أكد الأمريكي بوب برادلي -المدير الفني لمنتخب مصر- أنه لم يندم للحظة بعد أحداث بورسعيد على مجئيه لمصر وتدريبه للفراعنة. وقال برادلي -في حوار مطول لبرنامج "هنا العاصمة" على قناة cbc- اليوم (الثلاثاء): "فخور جدا لوجودي في الوقت الحالي بمصر؛ خاصة أنني قابلت أناس عظماء، وأشعر أن الأمل يملىء الجميع وأنا منهم". وأضاف: "لدي مسئولية كبيرة تجاه المنتخب الوطني، ووجودي في الوقت الحالي لا يُعد مضيعة للوقت؛ بالرغم من توقف بطولة الدوري، وأعمل على إعادة البسمة للمصريين، والتغلب على التحديات الحالية". وكان قد تمّ إيقاف بطولة الدوري الممتاز عقب مجزرة بورسعيد التي راح ضحيتها نحو 80 مشجعا أهلاويا؛ بعد اعتداء جماهير المصري عليهم عقب مباراة الفريقين بالجولة ال17 للبطولة. وأشار المدرب الأمريكي إلى أنه كان متواجدا باستاد القاهرة لمشاهدة لقاء الزمالك والإسماعيلي وقعت وقوع مجزرة بورسعيد؛ لكنه عاد إلى منزله بعد إلغاء المباراة لمتابعة أحداث لقاء الأهلي والمصري. وأردف برادلي: "أجريت اتصالات ببعض أفراد الجهاز الفني للمنتخب لمعرفة ما يحدث؛ لكنني حزنت كثيرا على الشباب الذي كان فى مقتبل العمر وراح ضحية مباراة لكرة القدم". وتابع: "غادرت استاد القاهرة قبل الحريق الذي شبّ فيه؛ نظرا لانشغالنا بأحداث بورسعيد، لكن الأمر لا يقتصر على عنف ملاعب؛ بل هناك أسباب أخرى أدت لتلك المأساة في بورسعيد". وبسؤاله عن تلقيه أي تحذيرات من سفارة بلاده بالقاهرة لمغادرة مصر، أجاب: "لم أتلق أي تعليمات من السفارة الأمريكية بمغادرة مصر، وتواجدي في الوقت الحالي بالقاهرة هو بإرادتي؛ خاصة أنني أدرك حجم المسئولية الملقاه على عاتقي".
إضغط لمشاهدة الفيديو: وأوضح برادلي: "أنا على وعي بتطور مستوى الحكومات في البلدين، وأتفهم الموقف بشكل كامل، لكنني جئت إلى مصر في مهمة كروية لقيادة المنتخب الذي يرتبط مع الشعب المصري بصلة وثيقة". وعن مشاركته في مسيرة سفنكس للتنديد بمجزرة بورسعيد، قال: "عندما علمت بالمسيرة قررت المساركة فيها؛ لإظهار تعاطفي مع الشعب المصري، والتأكيد على دعمي لهم في المحنة الحالية". وشدّد مدرب منتخب أمريكا السابق على أنه ليس على استعداد للتخلي عن مسئوليته الحالية تجاه المنتخب المصري، مؤكدا أنه لن يخذل المصريين. وفي سياق آخر، أكد برادلي أن عدم انضمام لاعبي الأهلي لمعسكر الفراعنة جاء بعد تفهمه لحالتهم النفسية السيئة بسبب كارثة بورسعيد. واستطرد المدرب الأمريكي: "تفهمت شعور لاعبي الأهلي ودعمتهم بشكل كامل بعد المجزرة؛ لكن بمرور الوقت سينسى اللاعبون تدريجيا ما حدث، وسيعودون مرة أخرى للمنتخب؛ خاصة أننا يجب أن نمضي إلى الأمام". وأضاف: "أعلم تماما أن اللاعبين لن ينسوا ما حدث بسهولة، وأنه أثّر في نفوسهم، وأن ما سيدور حولهم في المباريات سيذكرهم بما حدث، وكل من شاهد الواقعة سيحتاج وقت لينسى؛ لكن يجب أن نعمل بشكل فردي مع كل عضو بالفريق وتأهيله وإعادة تحميسه". ونفى برادلي أن يكون هناك أية حساسية بين لاعبي المصري المنضمين للمنتخب وزملائهم الآخرين: "لا توجد أي مشاعر سلبية بين اللاعبين، فالجميع يحترم بعضه وفي المعلب يصبحون أسرة واحدة، والكل داخل المنتخب يحتضن أحمد الشناوي -حارس الفريق- بشكل جيد". وفيما يتعلق بجولته السياحية في مصر التي بدأها بزيارة الصعيد والأقصر والأهرامات، قال: "ذهبت لأماكن كثيرة أنا وعائلتي، ونحن نتطلع لتكملة جولتنا في مصر، وشعرت بسعادة كبيرة بعد أن أتيح لي تذوق العبق المصري الأصيل". وأكمل: "فخور جدا لزيارتي مدينة إمبابة التي تحوي الكثير من طبقات الشعب المصري؛ خاصة أنني فضلت زيارتها عن الذهاب لشرم الشيخ والغردقة؛ لرغبتي في التقرب من الشعب المصري". وفي سياق آخر، عبّر برادلي عن سعادته بتأجيل مباراة الفراعنة أمام إفريقيا الوسطى بتصفيات كأس الأمم الإفريقية لنهاية يونيو المقبل: "طلبنا التأجيل ونقدر استجابة الكاف، وكنا مقتنعين بأن اللاعبين يحتاجون بعض الوقت للتعافي نفسيا بعد مجزرة بورسعيد". وكان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) قد وافق على طلب مصر بتأجيل مباراة إفريقيا الوسطى التي كان مقرر لها نهاية الشهر الجاري؛ بسبب الأوضاع الحالية بالبلاد. وتطرق مدرب الفراعنة للحديث عن توقف الدوري، قائلا: "فترة التوقف تضر بالمنتخب، واللاعبون يفقدون حساسية المباريات؛ لكننا نقدر ظروف مصر، وسنحاول استغلال التوقف لصالحنا ولن نستسلم له". وأشاد برادلي بعصام الحضري -حارس مرمى الاتحاد السكندري- مشددا على أنه يملك خبرات هائلة، وعودته ستفيد المنتخب كثيرا. وأضاف: "الحضري حارس كبير، وأعترف أنه وضع في مواقف صعبة مع أنديته السابقة؛ لكنه الآن أصبح في الاتحاد السكندري، وانضمامه للمنتخب ضروري؛ نظرا لأن الوضع الحالي سيثير روح التحدي بداخله، وهو الأمر الذي سيفيد الفريق". وأكد المدرب الأمريكي في نهاية تصريحاته أنه ينتظر تشكيل مجلس إدارة جديد للجبلاية؛ لمعرفة مصيره سواء بالبقاء أول الرحيل، مشددا على أنه سعيد بالعمل مع الفراعنة، وأن الأمور المالية لا تعنيه كثيرا.