تصدر خلال أيام مجلة "المجلة" برئاسة تحرير الكاتب والشاعر أسامة عفيفي عن الهيئة العامة للكتاب. وسيأتي هذا الإصدار الثاني محملا بملف رئيسي عن "فنون الاحتجاج من ميدان التحرير إلى ميادين العالم"، وتستهدف المجلة -بحسب رئيس تحريرها الجديد- القارئ العادي وليس المثقف فحسب، بالشكل الذي يتيح للقارئ العادي والمثقف أن يجد في المجلة ما يريده؛ وذلك وفقا لما ورد في الشروق.
ويُذكر أن مجلة "المجلة" كانت تصدر في ستينيات القرن الماضي، وتوقفت عن الصدور عام 1971 ضمن مذبحة المجلات في عهد الرئيس السادات، فيما عُرِفَ بقرار إطفاء المصابيح الذي أغلق بمقتضاه عدد من المجلات التي كانت تصدر آنذاك.
وتعتبر مجلة "المجلة" ثالث مجلة يتم إحياؤها بعد ثورة 25 يناير؛ بعد مجلة "الفكر المعاصر"، ومجلة "الطليعة اليسارية" التي كانت ضمن المجلات التي طالها قرار الإغلاق.
تأسست "المجلة" في شهر أغسطس من عام 1957 على يد د. محمد عوض أحد أهم المثقفين في عصره، ثم تعاقب على رئاسة تحريرها عدد من أعلام الثقافة والفكر في مصر؛ وهم: حسين فوزي، وعلي الراعي، والأديب الكبير يحيى حقي، وشكري عياد، وعبد القادر القط، قبل أن تتوقف عن الصدور بقرار من الرئيس الراحل أنور السادات، وهو القرار الذي بات يعرف ب"إطفاء المصابيح".
وقال عفيفي إن هناك حاجة ملحة لإعادة إصدار "المجلة" بعد ثورة 25 يناير التي انتصرت على نظام تجريف العقل؛ لأنها تحمل قيما معرفية وعقلانية وحوارية نريدها اليوم.
وأضاف أنه مع إغلاق "المجلة" مع غيرها من مجلات ثقافية في العام 1971؛ ظهرت على الساحة العربية مجلات تروج للثقافة الاستهلاكية التي أسهمت في إنتاج مواطن متساهل، بدلا من المواطن المتسائل العقلاني الذي استهدفت تلك المجلات إنتاجه، ومن ثمّ كانت إعادة هذه المجلة للحياة مرة أخرى من القاهرة؛ لتضيء سماء الوطن العربي كما كانت، وتأكيدا على قيم العقلانية والحوار والمعرفة قبل أي شيء آخر.
وأكد عفيفي أن العدد الأول -والمتوقع صدوره خلال أيام- سيكون عددا تذكاريا، تشتبك معظم موضوعاته مع ثورة 25 يناير بطريق مباشر أو غير مباشر، ويتناول ملف العدد الرئيسي فنون الاحتجاج في ميادين العالم، ويرصد أهم الفنون التي ظهرت على ساحة ميدان التحرير من كوميديا وكاريكاتير وأغنيات والرسم على الأسفلت.
وأوضح أن العدد سيحتوي على مقال عن مصطلح "الأناركية" بقلم د. أنور مغيث -أستاذ الفلسفة بجامعة حلوان- يؤصل فيه للمفهوم فكريا وفلسفيا وسياسيا، وتفتح المجلة نافذة على الفعاليات الثقافية التي تحدث في عواصم العالم المختلفة من لندن إلى الجابون، إضافة إلى عدة موضوعات تختتمها المجلة برؤية للأديب الكبير بهاء طاهر حول مستقبل الثقافة بعد ثورة 25 يناير.