السلام عليكم.. أولا أنا أشكركم جدا على الموقع الجميل ده لأنه يساعد في حل مشكلات كثيرة جدا. أنا سيدة متزوجة منذ 23 عاما، لديَّ 3 بنات وولد، كانت حياتي مستقرة وهادئة على الرغم من وجود مشكلات بيني وبين أهل زوجي كثيرة.
ومنذ نحو عامين أصبحت حياتي كالجحيم؛ بدأت المشكلات عندما كنت نائمة وابنتي أتت لتخبرني بأن زوجي يتحدث في الهاتف في الدور العلوي من المنزل، وحدث ذلك أكثر من مرة ولكنني ذهبت إليه في الشقة في الدور الثاني ووجدت باب الشقة مغلقا وكذلك باب الغرفة الجالس فيها بالمفاتيح.. وعندما فتحت باب الشقة وطرقت باب الغرفة بشدة خرج مسرعا وبدأ بمشاجرتي.. ومن هنا بدأت المشكلات.
وابتدأ يخرج من البيت كثيرا ويتأخر، وبعدها بفترة زادت حدة المشكلات وبدأ بالنوم خارج البيت لمدة يومين أو ثلاثة أيام، وأحيانا أكثر، وكلما تحدثت إليه وواجهته أنكر تماما، مع العلم بأن حديثه في التليفون بدأ يتزايد.. على الرغم من صدقه المتناهي وعدم تركه لأي فرض من الصلاة في المسجد ويخاف جدا من ربه ويتقي الله مع أهله وجميع الناس.
وعندما أسأله أيا من الأسئلة التي تجول في خاطري يتشاجر معي ويترك البيت مسرعا ولا يهتم بترك الأولاد، وعندما يتحدثون إليه يخبرهم بأنني أنا السبب في كل المشكلات، فيقولون له لا تترك البيت، فيخبرهم بأنه فاض به وأصبحت حالته النفسية متدهورة تماما، وهو مريض بالسكر والضغط والقلب ومن النوع العنيد للغاية.
وأصبحنا في ذلك منذ اندلاع هذه المشكلة ووالدتي هي التي تقوم بمصالحتنا في كثير من الأوقات وبعد رفضه البات في الاعتراف لي أو تهدئتي بدأت بالشك فيه والتفتيش الدائم في التليفون والمحفظة الخاصة به ووجدت أكثر من رقم يتصل به باستمرار، وأخذت هذه الأرقام وتحدثت إلى الرقم الأول فلم يرد عليَّ والرقم الثاني وجدته رجلا والرقم الثالث تحدثت ابنتي الكبرى إليه ووجدته سيدة ولكنها أخبرتها بأنه رقم شركة.
وبدأت المشكلات تتفاقم أكثر فأكثر وهو يعاند معي، حيث انتهت المشكلات مؤخرا بخروجه من البيت بدون داع بحجه أن نفسيته تعبانة بسبب أسئلتي له عن أماكن ذهابه وتركي أنا وأولادي لمدة 4 أيام، وجاء بعد ذلك وتحدث إليَّ قائلا: سأتزوج، لأنني سبب كل هذه المشكلات، على الرغم من مساعدتي له في ظروف المعيشة ووقوفي إلى جانبه في جميع الأزمات، وبعد عودته يتحدث دائما فيما مضى لكي يجلب المشكلات، وأحيانا يتعمد ذلك.. مع العلم إنه قام بإجراء عملية جراحية في القلب دون أن يخبر أحدا قط حتى يؤدبنا.
وعليكم سلام الله ورحمته وبركاته، وشكرا جزيلا لكِ صديقة "بص وطل" على ثقتك وندعو الله أن يمكننا من الرد عليكِ وأن يجعلنا الله سببا في راحة قلبك.
بداية عزيزتي.. أود أن أسجل شكري وامتناني لكِ ولوالدتك الكريمة، فأنتِ زوجة صالحة ومن أسرة طيبة والحمد لله، وهذا شيء كبير عند الخالق عز وجل، فلا تتصوري أن الله غافل عن هذا وإنما هي اختبارات يضعكِ فيها ليختبر حسن تصرفك وقوة إيمانك.
