بدأ مجلس الشعب -برئاسة الدكتور سعد الكتاتني- في جلسته المسائية مناقشة تقرير لجنة تقصّي الحقائق حول أحداث مباراة المصري والأهلي ببورسعيد، مؤكّدا أن التقرير الذي سيُناقَش اليوم (الأحد) هو تقرير مبدئي. وقال النائب أشرف ثابت -وكيل مجلس الشعب عن الفئات ورئيس لجنة تقصّي الحقائق- في استعراضه للتقرير المبدئي للجنة إن الإعلام الرياضي مسئول بشكل كامل عن التهييج الذي أدّى إلى هذه الأحداث، وعمل على تحميس الأولتراس وزيادة تعصّبهم دون أن يعمل على ترشيد أدائهم. وقال ثابت: "الإعلام الرياضي التليفزيوني حوّل مباريات كرة القدم إلى ما يُشبه المعارك، ومن أخطائه أنه عرض نشاط الأولتراس بكل انتماءاته على قنواته". مضيفا أن مباراة المصري والأهلي سبقها معركة بين الأولتراس على موقع فيس بوك، وتناولت عبارات تهديد بين أولتراس الفريقين الأهلي والمصري، وأن أولتراس النادي الأهلي قام باجتماع سمّي به المباراة موقعة بورسعيد. كما أكّد النائب أن أولتراس المصري رفع لافتة تهديد ضد جمهور الأهلي، في الوقت الذي رفع أولتراس الأهلي لافتة سِباب لجماهير بورسعيد. أكمل ثابت أن قضية الأولتراس تعتبر الآن من أهم القضايا التي يجب أن تكون لها معالجة خاصة، وقال إن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت تلعب دورا كبيرا في تحويل مباريات كرة القدم إلى معارك بين شباب الأولتراس. وأكّد أنه يجب التحقيق فيما ورد من أولتراس الأهلي ضد الداخلية في مباراة الأهلي وكيما أسوان، والتحقيق في مباراة المصري والاتحاد لأنهما مقدمات ما حدث ببورسعيد. وقد أوضح ثابت أن اللجنة حملت المسئولية لجهاز الأمن والاتحاد المصري لكرة القدم، والنادي المصري، وهيئة استاد بورسعيد. وقال ثابت إن مسئولية الأمن هي تسهيل وتيسير وتمكين وقوع الأحداث بصورتها التي وقعت عليها. كما ذَكَر ثابت أن التقرير حمل هيئة استاد بورسعيد المسئولية بسبب لحام البابين الحديدين للاستاد اللذين يفتحان على الشارع مباشرة، وكذلك فتح الباب الثالث للداخل وليس للخارج؛ مخالفين بذلك لوائح الفيفا التي توجب أن يكون ملعب كرة القدم مستوفيا المواصفات الفنية والإنشائية. ووصف ثابت حدوث المذبحة قائلا: "بعد صفارة الحكم توجّهت جماهير المدرج الغربي المتواجد به أولتراس المصري إلى جماهير الأهلي والملعب، وقفزوا من السور مخترقين الأمن المركزي الذي من المفترض أن يمنعهم، ولكن الأمن المركزي فتح لهم الطريق فدخلوا المدرجات يحملون العصي المضيئة، في الوقت الذي أغلق به نور الاستاد، وهو ما أعاق هروب الضحايا وكذلك التعرف على القتلة، وقد حمل المعتدون الشوم وجميع أنواع الأسلحة البيضاء والجنازير والعصي المضيئة، وحاول جماهير الأهلي الهرب عبر الأبواب ففشلوا، وطاردهم المعتدون وضربوا عليهم شماريخ سبّبت اختناقا كبيرا بين الجماهير، ولقد أُصيب وتوفّي عدد كبير بالطعن والجروح القطعية". مكملا: "تبعا لشهادة الشهود فقد هجم على المدرجات نوعان من الجماهير الأولتراس المصراوي وبلطجية"؛ موضّحا أن جمهور المصري تبعا لثقافة الأولتراس ذهب ليأخذ تشيرتات مشجعي الأهلي للدلالة على انتصارهم عليهم، وهو ما أدّى إلى حدوث اشتباكات. أما البلطجية فقد صعدوا بهدف قتل وإصابة أكبر عدد من مشجعي النادي الأهلي، مؤكدا أن ما تسبّب في إصابة كل هذا العدد كان غلق الأبواب التي ظلّت مفتوحة طوال المباراة وغلقت قرب نهاية المباراة. وأشاد ثابت بمشجّع الأهلي يوسف حمادة محمد يوسف الذي خرج قبل نهاية المباراة، وعندما عاد وجد الأبواب مغلقة، ووجد الأمن من الشرطة والجيش يقف خارج الباب دون أن يحاول فتحه للمتجمهرين؛ فقام بكسر أقفال الباب، وإخراج الجمهور الذي مرّوا فوق جثته أثناء اندفاعهم. وقد أكّد ثابت أن الأمن سهّل ويسّر ومكّن المذبحة، وأن هناك حالة تسيّب واضحة في كل شيء داخل وخارج الاستاد، وأهمها انعدام إجراءات التفتيش، لدرجة دخول "كراتين" كاملة دون تفتيش. وقد قرّر الدكتور سعد الكتاتني -رئيس مجلس الشعب- رفع الجلسة المسائية بعد أن انتهى النائب أشرف من تقديم العرض الموجز للتقرير المبدئي للجنة تقصي الحقائق والخاص بأحداث بورسعيد.