أنا آسفة إني باكتب رسالتي بعد فوات الأوان؛ لكن صدقيني كان غصب عني الشيطان امتلكني.. على العموم يهمني رأيك؛ بس يا ريت لا تقسي عليّ؛ علشان أنا تعبانة. أنا عمري 25 سنة، أحببت إنسانا يكبرني بعامين، بقالي معاه 8 سنوات، وهو كان بيطلب مني حاجات كتير؛ زي إني أكون مراته؛ بس في السر، ولما رفضت بعِد عني، وبعدين رجع تاني بعد ما حصل اللي هو عايزه.
وبعدين طلبت منه إننا نتزوج؛ فاتحجج بالشغل، وجبت له شغل مستواه عالي، وقال لي خلاص هانت، وبعدين بعد يوم ورا يوم، ورفض إنه يتزوجني.
وبعد عني سنة، وأنا صممت إني المرة دي لازم أبعد، وأتمنى من الله إنه يغفر لي ما فعلت.
المشكلة دلوقتي إني مش عارفة أدخل في علاقة؛ خائفة جدا، ومش عارفة هاعمل إيه لما أتجوز.. مش قادرة أنسى إنه أول إنسان لمسني، وكل ما أفتكر اللي حصل أبكي، وأطلب من ربنا إنه يغفر لي، وهو دلوقتي عايز يرجع؛ بس أنا قلت مش ممكن آخد إنسان لمسني؛ علشان مش يهددني بعد الزواج، ويعذبني، وفي نفس الوقت بحبه، بس هو إنسان خاين، وعديم الضمير، وقال لصاحبه على اللي كان بيحصل بينا، وعرفت كده من صاحبتي.
أعمل إيه؟ أرجوكم لا تهملوا رسالتي.. أنا في أشد الحاجة إلى رأيك.
الضائعة
أطمئنك أولا بأننا لا نقسو على أحد مطلقا، فنحن مثل الطبيب الأمين الذي يهتم بتشخيص المرض جيدا، وإلقاء الضوء بأمانة تامة على كل الأسباب التي أدت إليه قبل أن يصف الدواء؛ حتى لا يتعرض المريض لأية انتكاسة بعد الشفاء.
وقد بدأت مشكلتك عندما تعجّلت الحب؛ فقد ارتبطت بعلاقة وأنت في سن ال17 مع شاب يكبرك بعامين، أي أنه لم تكن هناك أية احتمالات لقرب الزواج خلال فترة معقولة.
أما عن قولك إنه كان يريدك أن تكوني مثل زوجته ولكن في السر، فهذا نوع من التجميل "المرفوض" لما يريده؛ وهو ارتكاب الفاحشة، وهي من الكبائر.
وقد أحسنت عندما رفضت ذلك، وكنت أتمنى أن تصري على الرفض؛ ولكن مع الأسف تراجعت، ولا تقولي إن هذا كان رغما عنك.
فالحقيقة أننا لا نفعل أبدا شيئا رغما عنّا؛ إلا إذا كان تحت تهديد السلاح، وحتى في هذه الحالة؛ فأمامنا فرصة للاختيار بين الموت أو الخضوع والاستلام.
وبالتأكيد فإنه لم يهددك بالسلاح؛ ولكنك ذهبت معه بكامل إرادتك؛ لأنك اخترت تلبية رغباته حتى لا يتركك ثانية.
أقول هذا لوضع النقاط على الحروف وليس من قبيل العتاب، فما فعلته يعتبر أمرا يخصك وحدك والخالق -عز وجل- وحده هو الذي بيده إما عقابك أو العفو عنك، وما أنا إلا بشر لا حول له ولا قوة، وإن كنت أدعو أن تسارعي بالتوبة الحقيقية قبل فوات الأوان، وأن تشعري بالندم البالغ؛ لأنك جعلت الله أهون الناظرين، وأنك اختبأت عن أعين الناس، وتناسيت أنه عز وجل يراك دائما.
وبعد الندم البالغ لا بد من كراهية العودة إلى الفاحشة، والتطهر منها بالاغتسال بنية التوبة، وصلاة ركعتي التوبة، وتكرار ذلك، والإكثار من الاستغفار، والأعمال الصالحة.
وأتفق معك في التخوف من الدخول في علاقة.. أما إذا أراد الزواج منك فسارعي بالزواج منه؛ لأنه لن يقبل بك غيره، ولأنك تحبينه أيضا.
أما عن تخوفك من أن يعذبك بعد الزواج؛ فبإمكانك منع ذلك عن طريق التأكيد له على توبتك الصادقة، وألا تنفردي به مطلقا قبل الزفاف؛ حتى لو عقدتما القرآن، وأن تثبتي له بالقول والفعل أنك تغيّرت للأحسن، وندمت على ما ارتكبته معه، وابدأي صفحة جديدة طاهرة في حياتك، واطلبي من الرحمن أن يغفر لك، وأن يعينك على ذلك، ولا تتراجعي أبدا.. وفقك الله.