كشفت مجموعة من العلماء الأمريكيين مؤخراً عن نتائج مثيرة لدراسة مطولة تم إجراؤها على الدببة القطبية على مدار خمسة أعوام متتالية، إذ قام الفريق طوال تلك المدة بدراسة الدببة القطبية التي تعيش بالقرب من ألاسكا عبر تثبيت أجهزة تعقب GPS عليها. اعتمدت الدراسة التي تم إجراؤها على 52 دبا قطبيا في الفترة ما بين عامي 2004 و2009، اعتمدت على دراسة سلوكيات الدببة القطبية في فصل الصيف تحديداً؛ حيث تتقلّص المساحات الجليدية وهو ما يضطرّ الدب القطبي للسباحة لمسافات طويلة بحثاً عن مساحات جليدية لم تذب بعدُ يمكنه العيش عليها، وقد قامت وكالة المسح الجغرافي الأمريكية والجريدة الكندية لعلوم الحيوان بعرض نتائج الدراسة بالتفصيل؛ ليستفيد منها الباحثون المهتمون بالدببة القطبية حول العالم. جاءت نتائج الدراسة متفاوتة للغاية؛ حيث إن ثلث الدببة القطبية التي خضعت للدراسة كانت تسبح لمسافة 30 ميلا فقط، فيما سجّل القليل من الدببة معدلات أعلى، إلا أن أحد الدببة استطاع السباحة لأكثر من 220 ميلا، في حين تمكّنت إحدى الإناث من السباحة لأكثر من 420 ميلا دون توقف على مدار عشرة أيام كاملة، واستطاعت مجموعة الدببة بشكل إجمالي أن تسجل متوسطا بلغ 96 ميلا.
أحد الدببة استطاع السباحة لأكثر من 220 ميلا تمت الإشارة في الدراسة إلى بعض النتائج المثيرة؛ على غرار أن الكثير من الدببة تفقد 20% من وزنها تقريباً في هذه الرحلات الطويلة للبحث عن الجليد، وكذلك قدرة الدب القطبي على التحرك لمسافة أطول في الماء مقارنة بقدرته على الجليد بأكثر من ضعفين تقريباً، وإلى جانب ذلك تحدثت الدراسة أيضاً عن الظروف البيئية المتغيرة في القطب الشمالي والمناطق المحيطة به ما يؤثر سلباً على حياة الدب القطبي.