، وضحى بالسلطة والسلطان لتهدأ البلاد". وخلال الحوار الخاص مع اجهاد الخازن روى عمر سليمان قصة أخرى حول تعرضه للاغتيال يوم 30/1/2011، مفادها أنه مبارك كان يدرس في الأيام الثلاثة 28 و29 و30 مع قيادة القوات المسلحة خطة انتشار الجيش في المدن بعد انهيار أجهزة وزارة الداخلية. وواصل سليمان: "كنت في المخابرات العامة في 30/1 لأسلم السلطة إلى الرئيس الجديد اللواء للجهاز مراد موافي، لكني تلقيت اتصالاً من سكرتير الرئيس يقول لي أن مبارك يريدني حالا". واستطرد سليمان: "من تقاليد الرئاسة التبليغ عن اسم الزائر ورقم السيارة، فأبلغتهم أني سآتي في سيارة إكس-5 وسيترك السيارة المصفحة لرئيس المخابرات الجديد، إلا أنني وجدت السيارة المصفحة بانتظاري على الباب فركبت فيها للعجلة وسارت السيارة إكس-5 معه". وأشار سليمان إلى أنه عند وصول الموكب الى مستشفى كوبري القبة، تعرضت السيارة إكس-5 لنار كثيفة من مسلحين اختبئوا وراء الأشجار، فقُتل سائقها ووقع جرحى، وهرب المسلحون. واختتم الخازن مقاله بأن اللواء عمر سليمان قال له أن الحادث كُتِم في البداية، والتحقيق في الحادث انتهى الى لا شيء وعرفت منه اسم من يقفون وراء محاولة الاغتيال، لكنه لم يقل أي شيء وتوقف عن الكلام.