السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أولا أحب أن أشكركم على هذا المجهود الرائع في باب فضفضة.. ثانيا أتمنى أن تجدوا حلا لمشكلتي هذه، فضميري يعذبني ويؤرق منامي دائما. أنا بنت عندي 22 سنة، خريجة إحدى كليات القمة، مخطوبة لزميل لي بعد قصة حب طويلة كانت نتيجتها الخطوبة، وشارفت على الانتهاء بالزواج إن شاء الله.
أما بعد.. أحب خطيبي جدا إلى أبعد الحدود وهو كذلك، فما بيننا نعتبره من أروع المشاعر على الإطلاق، ولا يوجد بيننا أي مشكلات أبدا.. والعائلة في تفاهم دائم ولا يعكر صفونا أي شيء والحمد لله.
المشكلة فيّ أنا.. رغم كل هذا الحب والمشاعر فأنا أخون خطيبي وأنا شديدة الحزن، فهو لا يستحق مني كل هذا، دائما في خروجي أتمنى أن ينظر إليّ كل شاب يمشي على هذه الأرض، أريد لفت انتباههم لي ولا أعرف لماذا.. وأحيانا أو غالبا ما أُخفي دبلتي لكي لا يراها أحد، وأحب أيضا شعوري بأن أحدا ما يأتي لخطبتي وأرفض، والسبب "أنا مخطوبة"!
أنا على قدر عالٍ نسبيا من الجمال، وأشعر بذلك دائما، وتكررت فكرة أن يتقدم أحد ليطلب يدي ويتم الرفض لنفس السبب، على النقيض الآخر حينما أخرج مع توأم روحي أتمنى أن يشاهدني كل البشر ليروني معه وأفتخر به، وإني فزت بشخص تحسدني عليه كل البنات.. فما السبب؟ هل أنا مريضة؟! أم الغرور يأخذني وينسيني عقلي؟! أرجو منكم أن تجدوا لي حلا وليس مجرد تفسير لمشكلتي.. فماذا أنا فاعلة؟
a.r
عزيزتي.. السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته، إنه من دواعي سرورنا وامتنانا إعجابك بموقعنا الذي نعدك ببذل كل الجهد حتى ينال إعجابك، وحتى نكون على القدر المسئولية التي حملتمونا إياها.
أما فيما يتعلق برسالتك.. فإنني أتمنى لك السعادة دائما مع الإنسان الذي اختاره قلبك، وأن يجمع الله بينكما على خير، وأن يزداد الحب بينكما، وأن يرزقكما الله بالذرية الصالحة إن شاء الله، وأن تكون حياتكما شهر عسل طويل، وإنه يسعدني دائما أن أجد قصة حب حقيقية تنتهي بشيء حقيقي وبنهاية مُثلى، لذا فعليك أن تعرفي أن الله أعطاك نعمة كبيرة عليك أن تحافظي عليها.
وشكر النعمة يكون دائما بطاعة الله، وبالتقرب إليه بالعبادة، وبفعل كل ما يأمر به والابتعاد عن كل ما ينهي عنه، وقد حباك الله بنعمة أخرى، ألا وهي نعمة الجمال.
ولكن يا عزيزتي الجمال الخارجي وحده زائل ولا يدوم طويلا؛ ولكن الجمال الداخلي هو ما يستمر ويزداد كلما مرّ العمر، وأنت لأنك تشعرين بأنك جميلة؛ تريدين دائما أن تري هذا في أعين الآخرين، تريدين أن تسمعي دائما مَن حولك يتحدثون عن هذا الجمال، وهذا نوع من الغرور، وفي الوقت نفسه عدم ثقة في النفس، فهذا نوع من التناقض، فأنت تعرفين أنك جميلة؛ ولكنك لا تثقين في نفسك إلى الحد الذي يكفيك.
دائما تريدين أن تستطلعي رأي الآخرين بك؛ ليزيد من غرورك ويدعم ثقتك بنفسك، لأنها تهتز من وقت إلى آخر وهذا لا يرضي غرورك؛ لذا فإن العلاج لما تمرين به هو أن تذكِّري نفسك دائما أن الدنيا إلى زوال، وأن المرء سيحاسب على كل ما يقترفه، وأنك يوما ستقفين بين يدي المولى عز وجل ليسألك عن جمالك ماذا فعلتِ به؟ أكان نعمة أم نقمة عليك؟ نعمة إن ادخرتيه لزوجك، وأخفيته عن الأجانب من حولك.
إن صنتِ زوجك في غيابه قبل حضوره، وحافظتي على كرامته وعلى شرفه، وعلى أن تكوني له دون سواه، وألا تسمحي لأحد أن ينظر إليكِ غيره، ونقمة إن استخدمته في لفت نظر الآخرين، واستمتعتِ بكلمات الإطراء والغزل التي تسمعينها من الآخرين؛ لذا عليك أن تضعي طاعة الله دائما نصب عينيك، وتعلمي أن عقابه سبحانه وتعالى قد لا تتحملينه، فهو كما أعطاك هذا الجمال لتفتني به الناس من حولك، قادر على أن يأخذه منك في لمح البصر.
فلكي تحافظي على هذه النعمة وتؤدي شكرها عليك أن تصونيها، وأن تسعدي عندما تسمعين كلمات الغزل والحب والإطراء من زوجك فقط وليس من الآخرين؛ بل تفعلين ما بوسعك لإخفاء هذا الجمال؛ وعدم التبرج والتزين، وعدم لفت نظر من حولك، فكل هذا تأخذين عليه أجرا، ويزيد من جمالك ويضاف إلى رصيدك في الدنيا والآخرة، وسيرضيك الله كما أرضيته، لهذا فالتقرب إلى الله بالعبادات والدعاء بالهداية؛ لأن النفس أمارة بالسوء.. إلا ما رحم ربي.