لكن كم كنت أود أن تصارحينا أكثر بطبيعة العلاقة بينك وبين زوجك! فمن الواضح وجود مشكلات أو مآخذ عند زوجك عليكِ، أي أشياء كان يكرهها فيكِ مهما كانت بسيطة، ولم تغيريها. وإلا فلماذا التغيير المفاجئ.
كثيرا ما كنا نتعجب من مقولة "الرجل كالطفل" ونعتقد أنها مجرد مقولة أو إنها دليل فقط على حاجته إلى التدليل والاهتمام، غير أن الواقع أثبت أنه طفل حنون متسامح كريم الخلق أحيانا، وأحيانا أخرى عاق عنيد أناني متقلب المزاج يميل اليوم إلى امرأة بمواصفات ما وغدا إلى أخرى بمواصفات متناقضة.
فقط ما يميز رجلا عن آخر هو مدى تعلقه الحقيقي بالله عز وجل، وتمييزه بين الحفاظ على حقوقه كإنسان من حقه أن يجد من يدلله ويهتم لشأنه ويرعاه ويطيعه فيما أمر الله، وبين كونه إنسانا عادلا لا يظلم شريكة العمر، ولن أقول أم أبنائه، فلولا كونها تستحق أن تكون زوجة لما كانت أما.
أحيانا كثيرة حساسية الرجل المفرطة تكون سببا رئيسيا للعديد من المشكلات الزوجية، لكنه لا يقصد ذلك، فهو شيء خارج عن إرادته، لذا فلا بد من تفهم طباعه خاصة قبل الزواج، وتقدير المسؤوليات التي يواجهها في سبيل توفير معيشة كريمة لأسرته.
والفيصل الوحيد في هذا- كما ذكرت- مدى قربه من الله ومراعاته لحقوق الله والآخرين عليه أيضا قبل الزواج لأن الأصول لا تتغير، هذا هو الرجل الذي لا بد أن تغيري من نفسك في سبيل إرضائه، خصوصا أن الرسول قال للمرأة المسلمة: "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها".
أشعر بكِ وبمدى المرار الذي تعيشين فيه أنتِ وأبناؤك، وأدعو الله أن يكون مجرد كلام ولحظة ضيق منكِ، لذا فرجاء لا تحاولي استجوابه مرة أخرى، وحاولي أن تجلسي مع نفسك جِلسة صدق على سجادة صلاة، استدعي الفترة الأخيرة من حياتكما، وتذكري: هل آذيتِ مشاعره في شيء؟ هل عبرتِ له بأنكِ من ساعده ماديا في بداية طريقكما؟ فكري ماذا تغير في حياة زوجك الأسرية والعملية، من هم أصدقاؤه؟ وهل تعرف على أناس جدد؟
رجاء لا تكسري صورة زوجك أمام أبنائك، فهذا تأثيره أبشع بكثير من تأثير زواجه بأخرى، لا أقول اتهمي نفسك أمامهم بسوء الفهم أو التصرف، لكن فقط إن الله يبتلي عباده الصابرين، وأنه لا يجوز لإنسان أن يحرِّم ما أحله الله له، وأن الصبر على الابتلاء واللجوء إلى الله من شأنه أن يرد والدهم عن تفكيره.
كان الله في عونكم.. فالإنسان حينما يتعلق بصديق يعز عليه فراقه، فما بالنا بزوج وأب؟! ولا أدري، هل هناك أقارب أو أصدقاء تثقين فيهم يمكن أن يكونوا همزة وصل بينكما؟!
لكن أختي حتى وإن تزوج زوجك فهذا لن ينقص من قدرك واحترامك لذاتك شيئا، لن يحوله إلى عدو، فكم من رجل تزوج بأخرى لكنه ندم أشد الندم حينما تأكد من خطئه! لكن المشكلة أن هذا يكون بعد أن يؤذي أعز الناس على قلبه، كما آذى الزوجة الجديدة.
لكن لا سبيل لدينا إلا الدعاء والعفو عند المقدرة والتسامح والتعقل وتجنب أي شيء يهز صورتكما لدى أبنائكما، ندعو الله أن يرجع لزوجك صوابه قبل أن يستخدم حقا من حقوقه أحله الله له فيؤذيكم جميعا.
دعواتي الصادقة لكِ بالتوفيق وأن تكون مجرد زوبعة في فنجان، وأن يكون زوجك من الرجال الذين لا يسلبون الناس حقوقهم المعنوية والمادية.