مع انطلاق صافرة النهاية في المعركة الانتخابية البرلمانية الأخيرة، وانتظام أعضاء برلمان الثورة الجديد في مقاعدهم التي حرموا منها لعقود طويلة، بزغ على الفور نجم شخص لم يكن مطروحا على الساحة بأي شكل من الأشكال قبل ذلك، ألا وهو النائب محمد أبو حامد نائب تيار الكتلة المصرية عن دائرة قصر النيل. كثيرون هم من فوجئوا بأداء وبجرأة المرشح البرلماني الشاب الذي اعتبره البعض -إلى جانب عمرو حمزواي ومصطفى النجار وعصام سلطان- نائب الميدان الحقيقي؛ بسبب مواقف عدة لمع فيها اسمه وأصبح مادة ثرية لوسائل الإعلام. وكان من أبرز تلك المواقف "واقعة الخرطوش" الشهيرة عندما قال د. محمد سعد الكتاتني -رئيس مجلس الشعب ونائب حزب الحرية والعدالة- إبان أحداث اشتباكات وزارة الداخلية عقب حادثة بورسعيد إن وزير الداخلية أخبره بأن القوات المكلفة بتأمين الوزارة لم تستخدم الخرطوش ضد المتظاهرين، وفي هذه اللحظة قام أبو حامد من على مقعده رافعا بين يديه فوارغ طلقات خرطوش جمعها من موقع الاشتباكات بمحيط مبنى الوزارة؛ حيث كان مكلفا بصحبة باقي أعضاء لجنة تقصي الحقائق بتحرّي الوضع على الطبيعة. وبخلاف تلك الواقعة فأبو حامد من الأعضاء القليلين الذين يحظون بكراهية نواب التيار السلفي، وما إن يبدأ في الحديث حتى يبدأوا في التشويش عليه، كما هو مُثبت في جلسات البرلمان المذاعة على الهواء، الأمر الذي حدا بأحد النواب إلى محاولة خطف الخرطوش من يديه أثناء حديثه، وهو ما أثار استياء الجميع. واقعة أخرى زادت من شعبية أبو حامد ومن غضب نواب البرلمان تجاهه، وهي تصريحاته بجريدة الأهرام اليومية بأنه نائب الميدان وليس نائب البرلمان، وبالتالي تساءل الأعضاء في الجلسة التالية عما إذا كان هو بالفعل نائب الميدان، فلماذا هو موجود بينهم الآن؟ ولهذا ولأسباب أخرى عديدة أردنا أن نسلّط الضوء على هذا النائب الذي يصفه كثيرون بالنائب الجريء الذي ظهر هكذا من العدم، ولم نسمع باسمه إلا إبان الانتخابات البرلمانية التي عُقدت في نوفمبر 2011. اسمه بالكامل محمد أبو حامد شديد شاهين، من مواليد شهر مارس عام 1973 لم يتخطّ الأربعين بعد، وهو حاصل على بكالوريوس تجارة شعبة محاسبة من جامعة القاهرة عام 1995 وقد سجّل رسالة الدكتوراه في فلسفة العلوم السياسية وعنوانها "تأثير الأديان على السياسة.. رصد تاريخي ونقدي" كما أنه حاصل على إجازة بعلوم القرآن والقراءات والتفسير. وقد عمل أبو حامد في البداية كمحاسب مسجّل بوزارة المالية، قبل أن يؤسس شركة مركز الحياة للتنمية البشرية التي تعمل في مجال الاستشارات المالية والتنمية البشرية. وحتى قيام ثورة 25 يناير لم يكن لأبو حامد أي علاقة بالسياسية قبل أن يبرز اسمه على السطح في انتخابات برلمان الثورة في 2012 حيث كان مرشح تيار الكتلة المصرية وتحديدا حزب المصريين الأحرار، وكان ينافس كلا من جميلة إسماعيل (مستقلة) وعمرو خضر (مرشح حزب الحرية والعدالة) في منافسة شرسة شديدة التقارب في الأصوات التي حصل عليها الثلاثة قبل أن تسقط جميلة إسماعيل ويدخل خضر الإعادة متأخرا عن منافسه أبو حامد الذي نجح في حسم النتيجة لصالحه في جولة الإعادة. ثلاثة بلاغات قُدّمت بحق أبو حامد تتهمه بتقديم رشاوى للناخبين وتحديدا ناخبي بولاق العلا، من خلال تقديم مبالغ مالية عينية، وهو نفسه الاتهام الذي وجّهته جميلة إسماعيل لمنافسها آنذاك، مؤكدة أنه يدير المعركة الانتخابية بنفس الطريقة القديمة التي كان يدير بها الحزب الوطني الانتخابات. وعلى الرغم من الخلفية الدينية التي يتمتع بها أبو حامد فإنه دائم الهجوم على التيارات الدينية، مؤكدا أن نسبتهم في الشارع لا تزيد فعليا على 10% وكذلك الأمر بالنسبة للتيارات الدينية التي -كما سبق وأسلفنا- دائمة الهجوم عليه تحت القبة. ولا ينسى كثيرون الاتصال الهاتفي الذي قام به شخص يُدعى طارق عبد العاطي بقناة الناس مع الشيخ خالد عبد الله، وادّعى معرفته الشخصية بمحمد أبو حامد منذ عام 2006 - 2009 من خلال مشروع القرآن حياة، الذي كان شريكا فيه مع أبو حامد، حيث انطلق هذا المشروع من مسجد الحصري بمدينة 6 أكتوبر، ووسطية التفكير والإسلام، قبل أن يحدث تغير جذري في 2009 من خلال التهكم على أشخاص معينة بالاسم مثل عمرو خالد، رغم أنه خرج من جمعية الحصري التي كان خالد أحد مؤسسيها. ثم كشف عبد العاطي أن أبو حامد صرح له بأنه سينضمّ لحملة ترشيح جمال مبارك رئيساً للجمهورية، وطلب منه أن ينضمّ له في هذا الأمر، ومن هنا بدأ التحول نحو محاضرات التنمية البشرية، وأكمل هو المشروع بعد أن تركه أبو حامد. لكن أبو حامد نفى هذه التصريحات جملة وتفصيلا، ونفى أي علاقة له بجمال مبارك أو انضمامه لحملته الانتخابية في يوم من الأيام. ويبقى أبو حامد -رغم كل ما سبق- أحد نجوم البرلمان الساطعة التي تثير الجدل دائما إما سلبا أو إيجابا، ويبدو طريقه مفروشا بالورود نحو مناصب كبرى خلال المستقبل، خاصة في ظل إعلانه عزمه الترشح لمنصب الرئاسة عقب بلوغه الأربعين، وبالتالي فقد يكون مرشح رئاسة محتملا في انتخابات الرئاسة لعام 2016. إضغط لمشاهدة الفيديو: إضغط لمشاهدة الفيديو: إضغط لمشاهدة الفيديو: