باشكركم كتير على الباب ده، أنا عندي مشكلة في نفسي ومش عارفة ممكن أعمل إيه؟!! حاسة إني كارهة حياتي كلها ومش قادرة أعيش، نفسي ألاقي حد يفهمني ويسمعني، وألاقي عنده النصيحة الصح وعلشان كده كتبت لكم. أنا عندي 25 سنة، وخريجة كلية إعلام، اشتغلت لفترة وحصلت ظروف ماكملتش في شغلي وقعدت في البيت، حسيت إن كل أحلامي ضاعت، وإني عايشة وخلاص.. كنت رافضة فكرة الجواز خالص؛ ده ربما لأني شفت تجربة حد قريبي فشلت، وفضلت جوايا المشكلة دي خوف من الزواج؛ لحد ما أنهيت تعليمي.
واتقدم لي شاب زميلي لقيت شخصيته مقربة لشخصيتي، ووافقت بالرغم من خوفي من الزواج؛ ولكن لم يتم الموضوع؛ لاكتشافي بعض الأشياء التي لا أستطيع التعايش معها.. بعدها كنت أرفض كل اللي بيتقدموا؛ لأني حاسة إن فيه نوع من الشخصيات هو اللي يتناسب معايا.
حاولت أعمل مشروع علشان حاسة أني ماليش هدف بس لحد دلوقتي لسه ماوصلتش لنتيجة مُبشّرة.
أعجبت بشخص، وحاسة إنه بيبادلني نفس الشعور، وشايفة شخصيته مناسبة ليّ، وإنه ممكن لو اتقدم لي أوافق عليه، بس مشكلته إنه مش بيصرّح وكل كلامه تلميحات، وإنه ماعندهوش استعداد للارتباط حاليا، وخايفة أضيّع عمري في انتظار وهم، وفي نفس الوقت خايفة مش ألاقي الشخصية اللي أحس إنها مناسبة ليّ، وإني أتجوز لمجرد إن كل اللي حواليّ عايزين كده، ولسه عندي الشعور بالخوف من أي ارتباط، وحاسة إنه مش شعور طبيعي خالص. مش عارفة أعمل إيه عايزة رأيكم. Emy.love
صديقتي العزيزة.. رغم سنك وتفوقك وذكائك الواضح من رسالتك، إلا أني أظن أن مشكلتك الحقيقية هي عدم مرونتك، فهناك مثل يقول "لا تكن سهلا فتعصر ولا تكن صلبا فتكسر"، صديقتي أنت تقسين على نفسك كثيرا، وتستمرين في إطلاق الأحكام سواء على نفسك أو على غيرك، وهذا ما يجعلك تشعرين بهذا الصد وعدم الراحة في الحياة من وجهة نظري.
أولا لازم تكوني حنينة مع نفسك شوية، وتحبي حياتك لأنها فعلا جميلة، إنتي بنوتة جميلة حتى لو كنتي مش جميلة فكل بنت جواها جمالها الداخلي اللي حتى لو ماحدش لاحظه أكيد اللي بيحبوها وقريبين منها عارفينه كويس، إنتي في عز فترات عمرك (25 سنة)، خريجة كلية مرموقة، يعني كنتي ناجحة ومتفوقة. أكيد عندك أهلك بيحبوكي وأصحاب حواليكي، وليكي اهتماماتك وأحلامك حتى لو كانت صعبة وبعيدة، بس أكيد هي أحلام جميلة.
يبقى ليه تكرهي حياتك، ده حتى لو حصلت مصيبة يا شيخة في مقولة بتقول "لا تبكي لأن مصيبة قد حدثت لك؛ ولكن ابتسم لأنها مرّت بالفعل"، بصي أنا عاوزاكي تفهمي حاجة، مش معنى إنك ماكملتيش في شغلك إن الحياة انتهت، أو معنى إن فيه واحدة صحبتك أو قريبتك فشلت في جوازها أن كل الجوازات فاشلة، ومش معنى إن شخص بشخصيته بعض العيوب إنه بلا مميزات نهائيا، توقفي عن إطلاق الأحكام والتعميم؛ لأنه يجعلك تتجهين إلى الانغلاق والتقوقع أكثر.
نعم لكل شخص شخصيات يتناسب معها كما قال الرسول الكريم "الأرواح جنود مجندة من تعارف منها أتلف ومن تنافر منها اختلف" ولكن هذا ليس معناه أن هؤلاء الذين يتناسبون معك سيكونوا بلا عيوب أو كاملي الأوصاف، فالكمال لله وحده.
حاولي تكوني مرنة، وشوفي الدنيا حواليكي أكتر، انزلي تاني، وحاولي تشتغلي تاني وتاني، ولو فشلتي مرة وعشرة هتنجحي في المرة ال11، ماتعمليش إطار أو برواز للمقاس اللي إنتي عايزاه لحبيبك، سيبي نفسك شوية على طبيعتك ولو حد دخل حياتك جربي تتقبليه "كله على بعضه" بعيوبه قبل مميزاته، ليتقبلك أنت أيضا.
وصدقيني الخوف إحساس طبيعي، والحرص مهم في كل خطوة في حياتك؛ ولكن الأهم من التفكير في كيفية جعل ذلك الشاب الذي تبادلينه الشعور وتشعرين أنه مناسب لك يتكلم ويصرّح لك بحبه والتقدم لك، هو أن تحبي نفسك أنت أولا.. حبي نفسك وحبي حياتك وارغبي في تلميعها وجعلها أجمل، وقتها سيحب كل من حولك الاقتراب منك والاقتران بك، لا أظن أن شاب سيشعر بإحباطك وإحساسك بالحزن وسيتشجع لأن يصارحك بالحب.
اخرجي للحياة وابحثي عن عمل، وشاركي في أنشطة تطوعية، وخططي لمشروعك، وابحثي عن قيمة لحياتك وحلم لنفسك بجانب حلم الزواج والحب، لا تؤجلي حياتك ولا تحترفي الانتظار، فالانتظار للكسالى والفاشلين وأنت لست منهم.
والنجاح الحقيقي ليس مجرد تحصيل العلم فقط أو وظيفة مربحة فقط أو الشهرة والاحترام فقط أو المظهر الجيد أو العلاقات الاجتماعية فقط أو الزواج وإنجاب الأطفال فقط.. النجاح الحقيقي هو الخلط والتوازن بين كل هذه الأشياء، وهو ما يحقق السعادة وراحة البال، وربنا مش بيطلب مننا ننجح لكن بس بيطلب مننا نجتهد ونحاول، وصدقيني وما ربك بظلام للعبيد.. خللي بالك على نفسك وطمنيني عليكي.