شيماء عمرو 465 قتيلاً هذا هو مجمل عدد القتلى السوريين خلال ال17 يوماً الماضية في حي بابا عمرو.. ورغم أن هذا العدد لم يحرّك السلطات الروسية فإننا نجد المتحدث باسم وزير خارجيتها ألكسندر لوكاشيفيتس قد قام منتفضاً عند مقتل صحفيين أجنبيين في سوريا الأربعاء ليصفه بأنه "حادث مأساوي" يدفعه لتقديم التعازي لأهاليهم يوم الجمعة الماضي. مقتل الصحفيين الأجانب والذي يعدّ أول حادث من نوعه أثار قلقاً في الأوساط السياسية الروسية؛ مما دفع لوكاشيفيتس لدعوة الأطراف المتنازعة في سوريا إلى وقف العنف بأسرع وقت، وتحويله إلى المجرى السياسي، وبدء حوار وطني شامل دون شروط مسبقة. روسيا أيّدت أيضاً قرار بان كي مون –الأمين العام للأمم المتحدة– بإيفاد نائبته للشئون الإنسانية فاليري أموس إلى سوريا؛ لبحث إرسال مساعدات عسكرية لسوريا؛ لكن دون أي تدخل عسكري؛ وفقاً لما صرح به جينادي جاتيلوف -نائب وزير الخارجية الروسي- على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
لكن منظمة العفو الدولية كانت أكثر إدراكاً لمن يعيشون في المأساة الحقيقية؛ فالأطفال الرضّع في حي بابا عمرو يعانون من نقص الحليب؛ إذ إن انقطاع التيار الكهربي جراء عمليات القصف التي يشنّها الأسد على المواطنين تسبّب في فساد ونقص المواد الغذائية، ناهيك عن تدمير شبكات المياه. هذا الوضع المزري دفع هاريسون -النائب المؤقت لمدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية- لمطالبة السلطات السورية بالكف فوراً عن هذا القصف العنيف، والسماح الكامل بوصول المساعدات الإنسانية فوراً ودون عوائق إلى المناطق المتضررة.
أيضاً بادرت 70 دولة للمشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا يوم الجمعة الماضية في تونس؛ لبحث إرسال المساعدات للمواطنين السوريين، بعدما أنهكهم بطش قوات الأسد. ورحّبت الصين بتعيين أمين عام الأممالمتحدة السابق كوفي عنان مبعوثا خاصا مشتركا للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا؛ وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في 16 من الشهر الجاري؛ أملا في أن تدفع هذه الخطوة الحوار السياسي قُدُما، وتساهم في إيجاد حل سلمي وملائم للوضع في سوريا. تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية يبدو أنه أغرى الاستخبارات الأمريكية لاتخاذه ذريعة للتدخل الذي لا يمكن وصفه ب"حسن النوايا" في الشأن السوري الداخلي؛ إذ بدأ خبراء في البنتاجون في وضع خطط لإرسال 75 ألف جندي؛ لتأمين مخازن الأسلحة الكيميائية في سوريا في حال سقوط الأسد بصورة مفاجئة وانزلاق البلاد إلى الفوضى، وفقاً لما نقلته وكالة "إيتار – تاس" الروسية عن مسئولين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم.